من المرجح أن يؤدي انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، والذي توسطت الأمم المتحدة في إبرامه، إلى التأثير على الشحنات التي تصل لدول تعتمد على الاستيراد، ما قد يدفع أزمة غذاء عالمية لمزيد من الاحتدام والأسعار لمزيد من الارتفاع. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أن أسعار القمح ارتفعت، أمس، حيث يترقب التجار التطورات بشأن الصادرات، في وقت يتصاعد التوتر في أوكرانيا في ظل شن روسيا موجة هجمات صاروخية في أنحاء البلاد. وقال اثنان من التجار في سنغافورة: «إن مئات من الآلاف من الأطنان من القمح المحجوزة للشحن لأفريقيا والشرق الأوسط في خطر، بينما ستقل صادرات الذرة الأوكرانية لأوروبا». ومضت الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا قدماً في تنفيذ اتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود، إذ تم الاتفاق على خطة حركة تنطلق بموجبها 16 سفينة. وقال أوليكسندر كوبراكوف وزير البنية التحتية الأوكراني: «إن 12 سفينة تحركت من موانئ أوكرانية، أمس، بموجب مبادرة الحبوب من البحر الأسود، بعد أن قال متحدث من الأمم المتحدة باسم المبادرة إن فرقاً من تركيا والأمم المتحدة استأنفت تفتيش السفن بموجب الاتفاق». وغادرت عدة سفن موانئ ساحل البحر الأسود الأوكراني، على الرغم من إلغاء روسيا مشاركتها في اتفاق يتيح تصدير الحبوب. ووفقاً للأمم المتحدة، فإن هذه السفن تشمل سفينة أفريكان روبن المحملة بالقمح، وسفينة أس كيه فريندشيب محملة بفول الصويا. وقالت الأمم المتحدة: «إن السفن غادرت المياه الأوكرانية الأحد، بالإضافة إلى ثلاث سفن أخرى، متجهة إلى ممر البحر الأسود الذي يخضع للحماية وفقاً للاتفاق». وقالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية: «إن سفينة يطلق عليها «أكاريا أنجيل» تبحر بالنيابة عن برنامج الأغذية العالمي غادرت أيضاً، وتحمل السفينة 40 ألف طن من الحبوب، وتتجه إلى إثيوبيا». تحذير روسي وعلّقت موسكو السبت مشاركتها في اتفاق الحبوب الذي ترعاه الأمم المتحدة «لأجل غير مسمى» بعد هجوم أوكراني كبير بطائرات مسيّرة على أسطولها في البحر الأسود عند شبه جزيرة القرم. وحذر الكرملين، أمس، من أنه سيكون من «الخطير» و«الصعب» الاستمرار في تنفيذ الاتفاق بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية من دون موسكو. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين رداً على سؤال حول إمكانية الاستمرار بتنفيذ الاتفاق من دون روسيا: «في ظل الظروف التي تتحدث فيها روسيا عن استحالة ضمان سلامة الملاحة في هذه المناطق، يصعب تطبيق مثل هذا الاتفاق. وتسلك الأمور طريقاً مختلفاً، أكثر خطورة». وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده سوف تستمر في جهودها لتصدير الحبوب من أوكرانيا. وعزا تردد روسيا في الالتزام باتفاق الحبوب، إلى عدم توفير التسهيلات التجارية لها على غرار التسهيلات الممنوحة لأوكرانيا. وأضاف: «حتى لو تصرفت روسيا بتردد لأنها لم تحصل على نفس الفوائد، فإننا سنواصل بشكل حاسم جهودنا لخدمة الإنسانية». تخفيف الأزمة وأضاف أردوغان: «تمكنا نسبياً من تخفيف حدة الأزمة الغذائية من خلال تقديم 9.3 ملايين طن من القمح الأوكراني للعالم»، في إشارة إلى اتفاقية إسطنبول للحبوب. وفي برلين، أشادت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت بجهود الأمم المتحدة لإنقاذ اتفاقية الحبوب الدولية، منددة في الوقت نفسه بخروج روسيا من الاتفاقية. أما في باريس فقد قال وزير الزراعة الفرنسي مارك فيسنو، إن بلاده تسعى إلى إتاحة طرق برية عبر بولندا أو رومانيا لمرور الصادرات الغذائية من أوكرانيا كبديل لطريق البحر الأسود، بعد انسحاب روسيا من الاتفاق. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :