يرافق فصل الخريف عادة تغييرًا في مواعيد نوم البشر، بسبب عدة عوامل بيئية متمثلة في قصر النهار وقلة ضوء الشمس، الأمر الذي يؤثر بدوره على الساعة البيولوجية المتحكمة في نشاط الإنسان اليومي وتنظم عمل أعضائه. وتضطرب الساعة البيولوجية حال حدوث تغيير في نشاط الإنسان، بما في ذلك مواعيد النوم المعتاد عليها، وينتهي هذا الاضطراب غالبًا بأمراض نفسية وجسدية قد تصل خطورتها حد الوفاة في بعض الحالات الصعبة. بين القيود الاجتماعية والعوامل البيئية ينتظم نوم الإنسان وتتحدد عدد ساعاته يوميًا، ويعتبر التعرض لضوء الشمس والحرارة اثنين من أهم العوامل البيئية التي تؤثر في تنظيم النوم. ووفق دارسة طبية نشرتها مجلة npj العلمية، فإن البشر يميلون لزيادة عدد ساعات نومهم حال التعرض لضوء النهار بشكل أقل، وأيضا في حالة انخفاض الحرارة، ويتوفر هذان العنصران في فصلي الخريف والشتاء. هذا التغيير في ساعات النوم يؤدي بدوره إلى اختلال الساعة البيولوجية، ما يُعرض الشخص للإصابة بأمراض جسدية مثل النوبات القلبية وأخرى نفسية مثل الاضطراب العاطفي وحتى الاكتئاب، بحسب ما أوردته "بي بي سي". تمثل الساعة البيولوجية مركز التحكم في الإيقاع اليومي للشخص، إذ تقوم على تنظيم الجداول الزمنية والتنسيق مع بقية الخلايا للوصول إلى ما يجب أن تكون عليه أنشطته على مدى اليوم‏. مواعيد وجبتك ونومك ودرجة حرارة جسدك ومستوى الهرمونات وطريقة عمل كل عضو من أعضائك، كل ذلك تنظمه الساعة البيولوجية في إطار واحد حتى تستطيع قضاء يومك بشكل مناسب. ويقع مركزها في منطقة النواة "فوق التصالبية" بالمخ، فوق نقطة التقاء العصبين البصريين في قاع الجمجمة، وفق ما أورده موقع "ساينتفك أميريكان" وهي بذلك تنسق بين المخ والجسد. حتى لا تتعرض للتأثيرات المضرة الناتجة عن اضطراب ساعتك البيولوجية يمكنك اتباع عدد من النصائح خلال فصل الخريف إلى أن تنضبط مرة أخرى وهي كالآتي: - تعرض لأكبر قدر ممكن من أشعة الشمس طوال اليوم. - حافظ على مواعيد نومك واستيقاظ ثابتة يوميًا. - لا تكثر من الكافيين والمنبهات حتى لا تؤخر وقت نومك. - هيئ جوًا مريحا لنومك بإغلاق الأضواء واختيار سرير مناسب وتوفير الهدوء.