ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام أمس للمرة الأولى في ثمانية أيام ، إذ ابتعد الخام الأميركي الخفيف عن مستوى 30 دولاراً للبرميل الذي نزل دونه في الجلسة السابقة بعد تراجع غير متوقع للمخزونات الأميركية الأسبوع الماضي. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 37 سنتاً إلى 30.81 دولاراً للبرميل خلال التعاملات. ويوم الثلاثاء نزل الخام الأميركي 97 سنتاً ليغلق عند 30.44 دولاراً بعد أن لامس 29.93 دولاراً وهو مستوى منخفض لم يشهده منذ ديسمبر 2003. وزاد خام القياس العالمي برنت 28 سنتاً إلى 31.14 دولاراً للبرميل، وكان العقد قد نزل 69 سنتاً ليبلغ عند التسوية 30.86 دولاراً بعد أن تراجع إلى 30.34 دولاراً للبرميل أول من أمس. المبادلات الإلكترونية وسجلت أسعار النفط ارتفاعاً في المبادلات الإلكترونية في آسيا الأربعاء، وذلك بعد تراجعها الى اقل من 30 دولاراً للمرة الأولى منذ 12 عاماً، لكن آفاق السوق ما زالت قاتمة. وارتفع سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم فبراير 26 سنتاً ليصل الى 30,70 دولاراً. أما سعر خام برنت المرجعي الأوروبي تسليم فبراير أيضاً فقد ارتفع 10 سنتات ليصل الى 30,96 دولاراً. وكان سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تراجع أول من أمس الى 29,93 دولاراً وهو مستوى لم يسجل منذ ديسمبر 2003. العرض والطلب وقال دانيال انغ المحلل في مجموعة فيليبس فيتشرز في سنغافورة ان الاتجاه ما زال الى الانخفاض في العرض والطلب على حد سواء، والأسعار تتراجع. وأضاف أن الإنتاج الأميركي يبقى قوياً على الرغم من كلفة انتاج النفط الصخري. ورأى برنارد أو المحلل في مجموعة آي جي ماركيتس في سنغافورة أنه من الممكن جدا ان تنخفض الأسعار الى ما دون الثلاثين دولاراً للبرميل، مشيراً الى أن الطلب يتجه الى التراجع على الأمد الطويل وليس هناك أي مؤشر على خفض العرض. وانخفضت أسعار النفط اكثر من 30 % في 2015 ونحو 20 % إضافية منذ بداية تحت تأثير عرض مفرط تزامن مع تراجع في الطلب وقلق بسبب ضعف الاقتصاد الصيني أول بلد مستهلك للذهب الأسود في العالم. كما يتوقع المستثمرون وصول النفط الايراني الى الأسواق بعد رفع العقوبات عن طهران بموجب الاتفاق النووي الذي أبرم العام الماضي، وهذا يعني إضافة مليون برميل يومياً في سوق متخمة أصلاً بسبب قرار منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) في نهاية 2015 الامتناع عن تحديد أهداف للإنتاج بالأرقام. الى ذلك قال موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت أمس نقلاً عن الوزير بيجن زنغنه إن طهران لم تتسلم أي طلب لعقد اجتماع طارئ لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). جاءت تصريحات وزير النفط الإيراني بعدما قال نظيره النيجيري يوم الثلاثاء إن اثنتين من الدول الأعضاء في أوبك طلبتا عقد اجتماع طارئ، مضيفا أن الظروف الحالية في السوق تتطلب عقد هذا الاجتماع. ونقل موقع المعلومات عن زنغنه قوله إن عقد اجتماع طارئ لأعضاء أوبك يتطلب الموافقة بالإجماع. من جهته قال باركليز إن شركات النفط والغاز العالمية تعتزم خفض الإنفاق على التنقيب والإنتاج نحو 15 % إذا تراوحت أسعار النفط الخام بين 45 و50 دولارا للبرميل، لكن الخفض قد يقترب من 20 بالمئة إذا حومت الأسعار حول 40 دولاراً للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة للنفط أمس للمرة الأولى في ثمانية أيام إذ صعد خام القياس العالمي برنت 20 سنتاً إلى 31.06 دولارا للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 27 سنتا إلى 30.71 دولارا للبرميل. ووفقا لمسح أجراه باركليز وشمل 225 شركة نفط وغاز عالمية من المتوقع أن ينخفض الإنفاق في أميركا الشمالية 27 بالمئة في 2016 حينما يبلغ سعر برنت نحو 50 دولارا وسعر الخام الأميركي 45 دولاراً. وأضاف باركليز في تقريره السنوي عن آفاق الإنفاق العالمي على التنقيب والإنتاج إن الإنفاق على مشروعات المنبع قد ينخفض بين 40 و50 % إذا استقرت أسعار العقود الآجلة بين 34 و35 دولاراً للبرميل. وتابع أن الإنفاق العالمي قد ينزل 11 % في 2016، لكن الشرق الأوسط سيبقى مصدر الأداء القوي الوحيد، حيث من المتوقع أن يرتفع الإنفاق هناك 6 %. وقال باركليز إنها المرة الثامنة فقط في عمر المسح البالغ 31 عاماً التي يتوقع فيها أن يهبط الإنتاج العالمي، لكنه أشار إلى أنها المرة الأولى التي ينخفض فيها الإنفاق في عامين متتاليين منذ 1986-1987.
مشاركة :