يتصدر الشر الإيراني وتدخلات نظامها الإرهابي، 8 ملفات تبحثها القمة العربية في نسختها الـ31، التي تعقد في الجزائر اليوم، بحضور عدد كبير من الزعماء والرؤساء والمسؤولين.ورغم إصرار البلد المنظم (الجزائر)، وعدد من الدول، على أن تحصل القضية الفلسطينية على نصيب الأسد من القمة التي تأتي بعد المصالحة الفلسطينية، إلا أن اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سبق القمة، أقر بوجود 8 ملفات على رأسها التدخلات الإيرانية في الشأن العربي، إضافة إلى الأزمات في اليمن وسوريا وليبيا، وملف الإرهاب وقضية الأمن الغذائي العربي، مع تواصل الحرب الروسية الأوكرانية، وغيرها من القضايا الساخنة.وتأتي قمة العرب التي يحلو للبعض تسميتها بقمة الشجب والإدانة، في غياب زعماء عرب مؤثرين لأسباب متنوعة، وبمشاركة قادة يحضر بعضهم للمرة الأولى، وسط ظروف معقدة تشهدها المنطقة والعالم.وتعقد القمة بعد توقف 3 سنوات، إذ كان مقررا عقدها في مارس 2020، إلا أنه تم تأجيلها بسبب جائحة كورونا، وعقدت آخر قمة عربية اعتيادية في تونس 2019، وهي القمة العربية الدورية الـ30، والتي شهدت مشاركة 13 زعيما، وترأسها الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي.صيغة متوازنةرغم التوتر الذي سبق القمة العربية، والذي ظهر بشكل لافت في اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس الأول في الجزائر، إلا أنه تم الخروج بصيغة متوازنة لمشاريع القرارات المقرر إعلانها في قمة الزعماء الرؤساء اليوم.وفي حين اتفق الغالبية على ضرورة إدانة التدخلات الإيرانية وشرها المستطير على المنطقة، اختلف الوزراء حول إدانة التدخلات التركية، ورفض البعض أن يصدر قرارا صريحا بهذا الشأن، في ظل التقارب الأخير بين تركيا وعدد كبير من الدول العربية، وتم التوصل إلى صيغة متوازنة تدين جميع التدخلات في الشأن العربي دون تحديد «تركيا» بالاسم.ويرى مراقبون أن ملف الإدانات والشجب شهد اختراقا كبيرا هذه المرة، بسبب العلاقات الطيبة التي تربط الجزائر بتركيا، ونتيجة إصرار الدولة المنظمة على أن يكون التركيز الأساس على القضية الفلسطينية، بعد نجاحها في إجراء مصالحة بين جميع الفصائل في الآونة الأخيرة، فيما أكدت الجامعة العربية أن موقفها من رفض التدخلات التركية ثابت ولم يتغير.احتواء التوترنجح وزراء الخارجية العرب في احتواء التوتر المغربي الجزائري، الذي اندلع بقوة بعدما قامت إحدى القنوات الفضائية الجزائرية بوضع خريطة للمغرب العربي، يتضمن انفصال الصحراء الغربية، وهو ما أثار استياء الوفد المغربي الذي بادر بالانسحاب، قبل أن تتدخل الجامعة العربية وتصدر بيانا رسميا، وتتراجع القناة عن تصرفها، وتعتذر بشكل واضح، ليعود الوفد المغربي ويكمل مشاركته في الاجتماعات.وإذا كان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، مدرجة على جدول أعمال القمة، فسيتعين على القادة العرب والوفود المشاركة إيجاد مخارج دبلوماسية معقدة في صياغة القرارات النهائية، التي يتم تبنيها بالإجماع.ووضعت الجزائر هذه القمة الـ31 للمنظمة العربية تحت شعار «لم الشمل»، وأكد عدد من وزراء الخارجية العرب أنهم يتوسمون خيرا في تمكن الجزائر من تحقيق لم الشمل العربي، خلال القمة العربية القادمة التي تحتضنها يومي 1و2 نوفمبر، للتصدي للتغيرات الدولية.هموم عربيةفي ظل هذه الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها المنطقة العربية، دعا وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الدول العربية إلى ضرورة مضاعفة الجهود كمجموعة منسجمة وموحدة، تستنير بمبدأ وحدة المصير، وما ينطوي عليه من قيم والتزامات، وأن تعمل على تثمين مقومات تكاملها ونهضتها كأمة.وأضاف أن التطورات التي يشهدها العالم على تعقدها لا يجب أن تنسيها هموم أمتنا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي تمر اليوم بأصعب مراحلها في ظل جمود العملية السياسية، وتمادي المحتل في فرض سياسة الأمر الواقع، وعليه حيّا الأشقاء الفلسطينيين على انخراطهم في مبادرة المصالحة التي أطلقها الرئيس عبدالمجيد تبون، مطلع هذا العام، بالتنسيق مع الرئيس محمود عباس، والتي توجت بالتوقيع على (إعلان الجزائر) المنبثق عن مؤتمر لم الشمل، لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.وبناء على هذه الأرضية، يقول لعمامرة: نأمل أن يكون في مقدورنا العمل جميعا لبناء توافق أوسع، يسمح بلم شمل جميع الدول العربية وتوحيد صفوها وجهودها، لحل الأزمات الحادة التي تمر بها منطقتنا العربية، والتي جعلت منها ساحة صراعات بين كثير من القوى الأجنبية، مشددا على أن الأوضاع العصيبة التي يمر بها الأشقاء في ليبيا وسوريا واليمن والصومال وكذلك في السودان ولبنان، يجب أن تستوقفنا لاستدراك ما فاتنا من جهود.الأمن الغذائيأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، الجمعة، عن أمله في أن تشهد القمة تدشينا لاستراتيجية الأمن الغذائي العربي، في وقت تشتد فيه الحاجة لعمل تكاملي وجماعي، لمواجهة الفجوة الغذائية الخطيرة التي يعانيها العالم العربي، كما قال.وأعرب وزير خارجية لبنان، عبدالله بوحبيب، أن بلاده تتطلع إلى دور الجزائر لتحقيق لم شمل عربي حقيقي، محذرا من أنه في ظل غياب وحدة في الموقف العربي، فهذا من شأنه أن يفتح المجال أمام التدخل الخارجي في الشؤون العربية الداخلية.بدوره أبرز عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية التونسي، أن اللقاءات التمهيدية لعقد القمة العربية مهمة جدا، لافتا إلى أن الجميع له أمل في أن تتمكن القمة العربية الـ31 من الخروج بالنتائج المرجوة منها.غياب لا مقاطعةلفت الأكاديمي والمحلل السياسي العربي سعيد صادق، أن غياب عدد من الزعماء العرب على قمة الجزائر لا يعني مقاطعتها، وأكد أن جميع الدول العربية ستكون حاضرة في القمة، خاصة أن ممثليهم يحملون الأجندة نفسها، فالغياب لا يعني المقاطعة، فالحضور مكلفون من القادة، وأوراق القمة تم التحضير لها منذ فترة طويلة، وعد أنه من شعارها «لم الشمل»، لذلك ستكون هناك محاولات لحل أي خلافات بين الدول العربية، خاصة في ظل الأزمات العالمية والإقليمية.القضايا المطروحة في القمة العربية الـ31 القضية الفلسطينية التدخلات الإيرانية الأزمات في سوريا وليبيا واليمن الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها ملف الإرهاب وتأثيره على المنطقة الأمن الغذائي العربي أزمة الطاقة إصلاح الجامعة العربيةقادة يشاركون للمرة الأولى بالقمم العربية عبدالمجيد تبون، ستكون هذه القمة الأولى التي يشارك فيها الرئيس الجزائري الحالي المنتخب نهاية 2019 قيس سعيد، يشارك الرئيس التونسي للمرة الأولى منذ انتخابه في أكتوبر 2019 الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، يترأس ولي العهد الأردني وفد بلاده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، يشارك ولي العهد الكويتي نيابة عن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح عبداللطيف رشيد، يحضر الرئيس العراقي الذي شغل المنصب منتصف الشهر الحالي عبدالفتاح البرهان، يشارك رئيس مجلس السيادة السوداني، إذ إنه تولى منصبه بعد آخر قمة في 2019 رشاد العليمي، يشارك رئيس المجلس الرئاسي اليمني الذي لم يكمل 6 أشهر في منصبه محمد المنفي، يحضر رئيس المجلس الرئاسي الليبي الذي جرى انتخابه مارس من العام نجيب ميقاتي، ينوب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان عن الرئيس المنتهية ولايته ميشيل عون
مشاركة :