صدر أخيراً العدد (73) لشهر نوفمبر (2022م)، من مجلة «الشارقة الثقافية»، التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وقد تساءلت الافتتاحية، التي جاءت تحت عنوان (الثقافة والمجتمع)، كيف يمكن تكوين ثقافة المجتمع وتطويرها، والحفاظ على مكانتها؟ ورأت أنّ الإجابة عن هذا السؤال تتمحور في إطلاق المشروعات والمبادرات، وإنشاء المؤسّسات الثقافية، ويشمل ذلك الاهتمام بالتراث والثروة الحضارية، وإنشاء وتطوير المتاحف والمناطق الأثرية، ومراكز البحوث والدراسات، وإقامة المؤتمرات والندوات والمعارض، وتخصيص الجوائز الأدبية والفنية، إضافة إلى تعزيز أشكال الثقافة والصناعات الثقافية الإبداعية كافة، وتشجيع التعدّدية الثقافية، وتحويل المنتجات الإبداعية إلى استثمارية. وأكدت أنّ كل هذا يمثّل فرصاً جديدة لتحقيق التنمية المستدامة، وهنا يأتي دور كلّ فرد، فبقدر ما يغتني بالخبرات والثقافات والتجارب، يرتفع معدل الوعي الثقافي لديه، وتتعزز حريته، وبالتالي، يصبح عنصراً بنّاء في المجتمع. علاقة جدلية أمّا مدير التحرير نواف يونس؛ فناقش العلاقة الجدلية بين المسرح والتواصل مشيراً إلى أنّ التركيز على موضوع المسرح والتواصل، يعزّز علاقتنا بالمسرح وبالأسئلة والقضايا الثقافية والاجتماعية، وهو ما يزيد من التفاهم والتفاعل بيننا فكرياً وإنسانياً، وخصوصاً إذا ما فهمنا، وعن وعي، الفرق بين النص والعرض، موضحاً أنّ النص المسرحي يحقق قدراً محدوداً من التواصل، وذلك لعدة أمور، أقربها، صعوبة نشره وتوزيعه وترويجه وسط القراء، بينما العرض المسرحي يقدر على تحقيق مساحة أكبر من التواصل بينه وبين الجمهور، بل إنّ العرض الناجح، يستطيع أن يزيد من تأثيره وتفاعل المتلقي معه، حينما تتاح له مدة عرض أكبر وأوسع. وفي تفاصيل محتويات العدد؛ يواصل يقظان مصطفى الاحتفاء بالعلماء العرب والمسلمين، متناولاً أعظم أطباء العصر وهو الزهراوي، الذي ابتكر أدوات جراحية متداولة تزيد على المئة، وكتب عبدالرحمن الهلوش عن تأثير الترجمات العربية للعلوم في النهضة الأوروبية، أمّا أحمد أبو زيد فسلط الضوء على (باماكو) من المدن العريقة في الغرب الإفريقي، فتسعون في المئة من سكانها مسلمون، وجالت هدير صلاح عيد في أحضان مدينة أسيوط، التي احتضنت أول جامعة إقليمية، وتعدّ حارس حدود مصر العليا. أدب وفن إضافة إلى ذلك، وفي باب (أدب وأدباء)؛ كتبت سهير عبدالحميد عن نجيب محفوظ وكتاباته، التي تشكل مرآة لواقع مجتمعه وقضاياه، وحاور د. عزيز بعزي الأديبة مي مظفر، التي تجولت في عوالم الأدب والفن والنقد، وتوقفت عبير محمد عند الأديب الصادق النيهوم، الذي أثرى المكتبة العربية بزاد فكري وإبداعي، فيما حاور د. إبراهيم إستنبولي رئيس اتحاد كتاب روسيا نيكولاي فيودوروفيتش، الذي أكد أنّ الأهم من القراءة.. ماذا نقرأ؟ لافتاً إلى أنّ المبدع مسؤول عما يكتبه، وقرأت رويدا محمد سيرة الأديب محمد تيمور، الذي يعدّ رائد القصة في الأدب العربي الحديث، وأجرى كلّ من هشام أزكيض وحسام محيي الدين استطلاعاً عن واقع اهتمامات الشباب العرب بالقراءة. دلالات وفي باب (فن. وتر. ريشة)؛ نقرأ الموضوعات الآتية: حسني أبو كريم.. يحوّل المكان إلى دلالات رمزية – بقلم محمد العامري، عبدالسلام عبدالله فنان اللوحة الانطباعية – بقلم أديب مخزوم، نضال الأشقر رائدة المسرح اللبناني المعاصر – حوار زينب عبدالباقي، أثر اللغة المسرحية.. ما بين النص والصورة والاستماع – بقلم راهيم حساوي، مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة يواصل تألقه – متابعة عبدالعليم حريص، سليم كتشنر.. وقلق المبدع – بقلم السيد حافظ، اللقطة السينمائية.. البؤرة الأولية في تشكيل الفيلم – بقلم د. محمد فاتي، فيلم (ثلاث عشرة روحاً).. الإنسانية في أجمل صورها – بقلم أسامة عسل. من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: القارئ العربي.. والآخر الأوروبي – بقلم يسري الغول، مرور قرنين على فك رموز حجر الرشيد – بقلم د. محمد صابر عرب، جماليات الغموض والقيود في العلاقة بين الشعر والرواية – بقلم نبيل سليمان، وغيرها. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :