ندوة الفائزين بجائزة الآغا خان للعمارة تستعرض دراسات دولية في الشأن التاريخي المعماري

  • 10/31/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مسقط- العُمانية رعى صاحب السُّمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السُّلطان قابوس، أمس بفندق قصر البستان بمسقط، أعمال ندوة الفائزين بجائزة الآغا خان للعمارة، وسط حضور جماهيري كبير من مختلف أطياف المجتمع والمقيمين المهتمين بفنون العمارة ومدارسها، وتستضيف سلطنة عُمان الجائزة في دورتها الـ15. وبدأت الندوة بإطلاق طابع بريدي يمثل أيقونة سلطنة عُمان في العمارة والموسيقى وهي دار الأوبرا السُّلطانية مسقط التي تشهد هذه الاستضافة التاريخية لجوائز الآغا خان للعمارة والموسيقى 2022، ويحمل الرقم 15 الطابع الخاص بجائزة الآغا خان للعمارة وهو الطابع الثاني لجوائز الآغا خان للموسيقى. تلاه فيلم تقديمي عن جائزة الآغا خان للعمارة التي تعنى بالمشاريع المعمارية المتميزة من ناحية التصميم المعاصر والسكن الاجتماعي الذي يعمل على تحسين المجتمع وتطويره، إضافة إلى الترميم التاريخي وإعادة استخدام الموارد، فضلًا عن تصميم المناظر الطبيعية وتحسين البيئة. وناقشت الجلسة الأولى من الندوة البنى الأساسية وإعادة الاستخدام التكيفي؛ حيث انطلقت بفيديو تقديمي عن 3 مشاريع وهي متحف أرغو للفن المعاصر، والمركز الثقافي في طهران بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتجديد دار نيماير للضيافة بطرابلس في لبنان، ومشروع مطار بانيوانجي الدولي في جاوه الشرقية في إندونيسيا، تلته حلقة نقاشية حول مراحل إنجاز هذه المشاريع. وتناولت الجلسة الثانية التأثير الاجتماعي للهندسة المعمارية وخلالها تم عرض فيلم حول المشاريع الثلاثة وهي مدرسة كمانار الثانوية في إيسيل بالسنغال ومشروع المساحات المجتمعية التي صممت استجابةً لأزمة اللاجئين الروهينجا في منطقة كوكس بازار في بنجلاديش ثم مشروع المساحات النهرية الحضرية في بلدة الجنيدة في بنجلاديش، تلتها حلقة نقاشية حول التأثير الوظيفي لهذه المشاريع. وألقت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيس مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي كلمة خلال الندوة، تحدثت فيها عن مهمات اللجنة التوجيهية لجائزة الآغا خان لعام 2022 واختارت لجنة تحكيم جائزة هذا العام مؤلفة من مهندسين معماريين وخبراء ترميم وفنانين ومفكرين من جميع أنحاء العالم للعمل بشكل مستقل لدراسة 436 مشروعًا تقدّم لدورة الجائزة الخامسة عشر. وقالت: "كان تركيزنا ينصبّ على عدة أمور، أهمها: كيف تم تبني مبادئ التعددية والاحترام المتبادل وانعكاسها من خلال التصميم، وكيف أدركت المشاريع وقيمت تأثير المشاركة السياقية والتكامل على كل من الموقع والمستخدمين، كنا مهتمين جدًّا بالطرق التي تم بها دمج التأثير البيئي والابتكار بشكل كامل في عمليات التصميم والمشتريات وكيف يُمكن للمشروع أن يستجيب للأزمات والكوارث والنزاعات المستقبلية، وهنا نقصد مرونة المشروع". وأضافت أنه لم يكن اختيار 6 مشاريع فقط من أصل 20 مشروعًا رائعًا تم اختيارهم في القائمة المختصرة، مهمة سهلة، مشيرة إلى أن اختيار لجنة التحكيم وتقاريرها "أقنعنا، واحترمنا مبادئ الجائزة". وأوضحت أن الندوة ناقشت بمزيد من العمق المشاريع الستة خلال الجلستين والدروس المستفادة منها. وفي تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، عبرت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيس مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي عن سعادتها بعقد الجائزة في سلطنة عُمان. وقالت: "سلطنة عُمان بلد جميل يحتفي دائمًا بالتراث والعمارة؛ والعمارة كما يُقال هي لغة الحضارة، وهنا الشواهد العُمرانية التي تحكي قصة هذا البلد الجميل ظاهرة للعيان في كل زاوية". وأضافت أن تقديم الجائزة في هذا المكان بالتحديد لأن سلطنة عُمان تحتفي بالتراث الإنساني وبالتالي توجّب أن تُقام الجائزة في بلد يقدر المعمار ويحتفي به، إضافة إلى كون سلطنة عُمان موقعًا للتراث العالمي مشيرةً إلى أن أول موقع سُجل في قائمة التراث العالمي على مستوى الخليج العربي هو قلعة بهلاء في سلطنة عُمان. يشار إلى أن الجائزة تولي اهتمامًا خاصًّا بمخططات البناء التي تستخدم الموارد المحلية والتكنولوجيا المناسبة بطرق مبتكرة، وكذلك المشاريع التي من المحتمل أن تلهم جهودًا مماثلة في أماكن أخرى من العالم. والجائزة لا تقوم بتكريم مهندسي العمارة فحسب، بل يمتد تكريمها ليشمل أطرافًا أخرى شاركوا في المشاريع مثل البلديات وعُمال البناء والعملاء والحرفيين المهرة والمهندسين الذين لعبوا جميعًا أدوارًا مهمة في إنجاز المشاريع، و خلال الدورات الـ15 الماضية حصل 128 مشروعًا على الجائزة وتم توثيق حوالي 10 آلاف مشروع بناء. وجائزة الآغا خان للعمارة هي جزء من شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN)، التي تعمل في 30 دولة من أجل تحسين الظروف المعيشية وتأمين الفرص للأشخاص من جميع الأديان والأصول، تعمل وكالاتها على أكثر من 1000 برنامج ومؤسسة، حيث يعود عمر بعضها إلى أكثر من قرن، ويهتم نهج الشبكة بالتنمية لمجموعة من المساعي الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

مشاركة :