أكد طبيبان استشاريان لـ"المدينة " أن معرفة 77% من السعوديات عن "سرطان الثدي " مؤشر إيجابي للوعي الصحي ، إذ أظهر استطلاع رأي أجراه المركز الوطني لاستطلاعات الرأي “رأي” التابع لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، استطلاعاً على عينة عشوائية من النساء السعوديات حول سرطان الثدي بلغ حجمها 1078 ، وأظهرت النتائج وعياً عالياً لدى العينة حول هذا المرض, إذ أجاب 76% من العينة بالإجابة الصحيحة عن ماهية جهاز الماموغرام ووظيفته, كما أن 77% منهن يرين أن لديهن معلومات كافية حول هذا المرض وضرورة الفحص المبكر للكشف له، ورأت 62% من العينة أن الجهود المبذولة في التوعية من هذا المرض ممتازة و27% رأين أنها جيدة، مقابل 7% رأين أن هذه الجهود ضعيفة. وقال الخبير الصحي أستاذ الصحة العامة استشاري طب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق أحمد خوجة ، إن معرفة نساء المجتمع السعودي عن كل ما يتعلق حول مرض سرطان الثدي وطرق الفحوصات الخاصة به سواء عبر الفحص الذاتي أو لدى الطبيبة أو أشعة الماموجرام هو مؤشر إيجابي يساعد في تعزيز مراحل الاكتشاف المبكر في حال " لا سمح الله " كان هناك اشتباه بوجود كتلة ظهرت بشكل مفاجئ. وأكد د.خوجة على أهمية الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع وخصوصًا حول بعض الأمراض التي سجلت ارتفاعًا في السنوات الأخيرة مثل داء السكري النمط الثاني الذي تشكل السمنة المفرطة أهم مسبباته ، فلو أدرك الفرد مخاطر السمنة فحتمًا سيحمي نفسه من داء السكري ، وهناك أمراض عديدة أخرى وكثيرة مرتبطة بنمط الحياة ، ومعرفة مسبباتها يؤدى بإذن الله إلى تجنبها ، فالوقاية خير من العلاج. وشدد البروفيسور خوجة على أهمية إتباع النمط الصحي وتجنب السلوكيات الصحية الخاطئة التي تمهد لاكتساب الأمراض من خلال المحافظة على نمط حياة صحي ، ممارسة الرياضة ، الحد من الوجبات السريعة ، النوم الصحي ، تجنب عوامل القلق والتوتر ، وغير ذلك من السلوكيات الصحية الايجابية. من جانبه يقول إستشاري علاج الأورام بالاشعة الدكتور هدير مصطفى مير : إن معرفة سيدات المجتمع السعودي عن سرطان الثدي يعزز الوقاية من خلال الفحوصات المبكرة ، فوجود معرفة مسبقة عن هذا المرض لدى السيدات يساعدهن في عدم التردد في التوجه للكشف المبكر عند اكتشافهن أي كتلة . وأوضح أن سرطان الثدي يمثل الرقم الأول في قائمة أنواع السرطانات النسائية ليس فقط على المستوى الوطني بل على المستوى العالمي، وبالتالي فأن هذا التفاعل الإيجابي يجسد اهتمام نساء المجتمع بصحتهن والاطمئنان على سلامتهن من سرطان الثدي، انطلاقاً من أن الكشف المبكر يمثل خير وقاية من الأمراض. وتابع ”مير” : سرطان الثدي هو انقسام غير طبيعي وغير منتظم لخلايا الثدي عند المرأة ويحدث غالبا في خلايا القنوات الحليبية ويؤدي إلى تكوين ورم كامن، ونتيجة لتعدد انقسام الخلايا عشوائيا يكبر حجم الورم بسرعة ويؤدي إلى انتشاره في الجسم عن طريق الدم والقنوات الليمفاوية، مشيرا إلى أن سرطان الثدي يعتبر الأكثر شيوعا بين أنواع السرطان الأخرى التي تصيب النساء والمسبب الأول للوفاة من بين جميع الأمراض السرطانية، مبينا إن الإحصاءات تشير إلى أن نسبته تبلغ نحو 20% من بين أنواع السرطان التي تصيب النساء في المملكة. ولفت د.هدير إلى ان هناك (3) طرق للكشف المبكر لسرطان الثدي وهي: الأولى عن طريق الاكتشاف المبكر من خلال الفحص باستخدام أشعة “ الماموجرام “ عندما تظهر علامات محددة تدل على المرض في بدايته.. ويكون ذلك عادة في مرحلة مبكرة جداً.. ومعظم الحالات التي تشخص في الغرب تتم بهذه الطريقة على خلاف ما يحدث في دول الشرق الأوسط لعدم وجود برامج وطنية شاملة للكشف المبكر. فيما تتمثل الطريقة الثانية من خلال الفحص السريري الذي يتم بواسطة الطبيبة، إذ توجد أعراض معينة منها تغيرات في حلمة الثدي، وإفرازات تخرج منها، وتورمات تحت الإبطين وفي الثدي، وهي الطريقة الأكثر شيوعاً في المملكة. أما الطريقة الثالثة فهي ذاتية تعتمد على فحص المرأة نفسها، وهي ضرورية لمعرفة أية تغيرات تطرأ على طبيعة الثدي، لكن نسبة الوعي المطلوبة لهذا المرض متدنية في مجتمعنا فمعظم الحالات التي تردنا تكون في المرحلتين الثالثة أو الرابعة وهي المراحل المتأخرة، فبالرغم من أن سرطان الثدي هو الأكثر انتشاراً في الغرب إلا أن معظم الحالات يتم تشخيصها في المرحلتين الأولى والثانية لأسباب عديدة من بينها الوعي الذاتي لدى النساء وتوفر وسائل الفحص والتشخيص المبكر في العيادات المتخصصة. ويشدد د.هدير على أهمية الكشف المبكر معتبرًا أن ذلك يجعل السيدة في حالة أفضل، وينصح بضرورة عمل أشعة على الثدي بطريقة منتظمة وفحص الثدي بانتظام، حيث إن من مزايا الأشعة أنه يتم اكتشاف السرطان قبل الشعور به وكذلك يمكن عن طريق هذه الأشعة رؤية ترسبات الكالسيوم التي قد تكون بداية سرطان الثدي.
مشاركة :