مهرجان الليسيلي.. عراقة الماضي وروعة الحاضر

  • 1/14/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، أقامت جمعية النهضة النسائية بالليسيلي بدبي، مهرجان النهضة النسائية التراثي الثقافي في دورته السابعة، تحت شعار شكراً محمد بن راشد، ويستمر خمسة أيام، آخرها اليوم الخميس، وتوافد إليه عدد كبير من أهالي منطقة الليسيلي، ومختلف إمارات الدولة. تابعت الخليج المهرجان، خلال الأيام الخمسة، الذي قدم العديد من الفعاليات التراثية والثقافية والترفيهية، التي تؤكد اعتزاز الإمارات بهويتها العربية والوطنية، وإبراز روحها الأصيلة، وشمل فعاليات متنوعة، من فقرات لفرق شعبية ورماية حربية، وسوق تراثية، لدعم الأسر المنتجة، التي قدمت المنتوجات التراثية الوطنية، إضافة إلى العديد من الأنشطة الترفيهية والثقافية والفنية الأخرى. هوية وطنية جمال بن حويرب، العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، قال: نتشرف بحضور المهرجان، فهو يصيب الكثير من الأهداف الوطنية، منها الاحتفاء بالتراث الإماراتي الأصيل، الذي يحمل طابعاً عربياً، ويعزز الهوية الوطنية، ويشجع الأسر المنتجة المصنعة، كي تروج لمنتجاتها، إلى جانب أنه يعد نزهة للأطفال وتعزيز عام القراءة، والمهرجان في العام السابع، يثبت وجوده، في خريطة أعمال الدولة. وأضاف: كما أتمنى أن تكون المهرجانات القادمة التي تقام هنا أيضاً، لها القدرة نفسها في أن تعكس عراقة الموروث الإماراتي الأصيل، وتعزيز مفهوم الأصالة، وتعميق هذه المعاني المهمة في نفوس أفراد المجتمع، لتحفيز الأجيال الجديدة، للتعرف إلى تراث الإمارات وقيمه الحضارية. اليازية خليفة أحمد السبوسي، مديرة فرع جمعية النهضة بالليسيلي، قالت: مهرجان النهضة الثقافي التراثي السابع مظهر من مظاهر اهتمام الدولة بالموروث الثقافي الإماراتي، فهو يشجع الأسر المنتجة على عرض منتجاتها، إلى جانب أنه ترفيه للأطفال والشباب، حيث قدمت فرق شعبية عروضاً عدة تحمل الطابع التراثي. وأضافت السبوسي أن الاهتمام بمثل هذه الفعاليات التراثية، يمثل الاعتزاز بالتراث، بجانب الاهتمام بالعلوم الحديثة، والفعاليات المعاصرة، ومنها فعالية اقرأ، تماشياً مع مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأن عام 2016 للقراءة، بجانب شعار المهرجان شكراً محمد بن راشد، ونقصد به تجديد الولاء والانتماء للوطن العزيز. وأضافت: من أهم الفعاليات التي أقمناها، فعالية الرماية التي اشترك فيها عدد من الشباب، وقدمنا بعض المسابقات للصغار والكبار على المسرح، وقدمنا الجوائز تشجيعاً للمشاركين، إلى جانب مسابقات الطبخ والتشجيع على القراءة. سوق تراثي احتوى ركن السوق التراثي بالمهرجان مجموعة من البضائع التقليدية والتراثية التي تعكس وجاهة الماضي، الذي اتصف به أهلنا في الإمارات قديماً، ويوحي للزائر بروعة نسج الملابس والتفصيل وإتقان الصناعات، إلى جانب البساطة التقليدية، وأيضاً بأنها كانت عملية، حيث تخدم الأفراد مع أقل التكاليف. وقالت أم محمد المنصوري (إحدى المشاركات): يحتوي السوق التراثي على بضائع تقليدية متعددة منها الملابس التقليدية والحديثة للأطفال والكبار، وجانب من الملابس النسائية، والغترة والعقال والكنادر والأثواب، إلى جانب بضائع مثل دلايات الشاي، والعصي، وأدوات القهوة والشاي، وركن الدكانالتقليدي، الذي يقدم البضائع والحلوى للصغار، إلى جانب بعض المأكولات البسيطة والفواكه، ومستلزمات الأسرة والعصائر، وهي أيضاً صور من الماضي، ولكنها ما زالت قائمة في بعض الأحياء الشعبية، لكن بصورة عصرية. المبرزة الشاعر سعيد المرزوقي الشحي (أحد الزوار)، قال: أقمنا هنا المبرزة وهي إحدى أماكن استقبال الضيوف، وتمثل بيتاً من الشعر، وتكون مبطنة، وهي للاستقبال الرسمي، وقديماً كانت لسكن البدو، وإن كلمة مبرزة، تأتي من بروز الحضور، ومن يجلس فيها. وأضاف أن الغرض من الفعاليات التراثية، نشر التراث وتعريف الناس به، ولاسيما أن الكثير من الصغار لا يعرفون عنه إلا القليل، إلى جانب أن الشعوب الخليجية محبة للتراث العربي الأصيل، ويرغبون في أن يكون هناك تواصل بينهم وبين تراثهم، فإعادته في عمق الحضارة المعاصرة، يعطي مزيجاً من المشاعر الطيبة والفخر بالتاريخ والجدود. وأكد المرزوقي، أن هناك فرقاً بينها بين الحضيرة التي تعد فيها القهوة، ولا يكون إلا صمام ووشاح. وأضاف: كانت المجالس الشعبية قديماً محط أنظار الجميع، وكانت قبلة الساهرين والمتسامرين، ومكان تجمع الأصدقاء والأهل والأقرباء وأبناء الحي، وكان المجلس يضم الشاعر والراوي والقاص، فكانت الأمثال الشعبية تأخذ دورها في تلك الجلسات، وكانت تنطلق من بيئة المتسامرين أنفسهم. حضيرة المرح ثاني سعيد الهلي قال: إن هذه الجلسة التراثية التي لا تحتوي على سقف، وتتكون من أغصان أشجار المرخ، وكانت تقام في الشتاء لاستقبال الضيوف وشرب القهوة واستضافتهم، حيث توقد أمامها النيران، ليهتدي بها الضال في الصحراء لمسافات بعيدة، وتكون مفتوحة في جهة مخالفة للهواء، وهي معروفة عند البدو. وأضاف: لا تتعدد الحضيرة في المنطقة الواحدة، بل تكون واحدة لاجتماع الرجال فيها، وقت البرد وتكون مجلساً للرجال فقط، والآن هي لتعريف الجيل الحالي بها، ولا تتواجد الآن في المناطق السكنية، ولكننا ما زلنا نحفظها في أذهاننا ونقيمها بين الحين والآخر في البر، لتظل في أذهان أبنائنا. فلج المحار أما فعالية فلج المحار فقد وجدت صدى كبيراً من الصغار المشاركين، حيث يجلس أحد المشاركين في المهرجان، ويشرح للحضور كيفية خروج اللؤلؤ من المحار، بعد فتح المحارة والبحث داخلها. كما أن بعض الأطفال قام باختيار عدد من المحار للبحث داخلها، ليتعلم بطريقة عملية كيف عاش الأجداد على هذه الأرض الطيبة، وكيف كانوا يمارسون حياتهم، وأهم الأعمال والأنشطة التي مارسوها. وشرح للصغار الحضور كيفية تكون اللؤلؤة، وقال إن جسماً غريباً أو ذرة رمل أو ما شابه ذلك، يدخل إلى المحارة الصدفة، فيتأذى منه الحيوان الرخو الذي يسكنها؛ فيدافع عن نفسه بأن يفرز مادة لؤلؤية، تجعل ذلك الجسم أملس ناعماً مستديراً تقريباً، حتى لا يؤذيه، حيث يكسوه بطبقات من إفرازه، فتتكون من جراء ذلك اللؤلؤة، وتكون جيدة على قوة إفراز الحيوان. وأضاف: عرف الخليجيون اللؤلؤ زينة وحرفة وصناعة، ويعد مصدرًا للرزق على امتداد الشريط الساحلي للإمارات. جمهور فالح حميد يقول: أحرص على حضور هذه الفعالية كل عام، حيث يعرض خلالها عدد من الفعاليات التراثية المهمة، التي لها وقع كبير على نفوسنا في ظل التقدم الحالي، الذي تشهده إمارة دبي، وإمارات الدولة كلها، وهي بذلك تمزج بين القدم والمعاصر. ويرى حميد أن مثل هذه الفعاليات التراثية، التي تقام، تحفظ الموروث الشعبي التقليدي في أذهان الصغار الذي يحرص الأهل على اصطحابهم إليها، للاستفادة من هذه الفعاليات المقدمة والاستمتاع والمرح بالكثير من الألعاب التراثية، التي تحتويها، إلى جانب عدد من الأنشطة الثقافية، ومنها القراءة. ويؤكد أن الأكلات الشعبية التي يتم عملها من قبل مشاركين في مسابقات الطبخ، تلقى ترحيباً كبيراً من المحبين وهواة الطبخ الشعبي، ولاسيما من الرجال، حيث يتعرف كل منا إلى مذاق طبخ الآخر. مدية المحيرثي (من إدارة مكتبة دبي العامة)، قالت: إن لمكتبة دبي العامة دوراً كبيراً في مشاركة الجهات في الفعاليات المقدمة ونحن نقدم على مدار خمسة أيام عدداً من الفعاليات، ونوفر الكتب المهمة والقصص التراثية، ونشجع الصغار على القراءة. كما احتوى المهرجان على أكلات شعبية قامت بها مشاركات، قدمن العديد من أنواع مختلفة، وقمن بشرح المكونات لزوار المهرجان، للتعريف بالمطبخ الإماراتي القديم.

مشاركة :