«قمة الجزائر».. وحدة الصف ولمّ الشمل العربي

  • 11/2/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

انطلقت أعمال القمة العربية الحادية والثلاثين، أمس، في العاصمة الجزائرية الجزائر، بكلمة للرئيس التونسي قيس سعيد، الذي سلّم رئاسة الدورة الحالية للقمة لنظيره الجزائري عبدالمجيد تبون.وتناقش القمة جملة من الموضوعات المهمة المتعلقة بمستقبل العمل المشترك وتفعيل دور الجامعة العربية في دفعه قدماً بما يحقق التكامل المنشود بين الدول العربية. وتتناول القمة جملة من الموضوعات والقضايا المتعلقة بالوضع الراهن في المنطقة العربية، وما يحيط بها من تحديات وسط مناخ عالمي مضطرب والتوصل إلى أفضل سبل التغلب على تلك التحديات والعبور إلى مستقبل يخدم طموحات الشعوب العربية ويحقق التلاحم والتضامن المنشود فيما بينها، ويمهد لمزيد من الاستقرار ويدعم جهود التنمية المستدامة في العالم العربي. ويشكل الأمن الغذائي بمفهومه الشامل بما فيه الأمن المائي والاستثمارات والتقنيات الحديثة في الزراعة والصناعة، أحد أهم الملفات على جدول أعمال القمة العربية، فضلاً عن مناقشة مستقبل التنمية الاقتصادية في المنطقة، وما تتطلبه من تضافر الجهود في سبيل رصد فرص التعاون والتكامل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تعظم فرص الرخاء والاستقرار وتمكن من تحقيق طفرات تنموية حقيقية في مختلف ربوع العالم العربي. وقد بدأت أعمال القمة بكلمة ألقاها فخامة الرئيس قيس سعيد، رئيس الجمهورية التونسية، رئيس القمة العربية السابقة، قال فيها إن العالم العربي يشهد تحديات متصاعدة تمثلت مؤخراً في جملة من المسائل المتصلة بالعالم من حولنا، ومنها جائحة كوفيد-19 التي زادت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في كثير من مناطق العالم تأزماً، مشيراً إلى ضرورة وحدة الصف ولم الشمل والقضاء على كل أسباب الفرقة والانقسام والاتفاق على التكاتف والتعاضد، تحت مظلة عربية واحدة. وقال الرئيس سعيد في كلمته: «إننا اليوم نقف أمام لحظات فارقة من تاريخ الأمة العربية في ضوء التحولات الدولية العميقة والمتسارعة التي تشكل مشهداً دولياً جديداً، وهو ما يستدعي المشاركة في بناء عالم جديد يعمه الأمن وتسوده العدالة في كل مكان». وقام فخامة الرئيس التونسي قيس سعيد بتسليم رئاسة القمة العربية إلى جمهورية الجزائر بعد ثلاث سنوات شهد فيها العالم ظرفاً استثنائياً غير مسبوق من حيث حجم التحديات وتواتر التغيرات والمستجدات، وفي مقدمتها أزمة الجائحة العالمية والأزمة الأوكرانية التي زادت من تفاقم أزمتيّ الأمن الغذائي والطاقة، فضلاً عن التغيرات المناخية والكوارث البيئية وتنامي الصراعات وما تبعها من تنامي للإرهاب والجريمة المنظمة. وألقى الرئيس عبدالمجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، كلمة رحب في مستهلها بقادة ورؤساء الدول والحكومات وضيوف الشرف للقمة العربية الحادية والثلاثين، وأكد أن القمة تنعقد في ظل ظروف عالمية استثنائية، ومرحلة في منتهى الصعوبة وباعثة على القلق، مع تعاظم التحديات الداخلية والخارجية في العالم بعد الجائحة وما نجم عنها من ظروف تغيير في الموازين وتأثيرات على السلم والأمن الدوليين، وما لذلك من تأثير على الأمن الغذائي العربي. وقال الرئيس تبون: «إن العالم العربي يملك من المقومات ما تمكنه أن يكون فاعلاً في العالم كقوة اقتصادية، وهو ما يتوجب استرجاع الثقة ليكون العرب أصحاب تأثير في المشهد العالمي والاقتصاد الدولي، وما يتطلبه ذلك من بناء تكتل اقتصادي عربي منيع يحفظ المصالح المشتركة مع تحديد الأولويات والتركيز على العمل المشترك ذي الأثر الإيجابي على الشعوب العربية. ودعا رئيس القمة العربية الحادية والثلاثين إلى توجيه الجهود نحو مصلحة المواطن العربي الذي يبقى الغاية والوسيلة لكل تعاون جماعي من خلال إشراكه كفاعل مؤثر في صياغة العمل العربي المشترك، وتوفير بيئة عمل محفزة من خلال الاستفادة من صندوق النقد العربي والصناديق العربية القائمة، وكذلك تمكين الطاقة الشبابية العربية الهائلة لاتخاذ المبادرة وللمساهمة في تعزيز التوجه نحو التكامل على الصعيد العربي والانخراط بفعالية في عالم شديد الترابط والتنافس.. وتضمّن جدول أعمال القمة في يومها الأول كلمة لمعالي أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية إضافة إلى كلمات عدد من ضيوف الشرف المشاركين في القمة شملت كلمات فخامة إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان رئيس حركة عدم الانحياز، وفخامة ماكي سال، رئيس جمهورية السنغال رئيس الاتحاد الأفريقي، وأنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، ومعالي حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي. وتأتي القمة بعد توقف نحو 3 سنوات حيث كان مقرراً عقدها في مارس 2020، إلا أنه جرى تأجيلها نظراً لجائحة كورونا، حيث عقدت آخر قمة عربية اعتيادية في تونس عام 2019، وهي القمة العربية الدورية الثلاثون. وتأتي القمة الحالية وسط تحديات وظروف معقدة تشهدها المنطقة العربية، إضافة لوضع عالمي مضطرب جراء أزمة أوكرانيا وتداعياتها من أزمات طاقة وغذاء. تعزيز الشراكة أكد الرئيس الأذري إلهام علييف، بصفته رئيساً للدورة الحالية لحركة عدم الانحياز، على تعزيز الشراكة بين الحركة والجامعة العربية، مشيداً بالدعم الذي قدمته الدول العربية لبلدان الحركة ولبلاده. وتطرق للمبادرات التي قدمتها بلاده لمساعدة العديد من الدول المتضررة من جائحة «كوفيد 19»، وأهمية تضافر الجهود الدولية لمواجهة ما يواجهه العالم من قضايا وتحديات في مختلف المجالات. من جانبه، ألقى الرئيس السنغالي ماكي سال، رئيس الاتحاد الأفريقي، كلمة تطرق فيها للروابط المشتركة بين أفريقيا والعالم العربي، منذ أول اجتماع بين الجانبين في القاهرة قبل أكثر من خمسين عاماً، مشدداً على التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الجانبين لمواجهة تداعيات جائحة كوفيد والأزمة في أوكرانيا. إلى ذلك، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، عن تطلعه إلى انعقاد القمة العربية الإفريقية العام المقبل، لاسيما في ظل ما يواجهه العالم من أزمة صحة وغذاء.

مشاركة :