تراجعت أسعار النفط بما يزيد على دولار واحد في افتتاح تداولات الأسبوع أمس الاثنين 31 أكتوبر، بعد بيانات أضعف من المتوقع لنشاط المصانع من الصين وبسبب مخاوف من أن يؤدي اتساع قيود كوفيد -19 إلى تقليص الطلب. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.10 دولار أو 1.2 بالمئة إلى 94.67 دولارا للبرميل بعد أن تراجعت 1.2 بالمئة يوم الجمعة، فيما بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 86.83 دولارًا للبرميل، منخفضًا 1.07 دولار أو 1.2 ٪، بعد أن استقر عند 1.3 ٪ يوم الجمعة. ومع ذلك، يسير برنت وغرب تكساس الوسيط على المسار الصحيح لتحقيق مكاسبهما الشهرية الأولى منذ مايو، بارتفاع 7.7 ٪ و9.3 ٪ على التوالي، حتى الآن. وقال ستيفن إينيس، الشريك الإداري من إدارة الأصول لدى اس بي أي، طالما أن كوفيد لا يزال مترسخًا، فسوف يستمر في إحباط ثيران النفط»، أظهر مسح رسمي يوم الاثنين أن نشاط المصانع في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، انخفض بشكل غير متوقع في أكتوبر، متأثرا بتراجع الطلب العالمي والقيود الصارمة على كوفيد -19 التي أضرت بالإنتاج. انخفضت أسعار النفط بنسبة 1.5 ٪ خلال الأسبوع الماضي بسبب توتر الركود، من جهتها ترفع الحكومة الهولندية هدف التعبئة لمنشأة تخزين الغاز إلى 90 ٪ فيما قال وزير النفط الإماراتي إنه يمكن الوثوق بأوبك+ لتحقيق التوازن في الأسواق. وفي الصين تضاعف المدن الصينية من سياسة بكين الخالية من كوفيد مع اتساع تفشي المرض، مما قلل من الآمال السابقة في انتعاش الطلب، أدت القيود الصارمة الوبائية في الصين إلى إضعاف النشاط الاقتصادي والتجاري، مما قلص الطلب على النفط، تراجعت واردات الصين من النفط الخام في الأرباع الثلاثة الأولى من العام بنسبة 4.3 ٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق -وهو أول انخفاض سنوي لهذه الفترة منذ عام 2014 على الأقل- حيث أثرت قيود بكين الشديدة على كوفيد على استهلاك الوقود بشدة. وقال ليون لي المحلل لدى سي إم سي ماركتس إن هناك مخاطر أخرى على الطلب على النفط تأتي من أوروبا، حيث من المرجح أن تدخل القارة في ركود هذا الشتاء، ومن المحتمل أن تدخل منطقة اليورو في حالة ركود حيث تقلص نشاطها التجاري في أكتوبر بأسرع ما يمكن منذ ما يقرب من عامين، وفقًا لمسح ستاندرد آند بورز جلوبال، حيث إن ارتفاع تكاليف المعيشة يبقي المستهلكين حذرين ويضعف الطلب. يقف صانعو السياسة في البنك المركزي الأوروبي وراء خطط لمواصلة رفع أسعار الفائدة، حتى لو دفع ذلك الكتلة إلى الركود وأثار الاستياء السياسي، وفي الوقت نفسه، أشار بعض أكبر منتجي النفط في الولايات المتحدة يوم الجمعة إلى أن مكاسب الإنتاجية والحجم في حوض بيرميان -أكبر حقل صخري في البلاد- تتباطأ. وستقوم شركة بايونير ناتشورال ريسورسز المنتجة للنفط الصخري في الولايات المتحدة بتعديل محفظة الحفر الخاصة بها العام المقبل لاستهداف الآبار ذات العوائد المرتفعة المحتملة، في خطوة لتعزيز مستويات الإنتاجية، وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي انخفض فيه إنتاج النفط في الربع الثالث بنحو 9 ٪ إلى 354 ألف برميل يوميًا عن مستوياته قبل عام، وكان الإنتاج الفصلي عند الحد الأقصى لتوقعاتها، والتي تتطلب ما بين 345 ألفا و360 ألف برميل في اليوم. وقال رئيس بايونير ريتشارد ديلي «جاءت الإنتاجية أقل بقليل مما توقعنا، وأردنا تصحيح ذلك عن الأساس المنطقي للتغييرات، وتراجعت الأسهم أكثر من 1 ٪ إلى 262.21 دولارًا في التعاملات المبكرة، وبموجب برنامج الحفر الجديد، من المتوقع أن تتجاوز إنتاجية البئر -كمية النفط التي تتلقاها لكل بئر- مستويات 2021. وقال للمحللين خلال مكالمة أرباح يوم الجمعة «نحن في الحقيقة نعيد تنظيم المحفظة ونقدم الآبار ذات العائد المرتفع ونؤجل بعض الآبار» التي ليست منتجة بنفس القدر. وتتوقع بايونير تشغيل نحو 24 إلى 26 منصة حفر، ارتفاعًا مما بين 22 و24 هذا العام، وما يصل إلى سبعة أطقم تكسير هيدروليكي، من ستة حاليًا، حسبما قال مسؤولون تنفيذيون. جاءت التحذيرات في الوقت الذي ارتفعت فيه صادرات النفط الأميركية إلى مستوى قياسي الأسبوع الماضي، مما أدى جزئيًا إلى ارتفاع أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3.4 ٪. وارتفع برنت 2.4 ٪ الأسبوع الماضي، محققًا مكاسبه الأسبوعية الثانية على التوالي. وقال مصدران من أوبك إنه في توقعات ستصدر في وقت لاحق يوم الاثنين، من المتوقع أن تلتزم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بوجهة نظر ارتفاع الطلب على النفط لعقد آخر، على الرغم من زيادة استخدام الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية. وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي يوم الاثنين إن أوبك + حريصة على تزويد العالم بإمدادات النفط التي يحتاجها، مؤكدا رسالة مفادها أن تحالف كبار المنتجين سيكون دائما في وضع يمكّنه من تحقيق التوازن في الأسواق، وقال سهيل المزروعي في حدث صناعي كبير في أبو ظبي إن أوبك +، التي تجمع كتلة المنتجين مع حلفاء من بينهم روسيا، ستظل دائمًا منظمة فنية موثوقة لتحقيق التوازن بين العرض والطلب على النفط. حذر مبعوث الطاقة الأميركي عاموس هوشتاين من أنه يجب تسعير الطاقة بطريقة تسمح بالنمو الاقتصادي وأن هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمار في قطاع النفط والغاز، وأضاف في حديثه في نفس المؤتمر أن العلاقة بين الولايات المتحدة والإمارات «قوية وطويلة الأمد ودائمة». في أكتوبر، اتفقت أوبك + على تخفيضات إنتاج النفط مما تسبب في واحدة من أكبر مواجهاتها مع الغرب حيث وصفت الإدارة الأميركية القرار المفاجئ بأنه قصير النظر. بينما احتشد منتجو أوبك + حول المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط والطاقة، بالدفاع والتوضيح والحقائق والبراهين. وقال هوشتاين، وهو يتحدث عن الخلاف بين الولايات المتحدة بشأن السياسة النفطية، للصحفيين: «يسمح للناس بالتعبير عن خلافات، إنها دراما أقل بكثير مما يعتقده الناس»، ومن المتوقع أن تعقد أوبك + اجتماعها المقبل في فيينا في 4 ديسمبر، قبل يوم واحد من دخول اتفاقية مجموعة الدول السبع للحد من مبيعات النفط الروسية بسعر منخفض مفروض حيز التنفيذ. وقال سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك): إن استبعاد الاستثمار الهيدروكربوني بسبب التراجع الطبيعي قد يؤدي إلى خسارة 5 ملايين برميل من النفط يوميًا سنويًا من الإمدادات الحالية. وقال «البيانات واضحة. إذا توقفنا عن الاستثمار في الهيدروكربونات بسبب التراجع الطبيعي فسنخسر 5 ملايين برميل يوميًا من النفط كل عام من الإمدادات الحالية، وقال إن العالم يحتاج إلى أقصى قدر من الطاقة والحد الأدنى من الانبعاثات، وقال «إليكم الحقائق الصعبة: سلاسل التوريد العالمية لا تزال هشة، والجغرافيا السياسية الآن أكثر تعقيدا ومجزأة واستقطابا من أي وقت مضى». يسير خاما نفط برنت والأميركي باتجاه صحيح لتحقيق مكاسبهما الشهرية
مشاركة :