السنعوسي لـ عكاظ: تجربتي في ساق البامبو جريئة

  • 12/17/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الكاتب سعود السنعوسي لـ «عكاظ» أن ساق البامبو حطمت الاتجاه والنمط الذي كانت فيه الرواية الكويتية تكتب تحت محاذير اجتماعية معينة وبمسار تثاقفي ثقيل وبطيء جدا لتأتي فترة تصدير البترول ويكون الإعلان عن تجربة روائية أخرى بها حيوات جديدة ورؤى متنوعة وبوتيرة كسرت الجامد وقفزت إلى حد ما الحواجز لتكشف عن الحقيقة في معظم جوانبها ليأتي رد السنعوسي سريعا بالقول كانت هذه الرواية ملامسة لقضايا ساخنة وهي من الروايات الجريئة التي أحسبها كذلك لأنها تناولت العمالة الأجنبية وعلاقتنا مع الآخر بأسلوب روائي اعتمدت فيه على الإقناع. وقال السنعوسي خلال زيارته مؤخراً للمنطقة الشرقية للمشاركة في مهرجان أرامكو الثقافي إن رواية البؤساء للكاتب الفرنسي فيكتور هوجو قد كان لها تأثيرها على نفسه وجعلته يستلهم خطاها كونها من أشهر الروايات التي كتبت في القرن التاسع عشر. وعن أبعاد وظروف كتابته لرواية سجن المرايا وساق البامبو قال في سجن المرايا كان دافعي الكتابة لا غير بينما في ساق البامبو فجذورها الروائية أقرب للواقعية وتغيرت فيها نمطية الكتابة عندي حيث تحكي الرواية عن قصة شاب أثناء الدراسة والدته آسيوية يعاني من العزلة رغم أنه كويتي مثلنا إذ كان هناك حاجز بينه وبين الآخرين بسبب شكله الآسيوي الفلبيني على وجه التحديد، فكنا ننظر إليه باستغراب، ولا نسعى إلى الاندماج معه. وتابع قائلا: قبل أن أفكر في الهوية، وهي الفكرة التي اشتغل عليها كان بودي أن أرى الآخر وأتعرف عليه أكثر من زملائي الآخرين، إلى أن وصلت إلى أن الشخصية التي أنا بصددها نصفها فلبيني ونصفها الآخر كويتي فلم تكن لدي فكرة سلبية أثناء التحضير لفكرة الرواية ولم أطرح السؤال هل أنا قادر على الكتابة عن الهوية لذلك وضعت نفسي مكان الآخر وبدأت الأسئلة السريعة تداهم ذهني كيف يمكن تقمّص هذه الشخصية، وأرى بعيونها بعد أن رجعت من زيارة لي إلى الفلبين، وبدأت أرصد ما يدور في الشارع بعين الآخر، وأطرح الأسئلة جملة منها لماذا هذا السلوك السلبي؟ لماذا هذه النظرة إلى الآخر؟ إنها حالة من التقمّص التي لا بد منها للكتابة عن صورتنا في الآخر. وأضاف لقد تقمصت شخصية البطل بكل أبعادها وبكل ما لدى الآخر من خزين ثقافي وإنساني وعاطفي، فتابعت الأغاني والصحف والتلفزيونات الفلبينية وترجمت إلى العربية بعضا من إبداع هذا البلد عن الإنجليزية، وقد عشت هذه الحالة على مدى أعوام، ولذلك تقصّدت أن أوجع القارئ، لكني لم أجد حلا لهذا الذي يوجع، ولم أجد إجابة تفي عن سؤال من نحن؟ ومن الآخر؟. وفي جانب آخر من قصته التي يرويها تحدثت معه عن معنى الواقعية والخيال وأيهما يطغى على الآخر في هذه الرواية أو غيرها فقال الرواية في مجملها ليست واقعية ولا هي خيالية، فلو قلت لك إنها واقعية ألغيت كل جهودي الإبداعية ولو قلت لك خيالية لن تصدقني وأكون بذلك قد قدمت شخصيات ورقية لا روح فيها. وبالسؤال عن حالة السرد التي حملتها الرواية واكتنزتها بين دفتيه ما إذا كانت صارخة في وجه من يغرس التمييز والطبقية فقال الرواية تنبئ عن حبكة درامية وأسلوب آخذ في عرض الأحداث التي لم تخلو إطلاقا من التراجيدية والكوميدية والرومانسية ورصدا لبعض من صور الخيال الواسع المنسجم مع عنان القلم نسجت بطريقة تجعل القارئ في حالة يقظة وانتباه مع تسلسل القصة من بدايتها وحتى نهايتها ومرورا بعقدتها لتفسح لخيال القارئ إكمال الجزء المفقود منها. وخلص السنعوسي إلى القول «مشواري مع الكتابة والقلم لسنوات هي اعتراف بالذات وتعزيز مكانة الإنسان وقيمه وأصالته وعرضها في مجتمع يعج بالمبهجات، حيث مررت بتجارب وحكايات بعضها كان أقرب إلى الخيال، وهو الأمر الذي غيّر مجرى حياتي لاحقا ومساري في الكتابة. وبالسؤال عن تكرار تجربة ساق البامبو قال لا أعتقد بتكرارها، وعن تضمين الروايات قيمة معرفية تضاف للتسلية والمتعة فقط قال، لابأس في ذلك شريطة ألا تثقل هذه المعرفة وتقحم على الروعة الأدبية جمالها.

مشاركة :