أعادت واقعة تدخين طالب داخل فصل مدرسي في مصر، الجدل بشأن «استهزاء الطلاب بالمعلمين»، مذكرة بـ«وقائع اعتداء الطلاب على المدرسين» خلال العام الماضي، وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع خلال الساعات الماضية عبر صفحات «السوشيال ميديا» في مصر، قيام طالب بإشعال سيجارة داخل فصل أثناء انشغال مُعلمه بالشرح على السبورة، قبل أن يقوم المُعلم بطرد الطالب من الفصل عقاباً له. الطالب الذي لم يُعلَن حتى الآن عن اسمه أو اسم مدرسته، أو توثيق تاريخ الواقعة، واجه موجة غضب وانتقادات واسعة، وسط مطالبات توقيع عقوبة قاسية ضده، إذ اعتبر متابعون تدخين الطالب في الفصل «استهزاء بالمعلم»، و«تصرفاً غير أخلاقي يستوجب العقاب». وفي سياق جامعي، تم تداول مقطع فيديو آخر لوصلة رقص على أنغام شعبية بأحد مدرجات جامعة الحقوق بجامعة المنوفية (دلتا مصر)، مما أدى إلى توجيه انتقادات عدة لمسؤولي الجامعة والطلاب. وطالب خبراء تربويون، وزارة التربية والتعليم بإجراء المزيد من الأبحاث والدراسات بالاشتراك مع خبراء علم الاجتماع وأساتذة التربية، وأساتذة الطب النفسي، بشأن الوقائع الغريبة التي تشهدها المدارس المصرية خلال السنوات الأخيرة، ومن بينهم الدكتور محمد رياض، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة أسيوط (جنوب مصر)، الذي لفت إلى «ضرورة عدم تحميل وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي، مسؤولية انفلات الطلاب أخلاقياً لأن الأسرة عنصر رئيسي وفاعل في ذلك الأمر». ويضيف رياض لـ«الشرق الأوسط»: «يعيش الطلاب حالياً في زمن السماوات المفتوحة، إذ بإمكانهم الوصول إلى أي شيء عبر هواتفهم الجوالة»، مشيراً إلى أن «المدرسة لم تعد وحدها الجهة المنوط بها التعليم والتربية، خصوصاً بعد ازدهار أنواع التعليم عن بعد، والتعليم في المنزل». وشهد العام الماضي وقائع وسلوكيات بالمدارس والجامعات وُصفت بأنها «مسيئة» و«غير لائقة» بصورة التعليم، ففي مدينة كفر الدوار بالبحيرة (دلتا مصر) اعتدى طالب بالمرحلة الإعدادية على أحد المعلمين على خلفية معاتبة المدرس للطالب لمعاكسته طالبات. وتمكنت مباحث قسم كفر الدوار من ضبط الطالب المتهم والتحقيق معه لمعرفة ملابسات الواقعة، بعد تقديم المدرس بلاغاً ضده يتهمه فيه بالضرب والسب أمام باب المدرسة. وفي مدينة بلقاس بالدقهلية (دلتا مصر) اقتحم ولي أمر تلميذ بالصف السادس الابتدائي المدرسة واعتدى على مدرس، حيث فوجئ معلم الدراسات الاجتماعية المتطوع بالمدرسة باقتحام والد التلميذ للفصل أثناء الحصة الثانية وقام بتقييده وشل حركته وطلب من ابنه ضربه على رأسه، وطلب مدير المدرسة النجدة، وتم ضبط ولي الأمر وإحالته إلى نيابة بلقاس التي قررت إخلاء سبيله بكفالة 3 آلاف جنيه. ويعاقب القانون المصري كل من يتعدى على أحد الموظفين العموميين أو رجال الضبط أو أي إنسان مكلف بخدمة عمومية أو قاومه بالقوة أو العنف أثناء تأدية وظيفته أو بسبب تأديتها، بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر أو بغرامة لا تتجاوز مائتي جنيه مصري، وإذا حدث مع التعدي أو المقاومة ضرب أو نشأ عنهما جرح تكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على سنتين أو غرامة لا تتجاوز مائتي جنيه مصري. يشار إلى أنه في بداية عام 2020. تم فصل 22 تلميذاً بمدرسة الفاروق الثانوية بمدينة السادات بمحافظة المنوفية عدة أيام، وحُذروا بالفصل النهائي إذا تكررت واقعة مشاهدة فيديو كليب لوصلة رقص شرقي على السبورة الذكية للفصل.
مشاركة :