هجوم مقديشو الإرهابي.. قصص إنسانية مؤلمة

  • 10/31/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تفجير تقاطع "زوبي" وسط مقديشو يُعد الثاني من نوعه في العاصمة الصومالية منذ 5 سنوات - التفجير الانتحاري خلّف نحو 100 قتيل وأكثر من 300 جريح ومئات القصص الإنسانية المؤلمة خلّف التفجير الانتحاري المزدوج الذي نفذته حركة "الشباب" في العاصمة الصومالية مقديشو السبت الماضي، نحو 100 قتيل وأكثر من 300 جريح وقصصا إنسانية مؤلمة. عائلات عديدة فقدت ذويها في الانفجار، ومنهم من ودع صديقه آخرون تحطم مستقبلهم مع الدمار الذي أصاب المكان عند تقاطع مزدحم قبالة وزارة التربية والتعليم. وفور حدوث التفجير تحوّل المكان إلى ركام ووقف عشرات المواطنين بحالة ذهول من هول الفاجعة، بينما سارع آخرون للبحث عن جثث ذويهم الذين انقطع الاتصال بهم. وظهر السبت، استهدف تفجيران انتحاريان مقر وزارة التربية والتعليم العالي قرب تقاطع "زوبي"، ما أدى آنذاك إلى مقتل 8 أشخاص بينهم صحفي ورئيس مركز شرطة، قبل أن ترتفع حصيلة القتلى والإصابات إلى المئات. ** طفل يحكي عن نجاته الطفل شارماركي الذي يمتهن تلميع الأحذية كان قريبا من موقع التفجير، وحين دوى الانفجار عاد مسرعا إلى مكان الحادث شاخص البصر نحو سور مقر وزارة التربية والتعليم، حيث نجا من موت محتم جراء الانفجار الذي قتل 10 من أصدقائه دفعة واحدة. ورغم الخوف الذي يسود ملامح شارماركي، لكن صندوقه الذي يضم أدوات تلميع الأحذية ينبئ باستمرار الحياة مرة أخرى، عكس زملائه الذين قضوا في الانفجار. قال الطفل في حديثه للأناضول: "التفجير الانتحاري الأول أخذ مني أصدقائي عنوة، فهربت من الموقع دون أن أعي إلى أي وجهة وكان الغبار يغطي جسمي كله". وأضاف بنبرة حزينة: "كنا نتجاذب أطراف الحديث تحت ظلال أسوار مباني الوزارة كما اعتدنا ظهيرة كل يوم، لكن التفجير أنهى كل شيء مع أصدقائي وللأبد". وتابع الطفل الصومالي: "عدت في اليوم التالي لموقع التفجير وعثرت على صندوقي وسط صناديق أصدقائي ولا زالت أشعر بحزن شديد". ** إصابات المسعفين وفور حدوث الانفجارين، سارع جمال آدم، أحد رجال خدمات الإسعاف، إلى الموقع لنقل جرحى التفجير الانتحاري الأول، وبينما كان يحاول إسعاف مصاب بين 10 مصابين آخرين كانوا في سيارته، وقع التفجير الثاني ليصبح هو الآخر في عداد الجرحى. يقول آدم إن قوة ارتداد التفجير دفعته 5 أمتار بعيدا عن سيارة الإسعاف التي كان على متنها، وأدت إلى تهشيم أجزاء من السيارة التي كانت تقل عدة مصابين بحالة حرجة. وأضاف للأناضول أن زملاءه في الخدمة أخبروه أن نحو 5 أشخاص فقط من أصل 10 مصابين كانوا في سيارته تم نقلهم إلى المستشفى، بينما سقط البقية ضحية التفجير الثاني. وأشار إلى أنه يعاني من إصابة بسيطة وصدمات في الرأس، لكنه يصر على تقديم ما لديه من خدمات لصالح الشعب ولن يترك مقود سيارة الإسعاف "مهما كان". ** الأسرة الشهيدة وثمة قصة محزنة للصحفي الصومالي محمد عيسى كونا مع تفجيري الوزارة، حيث كان قبل الهجوم الإرهابي آخر من تبقى في أسرته المكونة من 6 أشخاص. وبمقتل كونا في الهجوم الأخير، باتت أسرة الصحفي تُعرف بالأسرة الشهيدة، حيث سقط جميع أفرادها جراء حوادث متفرقة سوى شقيقته التي توفيت بشكل طبيعي. وقال الصحفي محمد الأمين، إن كونا كان آخر فرد في أسرته، "حيث قتل والديه على يد القوات الإثيوبية الغازية التي كانت تقاتل حكومة المحاكم الإسلامية، وقتل شقيقه الأصغر بثأر قبلي في الأقاليم الصومالية، بينما قتل شقيقه الأكبر في جنوب إفريقيا بعملية سطو مسلح قبل أشهر". وأضاف الأمين للأناضول، أن الصحفي كونا تخرّج في كلية الإعلام في إحدى الجامعات السودانية، وكان متواضعا يحبه الجميع، وكان أمامه مستقبلا مشرقا، لكن التفجير الدامي حال دون تحقيق أمنياته تاركا خلفه زوجته وطفلة واحدة. ** رضيعة تحت الأنقاض وصل أحد جنود الجيش إلى مكان الحادث مبكرا، فعثر تحت الأنقاض على طفلة بعمر سنتين في حضن سيدة متوفية، ورغم أنها نجت إلا أنها كانت مصدومة. ونشر الجندي فيديو مسجلا قال فيه إنه عثر على الطفلة تحت الركام، مطالبا المواطنين بالبحث عن ذويها بعد أن قتلت أمها جراء التفجير الانتحاري المزدوج. وحصد الفيديو ردود أفعال كبيرة في منصات التواصل، في محاولة لإيصال صورة الطفلة إلى ذويها، بينما قدم آخرون مبادرات لكفالتها ضمانا لمستقبل آمن لها. ويعد الهجوم الثاني من نوعه في تقاطع "زوبي" الحيوي، حيث سبق أن انفجرت شاحنة محمّلة بمواد متفجرة قبل 5 سنوات، مخلفة نحو 500 قتيل وألف جريح. ومنذ سنوات، يخوض الصومال حربا ضد حركة "الشباب" التي تأسست مطلع 2004، وهي مسلحة تتبع فكريا تنظيم "القاعدة" وتبنت عمليات إرهابية عديدة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :