يحب بعض الناس الاستيقاظ مبكرا ليجدوا أن ساعات الصباح الهادئة هي أفضل وقت ليكون الشخص منتجا، فيما يصل آخرون إلى ذروتهم الطاقية في ساعات المساء ويفضلون السهر والاستيقاظ في وقت متأخر، إلا أن دراسة حديثة أكدت أن عادات النوم يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحتك، للأفضل أو للأسوأ. ووجدت دراسة نشرت في عدد سبتمبر 2022 من مجلة " Experimental Physiology"، وجدت أن "وقت النوم المفضل لديك يمكن أن يعرضك لخطر الإصابة بأمراض مزمنة، بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب". وتُعرف الأوقات التي يفضلها جسمك بشكل طبيعي للنوم والاستيقاظ باسم "النمط الزمني" (chronotype)، وفق ما أوضحت "مؤسسة النوم" (Sleep Foundation). ويمكن أن يؤثر النمط الزمني بشكل كبير على صحتك، كونه يؤثر على الشهية ومستويات الطاقة والتعافي ودرجة حرارة الجسم الداخلية. وقالت أخصائية طب النوم، كريستينا أبافانا، لموقع "بيست لايف": "يميل محبو السهر إلى أن يكونوا أقل نشاطا بدنيا، بسبب الحرمان من النوم، الذي يزيد بدوره من هرمون غريلين (هرمون الجوع)، مما قد يؤدي إلى زيادة تناول الكربوهيدرات". ويلعب النمط الزمني أيضا دورا في تنظيم الشهية والهرمونات، والذي قد يتغير عندما تقاوم الأنماط الزمنية المتأخرة دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية". ووفقا لـ"مؤسسة النوم"، فإنه في "طيف الأنماط الزمنية"، يقع معظمنا في مكان ما بالمنتصف، لكن يمكن أن يتغير النمط الزمني الخاص بك في مراحل مختلفة طوال حياتك. فعلى سبيل المثال، معظم الأطفال ينامون مبكرا، لكنهم يتحولون لمحبين للسهر خلال المراهقة، ثم يبدأ نمطهم الزمني في التحول لوقت مبكر مجددا، بدءا من سن العشرين. وأضافت أبافانا: "لا يمكن تغيير النمط الزمني الخاص بك بشكل جذري، إذ يحكمه في الغالب جيناتك وعمرك وجنسك. أيضا، قد يتغير النمط الزمني الخاص بك مع تقدمك في السن". مخاطر أعلى لمحبي السهر وركزت الدراسة على الاختلافات البيولوجية لـ51 مشاركا يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي، التي ترتبط بخطر الإصابة بأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر، وزيادة الوزن، وارتفاع الكوليسترول. وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين بناءً على استبيانات مصممة للمساعدة في تحديد الأنماط الزمنية المبكرة والمتأخرة. وأجرى الباحثون اختبارات مختلفة لقياس كتلة الجسم وتكوينه، وحساسية الأنسولين، ووظيفة التمثيل الغذائي. والتزم جميع المشاركين بنظام غذائي صارم من حيث السعرات الحرارية والصيام طوال الليل. ولاحظ الباحثون أن الأنماط الزمنية للمشاركين أثرت بشكل كبير على وظائف التمثيل الغذائي. على سبيل المثال، كان من المرجح أن تخزن أجسام محبي السهر الدهون والكربوهيدرات، بينما كان من يستيقظون مبكرا أكثر قدرة على تحويل الدهون إلى طاقة. بالإضافة إلى ذلك، كان محبو السهر أكثر مقاومة للأنسولين، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن أو السمنة، وعوامل خطر كبيرة للإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع 2. تغيير النمط الزمني لا يعد تغيير النمط الزمني من النوم المتأخر إلى الاستيقاظ مبكرا أمرا بسيطا، إذ تشير الأبحاث إلى أن الأنماط الزمنية وراثية، مما يعني أنه إذا كنت من محبي السهر، فمن ضمن حمضك النووي أن تبقى مستيقظًا حتى وقت متأخر وتنام في الصباح. لكن لحسن الحظ، يمكنك اتخاذ خطوات لتغيير النمط الزمني الخاص بك، إذ تمكن الحيلة في القيام بذلك تدريجيا، وعدم وضع إيقاع جسمك الطبيعي تحت صدمة عن طريق إجراء التغيير بين عشية وضحاها.
مشاركة :