وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الأربعاء، إن تسليح اليونان للجزر الواقعة شرقي بحر إيجة يشكل تهديدا لأمن تركيا. جاء ذلك في كلمة خلال مشاركته في ندوة بعنوان "السياسة الخارجية التركية تجاه شرق المتوسط وبحر إيجة"، نظمها وقف الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركية (سيتا). وأوضح تشاووش أوغلو أن أثينا قامت بتسليح ما لا يقل عن 16 جزيرة من أصل 23 شرقي بحر إيجة، مبينا أن أنقرة تدعو اليونان للامتثال للقانون الدولي. وأضاف أن تركيا ركزت على إحياء آليات الحوار مع اليونان مطلع عام 2021، لكن أثينا فشلت في إظهار الإرادة السياسية اللازمة لذلك. وأفاد أن اليونان تواصل إطلاق تصريحات مناهضة لتركيا، مضيفا: "هناك أسباب متعددة للتصريحات اليونانية المناهضة لتركيا، أولها أن أثينا منزعجة من نهوض الدور التركي على الصعيدين الإقليمي والدولي، وثانيها أن الساسة اليونانيين يستخدمون العداء ضد تركيا لأداة لتحقيق مكاسب على الصعيد السياسة الداخلية". ولفت إلى أن ردود فعل تركيا على مواقف اليونان المتطرفة وخطواتها غير القانونية أثارت غضب أثينا، مشيرا أن اليونان بلد يفتقر إلى رؤية استراتيجية. وذكر بأن اليونان لا تزال ملاذًا آمنًا للتنظيمات الإرهابية، وأنها تعامل المهاجرين غير النظاميين الذين يرغبون في الوصول إلى الجزر اليونانية بطريقة غير إنسانية وغير قانونية. كما أشار إلى انتهاك اليونان لحقوق وحريات الأقلية التركية في تراقيا الغربية، مبينا أن أثينا لم تلتزم بقرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن هذه القضية منذ 15 عامًا. وفيما يخص الخلافات القائمة في بحر إيجة، أشار تشاووش أوغلو إلى وجود حقوق ومصالح أساسية وحيوية في بحر إيجة من الناحية الاقتصادية والتجارية والعسكرية والثقافية. وأضاف أن اليونان تواصل تهديد تركيا منذ عام 1995 من خلال التلويح بتوسيع مياهها الإقليمية إلى 12 ميلاً في بحر إيجة. وأكد تشاووش أوغلو أن بلاده لن تسمح (لليونان) بزيادة المياه الإقليمية من جانب واحد أكثر من 6 أميال حتى لو كان ميلا واحدا، مضيفا: "لن نقبل بالتأكيد مثل هذا الأمر الواقع الذي سيجعل من بحر إيجة بحيرة يونانية". وأردف: "استخدام اليونان 10 أميال من المجال الجوي في بحر إيجة رغم بلوغ مساحة مياهها الإقليمية 6 أميال، يعد انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي". وفي إشارة إلى مسألة مناطق الصلاحية البحرية شرق المتوسط، أكد أن أنقرة لن تقبل اتفاقيات ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة التي أبرمتها قبرص الرومية مع مصر ولبنان وإسرائيل، مبينا أن هذه الاتفاقيات تنتهك حقوق تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية. وردا على سؤال حول القواعد العسكرية الأمريكية في اليونان، قال تشاووش أوغلو: "إن استعداد اليونان لهجوم ضد تركيا يعني أنها قد فقدت عقلها، كما نقول لليونان لا تنظرِ لمن يدعمك، بل انظرِ إلى من هو بجانبك ومن هم جيرانك، إذا كنت تريدين التعاون فنحن مستعدون، اليونان تعرف جيدًا ما معنى مواجهة تركيا". واستطرد: "الأمريكيون يقولون إن هذه القواعد يتم تأسيسها ضد روسيا، لكن هذه التصريحات غير مطمئنة، تغريدات السفير الأمريكي لدى أثينا موالية تماما لليونان، ولدى تركيا سفير للولايات المتحدة، هل رأيتم تغريدة له يؤيد فيها تركيا؟". ولفت إلى أن ميزان الولايات المتحدة الأمريكية قد اختلّ، مبينا أن أنقرة حذرت واشنطن من تبعات هذه الخطوة. وبخصوص رفع الولايات المتحدة حظر الأسلحة من قبرص الرومية، قال تشاووش أوغلو: "لماذا تعطون هذه الأسلحة لقبرص الرومية؟ هل هي للاستخدام ضد القبارصة الأتراك. تركيا أيضا تقوم بما يلزم وتعزز القدرات العسكرية في جمهورية شمال قبرص التركية". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :