محمد اسماعيل - القاهرة - كتبت- هدى الشيمي: ذكر عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين أن قادة عسكريين بارزين روس يجرون محادثات مؤخرًا لمناقشة كيف ومتى يمكن أن تستخدم موسكو سلاحًا نوويًا في حربها بأوكرانيا، وهو ما يدق ناقوس الخطر في واشنطن وحلفائها في أوروبا، حسبما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. وحسب المعلومات التي جمعها المسؤولين الأمريكيين فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكن جزءًا من المحادثات الأخيرة التي جرت بخصوص استخدام السلاح النووي في أوكرانيا. غير أن إثارة قادة عسكريين روس مسألة استخدام أسلحة نووية في كييف، أثارت قلق إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، خاصة وأنها كشفت عن مدى احباط القادة الروس بشأن إخفاقات جيشهم على الأراضي الأوكرانية، وأظهرت أن تهديدات بوتين المستترة باللجوء إلى النووي قد لا تكون مجرد كلمات. مع ذلك، قال المسؤولون الأمريكيون، حسب نيويورك تايمز، إنهم لم يروا حتى الآن أي دليل على أن الروس كانوا ينقلون أسلحة نووية أو يتخذون أي إجراءات تكتيكية أخرى للتحضير إلى ضربة. ووفقًا لنيويورك تايمز، فإن المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالمحادثات الروسية جرى جمعها في منتصف أكتوبر الماضي. بالنسبة لبوتين، فإن استخدام سلاح نووي تكتيكي ذي قدرة قليلة في أوكرانيا مسألة أكثر تعقيدًا من اصدار أوامر بإطلاق سلاح استراتيجي مثل الصاروخ الباليستي عابر للقارات، تقول نيويورك تايمز إن مسألة نقل سلاح نووي تكتيكي، ليس مجرد اصدار أمر، أو جعل شخصين يديران المفاتيح. والأسلحة النووية التكتيكية عبارة عن رؤوس حربية نووية صغيرة وأنظمة إطلاق مخصصة للاستخدام في ساحة المعركة، أو لتوجيه ضربة محدودة للعدو، وتُصمم لتدمير أهداف العدو في منطقة معينة دون التسبب في تداعيات إشعاعية واسعة النطاق، حسب بي بي سي. من أجل الاقدام على هذه الخطوة، سيكون هناك مجموعة من الخطوات العملية التي يضعها الروس في اعتبارهم، بما في ذلك كيفية تخفيف أي خطر على الأفراد العسكريين الروس في منطقة الانفجار. قال بيتر ب.زواك، جنرال متقاعد كان ملحقًا دفاعيًا أمريكيًا في موسكو من ٢٠١٢ إلى ٢٠١٤، إنه حتى لو أصدر الكرملين أمرًا بتنفيذ هجوم كهذا، فلا يمكن حدوثه بطريقة سحرية. منذ بداية الحرب، كانت وكالات الاستخبارات الأمريكية تبحث عن مؤشرات لاتخاذ بوتين خطوات تحضيرية لاستخدام سلاح نووي، مثل التدريبات النووية غير المعلنة أو وضع القوات الاستراتيجية في حالة تأهب. ومع إجراء المناقشات النووية رفيعة المستوى، يدرس الجيش الروسي الحالات التي يستطيع فيها استخدام سلاح تكتيكي. وقالت نيويورك تايمز إن أي مناقشات مكثفة بين كبار القادة حول استخدام سلاح نووي يثير قلق المسؤولين الأمريكيين للغاية. حتى الآن لم يتحدث المسؤولون الأمريكيون عن السيناريوهات المحتملة التي تدفع استخدام الروس لسلاح نووي في أوكرانيا، غير أن ويليام جيه بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية، قال في وقت سابق إن يأس بوتين ورغبته الشديدة في انتزاع الفوز في أوكرانيا قد يدفعان موسكو إلى استخدام أسلحة نووية. وحسب تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) فإن روسيا لديها مخزونًا من الأسلحة النووية التكتيكية يصل إلى ٢٠٠٠ سلاح، والتي صممت لاستخدامها في القتال من أجل التغلب على القوات التقليدية. وبعد النجاح الذي حققته أوكرانيا في استعادة بعض المواقع وإخراج الروس من الأماكن التي استولوا عليها في سبتمبر الماضي، زاد الحديث بشكل مُطرد في موسكو بشأن استخدام الأسلحة النووية في الحرب. منذ ذلك الوقت، قام بوتين بعدد من الخطوات لتصعيد الصراع، ودعا إلى تعبئة جزئية، وضم عدد من الأراضي الأوكرانية بعد إجراء استفتاء شعبي، شككت العديد من الجهات في صحته، علاوة على شن حملة قوية لإضعاف شبكة الطاقة الكهربائية الأوكرانية بالاعتماد على صواريخ كروز وطائرات مسيرة إيرانية الصنع. غير أن الخطوات الروسية التصعيدية الأخيرة لم تقلب الموازين لصالح موسكو، أشارت التقارير إلى أن القوات الأوكرانية لا تزال تواصل التقدم على الجبهات في الشمال الشرقي والجنوب. مع ذلك، هناك توقعات- حسب نيويورك تايمز- أن بعض هذه التحركات التصعيدية، مثل ضم المزيد من الجنود إلى القوات الروسية، قد يتضح تأثيرها على ساحة المعركة مع بداية العام المقبل. يتوقع مسؤولون استمرار القتال العنيف الشهر المقبل، ولكن برودة الجو قد تجبر الطرفين على التوقف في وقت مبكر من العام الجديد.
مشاركة :