تسير منطقة الشرق الأوسط على الطريق السريع نحو الرقمنة في مرحلة ما بعد الوباء، وتعطي الحكومات الأولوية للاستثمارات الرقمية، مثل الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، لدفع الاقتصاد نحو اقتصاد قائم على المعرفة، تقود الهواتف الذكية الانتقال إلى نمط الحياة الرقمي، مدفوعا بمبادرات تحث المستخدمين على تبني التقنيات الرقمية مثل الدفع الإلكتروني والخدمات الرقمية المتعددة، ونتيجة لذلك حدث انتعاش قوي لسوق الهواتف الذكية مدعوم بالانتعاش السريع في المنطقة لسفر الأعمال والترفيه، وهو ما أعطى فرصة لقطاعات الأعمال للنمو أكثر فأكثر إلى جانب تبني المستهلكين اقتناء أحدث صيحات التكنولوجيات، الأمر الذي أعطى إشارات إيجابية تغري بائعي الهواتف الذكية لمزيد من الاستثمار في المنطقة وتقوية حصصهم في السوق، على عكس التوقعات السلبية للأعمال والمستهلكين في مناطق أخرى. وتظهر أحدث التوقعات من أبحاث الهواتف الذكية المستمرة لشركة Canalys أنه من المتوقع أن تكون منطقة الشرق الأوسط واحدة من أفضل المناطق أداء في 2023 من حيث نمو شحن الهواتف الذكية. وستكون السوق مدفوعة بالانتعاش الاقتصادي والمبادرات الرقمية من دول مجلس التعاون الخليجي، ومن المتوقع أن تصل الشحنات إلى ما يقرب من 46 مليون وحدة و15 مليار دولار من قيمة المبيعات في 2023، وهو ما يمثل نموا 13 في المائة، وبذلك تصل نسبة مدفوعات الفرد على الهواتف الذكية في المنطقة إلى 325 دولارا. ولقد أتاح قطاع المستهلكين المستقطب في المنطقة أيضا فرصا مختلفة للاعبين الناشئين، ولا سيما أولئك الذين يحققون نجاحا في الأسواق العالمية، حيث تجتذب المنطقة عديدا من الشركات الجديدة، ما يؤدي إلى طلب جديد على الأجهزة، ومع وجود القوة الشرائية في منطقة الشرق الأوسط، فإن أكثر من نصف مبيعات الهواتف في المنطقة تأتي من الهواتف ذات النطاق السعري الذي يزيد على 500 دولار، وهي الشريحة التي تهيمن عليها كل من "أبل" و"سامسونج" والتي تمثل معا ما يقرب من 96 في المائة من الشحنات، وفي الوقت ذاته يطمح البائعون الصينيون، مثل "هونر" و"أوبو" و"شاومي"، إلى تحدي الوضع الراهن من خلال زيادة استثماراتهم بشكل كبير في المنطقة على مر الأعوام. ولا توجد طريقة سريعة لاكتساب المستهلكين المحليين بسرعة، حيث يتطلب الأمر أكثر من مجرد استثمارات على مستوى العلامة التجارية، وسيستغرق بناء خدمة الأجهزة المتكاملة ونهج النظام البيئي أعواما مع قنوات البيع بالتجزئة والمشغلين المحليين، ولكنه أساس التنمية المستدامة في المنطقة لبائعي الهواتف الذكية.
مشاركة :