هناء الحمادي (أبوظبي) تشهد سماء دولة الإمارات منتصف يناير تألق المذنب «كاتالينا»، ونشأ هذا المذنب منذ 4.5 مليار عام من نفس المادة التي تشكلت منها كل كواكب المنظومة الشمسية. ويرى علماء الفلك أن مركبات المادة التي يتكون منها هذا الجسم الفضائي لم تتغير منذ ذلك الحين، كما يقول العلماء إن الحصول على جزء صغير من جسم هذا المذنب، إذا أمكن الأمر، سيقرب إمكانية الجواب على السؤال المتعلق بمصدر نشوء الشمس والمنظومة الشمسية. في هذا الصدد، يقول إبراهيم الجروان مساعد مدير مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، إن المذنب قادم من حافة النظام الشمسي، قرب سحابة «أورت» وهي سحابة كروية هائلة تحيط بالنظام الشمسي وتمتد لمسافة ثلاث سنوات ضوئية، وتقع على بعد حوالي 30 تريليون كيلومتر من الشمس، هذه المسافة الشاسعة تعتبر على حافة جاذبية الشمس، وتعتبر السحابة (مع حزام كيوبر) المصدر الرئيسي للمذنبات. حيث تحتوي على آلاف الكويكبات، ويقطع المذنب مداره حول الشمس في عدة ملايين من السنين، ويضيف: تبلغ سرعة المذنب نحو 46 كم/س، ويمتد ذيله الغازي نحو 15 مليون كم بعكس اتجاه الشمس. وأضاف الجروان «اكتشف المذنب في 31 اكتوبر 2013 من قبل مشروع «ماسح السماء كاتالينا» التابع لناسا وهو مشروع لاكتشاف الكويكبات والمذنبات والأجرام التي تقترب من الأرض وتحديد المخاطر المحتملة، كان المذنب آنذاك من القدر الظاهري 19، وهو خارج نطاق رصد التليسكوبات البسيطة، أما الآن فهو من القدر الخامس في نطاق مجال المشاهدة للعين المجردة في ظروف الرصد المثالية، وسيضعف مع بداية فبراير ليكون من القدر السادس. وأشار الجروان موضحاً: اقترب موقع المذنب الظاهري من الشمس مع منتصف أكتوبر الماضي، وابتعد تدريجيا عن الشمس الظاهرية ليتمكن سكان النصف الشمالي من الأرض من رصده اعتبارا من منتصف نوفمبر الجاري حيث سيبتعد أكثر من 10 درجات عن الشمس الظاهرية، وتستمر فرصة إمكانية رصده إلى نهاية يناير، وقد كان مع منتصف نوفمبر في موضع الحضيض بالنسبة إلى الشمس، الموضع الأقرب بالنسبة إلى الشمس على بعد 0.824 وحدة فلكية (الوحدة الفلكية تعادل 149 مليون كم) وعلى بعد 1.8 وحدة فلكية بالنسبة إلى الأرض، أما مع منتصف يناير 2016 فسيكون في موضع الحضيض بالنسبة إلى الأرض ويقترب بمسافة 0.726 وحدة فلكية عن الأرض، لذا يمكن مشاهدة المذنب حيث سيكون قريبا من نجم السماك الرامح في مجموعة العواء النجمية.
مشاركة :