وجاءت الانتخابات الخامسة بعد انهيار ما يسمى بائتلاف "التغيير"الذي جمع ثمانية أحزاب متباينة نجحت في الإطاحة بنتانياهو من رئاسة الوزراء لكنها فشلت في النهاية في تحقيق الاستقرار السياسي. ويسعى رئيس حكومة تصريف الأعمال يائير لبيد إلى التمسك بالسلطة فيما أظهرت استطلاعات الرأي أن حزبه الوسطي "يش عتيد" (يوجد مستقبل) سيتخلف عن حزب ليكود اليميني بزعامة نتانياهو في الاقتراع الذي ستليه كالعادة مساامات معقدة للتوصل إلى تشكيل ائتلاف حكومي. الإثنين، أعرب لبيد المذيع التلفزيوني السابق عن ثقته بالفوز.وتعهد "الاستمرار بما بدأنه. سنفوز بهذه الانتخابات بالطريقة الوحيدة التي نعرفها من خلال بذل جهد أكبر من أي طرف آخر". لكن في ظل نظام سياسي قد يؤدي فيه انتقال مقعد واحد من مقاعد الكنيست ال120 من حزب إلى آخر، إلى تعزيز ائتلاف حاكم أو إلى مزيد من الجمود وصولا إلى انتخابات جديدة محتملة، تبقى النتيجة غير مؤكدة مرة أخرى. خلال الحملة الانتخابية جال بنيامين نتانياهو(73عاما)الذي شغل رئاسة الوزراء لأطول فترة في تاريخ إسرائيل، على أنصار حزبه الأوفياء، في حافلة مصفحة في محاولة لاقناعهم بأنه الوحيد القادر على ضمان أمن البلاد. في تجمع حاشد مؤخرا قال نتانياهو"أطلب منكم أن تذهبوا إلى جميع أصدقائكم، كل جيرانكم ، كل أقاربكم ، وأن تخبروهم أنه لا ينبغي لأحد ان يبقى في المنزل". - سباق محموم - سيحتاج أي شخص يتم اختياره لتشكيل حكومة الحصول على دعم الكثير من الأحزاب الصغيرة ليحظى بفرصة الفوز بغالبية 61 مقعدًا. وقد يكون زعيم حزب"الصهيونية الدينية"إيتمار بن غفيراليميني المتطرف هو المفتاح لمساعدة نتانياهو على العودة إلى رئاسة الوزراء حيث اكتسبت كتلته زخماً في الأسابيع الأخيرة،وقد تحتل المرتبة الثالثة في الانتخابات. بن غفير المعروف بخطابه المعادي للعرب ودعوته إلى ضم الضفة الغربية المحتلة بأكملها إلى إسرائيل.يقول إنه يخوض الانتخابات "لإنقاذ البلاد". وتتزامن الانتخابات التشريعية في إسرائيل مع تصاعد العنف في القدس الشرقية والضفة الغربية اللتين احتلتهما اسرائيل في العام 1967. وقتل في الضفة الغربية منذ مطلع الشهر الحالي 29 فلسطينيا وثلاثة إسرائيليين وفق حصيلة لوكالة فرانس برس. وأعلن الجيش الإسرائيلي عزمه إغلاق المعابر مع الضفة الغربية المحتلة الثلاثاء مستثنيا الحالات الإنسانية من ذلك. فيما أعتبر الكثير من المرشحين أن الأمن مصدر قلق ، لم يقم أي منهم بحملة على أساس برنامج لإحياء محادثات السلام المحتضرة مع الفلسطينيين. انقسامات واحباط استحال غلاء المعيشة في البلاد قضية ساخنة في موسم الانتخابات هذا في اسرائيل، حيث يعانى الاسرائيليون من ارتفاع الأسعار منذ فترة طويلة وباتوا يشعرون أكثر بتداعيات الأزمة وسط الاضطرابات الاقتصادية العالمية المرتبطة بغزو روسيا لأوكرانيا. لكن في جولات الانتخابات المتكررة منذ نيسان/أبريل 2019 لم يغير سوى عدد قليل من الناخبين ولاءاتهم بشكل كبير. ومع ذلك فقد تغيرت الاتفاقيات التي وافق عليها قادته السياسيون وخرقوها، بمرور الوقت وأضفت إلى حكومات لم تدم طويلاً. كان لبيد مهندس التحالف الأخير برئاسة نفتالي بينت الذي ضم للمرة الأولى حزبًا عربيًا "القائمة العربية الموحدة -الحركة الاسلامية" برئاسة منصور عباس.وضم يساريين ووسطيين ويمينيين. وكان منصور عباس قد انفصل عن القائمة العربية المشتركة في عام 2021 ما مهد انضمامه الى الائتلاف. وكانت القائمة المشتركة حصلت على 15 مقعدا في العام 2015 وضمت أربعة احزاب. لكن في حزيران/يونيو،أعلن بينيت أن الائتلاف لم يعد قابلا للاستمرار، فتمت الدعوة إلى انتخابات هي الخامسة منذ العام 2019. وفي الانتخابات الاخيرة شغلت الأحزاب العربية عشرة مقاعد فقط من أصل 120 مقعدا في البرلمان. ويشهد المجتمع العربي احباطا في ظل الانقسامات التي حدثت في القوائم العربية اذ تخوض ثلاث قوائم عربية الانتخابات. وقالت عضو الكنيست عايدة توما من الجبهة العربية للسلام والمساواة المتحالفة مع العربية للتغير "علينا العمل أكثر لإقناع الناس بالخروج والتصويت فالوضع أصعب والناس تعبت ولديها احباط تراكمي". ولا تزال القوائم العربية في خطر إذا لم ترتفع نسبة التصويت في المجتمع العربي الذي يشكل 20%من عدد السكان في اسرائيل. وينبغي على كل لائحة أن تتجاوز نسبة الحسم وهي 3.25% من الأصوات لتكون مؤهلة لدخول الكنيست.
مشاركة :