أسطورة توأم الروح والحب خارج الزواج

  • 12/17/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وبما أني تحدثت بالأمس عن الأسطورة وسلطتها على المجتمعات إلى الآن، وكيف هي الأسطورة وإن لم يؤمن بها الكثير على مستوى الوعي، إلا أنها ومن خلال اللا وعي تتحرك بسهولة ويسر ودون رقابة واعية من العقل، فتفرض سلطتها على الكثير في تفسير الأمور، كأسطورة الزواج أو ما يردده الغالبية: «أبحث عن توأم روحي». ففكرة «توأم الروح» التي يبحث عنها الجميع «رجال ونساء» هي قائمة في الأصل على أسطورة قديمة، إذ يروى أن الإنسان كان في الأصل يملك 4 أذرعة و4 أرجل ووجهين، لكن الرموز شعرت بقوته وتهديده لها، فشطرته نصفين، وهذا ما جعل البشر يمضون حياتهم محاولين إكمال أنفسهم بالبحث عن توأم الروح، وهكذا تم تفسير الزواج قديما، أنه ارتباط بين طرفين لإعادة الأصل الواحد. ومع انتصار الرجل وفرض سلطته وثقافته، بدأ يقلل من قيمة المرأة التي لم تعد النصف الآخر، وأصبحت جزءا من الكل «الرجل» الكامل إلا قليلا، ولكن كيف يرى الإسلام الزواج، وهل هو ينطلق من نفس هذه الرؤية؟ الإسلام لا يكترث بأساطير الأولين، فجاء عقد الزواج في الإسلام بعيدا عن تلك الأسطورة، فهو ــ أي العقد ــ سيكون بين طرفين مستقلين، لهما ذمة مستقلة، سيتفقان على العقد الذي بينهما لإنشاء أسرة، وسيوقع الشهود على ما اتفقا عليه، دون أن يمنح العقد ميزة لأحد قبل اتفاقهما. فالعصمة لم تربط بأحد، ويمكن لهما الاتفاق على من سيملك هذه «العصمة»، لكن العرف فرض واقعه، وأصبحت المرأة التي تطالب بهذا الحق لا تهين الرجل/الزوج، بل والمجتمع. حتى التعدد يمكن للمرأة إيقافه ما لم يتم بموافقتها إن ضمنت هذا بالعقد، لأن فكرة التعدد حل لأزمة اجتماعية تفرضها الحروب والصراعات بين المجتمعات، فتجعل نسبة النساء للرجال في المجتمع مضاعفة، وليس ميزة للرجل. خلاصة القول: إن القراءة الواعية بالأساطير تفتح لنا أبواب اللا وعي المغلقة، فتكشف لنا أمورا كثيرا كنا نتعاطاها بسبب أساطير سقطت في اللا وعي وبدأت تحركنا، كأسطورة أن الزواج شيء والحب شيء آخر، لأن الأسطورة ربطت الحب أو قصص الحب بنهايات مؤلمة أو بخيبة أمل حتمية، لهذا أصبح الحب موجودا خارج الزواج.

مشاركة :