يتوج الأمير نواف بن فيصل الرئيس السابق لرعاية الشباب، مساء اليوم، بجائزة الشيخ محمد بن راشد للإبداع الرياضي في دورتها السابعة، بعد اختياره ليكون الشخصية الرياضية العربية لعام 2015 تقديرًا لجهوده الكبيرة في مجال تطوير الرياضة في السعودية والوطن العربي عبر كثير من المبادرات التي قام بها أثناء رئاسته لعدد من الاتحادات والمنظمات الرياضية. وينضم الأمير نواف بن فيصل إلى قائمة الشخصيات العربية التي نالت الجائزة منذ انطلاقتها في 2009، إذ تسلمها في البدء الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ورئيس اللجنة الأولمبية الكويتية، قبل أن ينالها القطري الشيخ محمد بن حمد إثر إسهاماته في فوز قطر بتنظيم مونديال 2022 في ظل وجوده ضمن فريق العمل وكعضو منتدب عن اللجنة العليا لملف المونديال. وفي الدورة الثالثة للجائزة في 2011 توج البحريني الشيخ عيسى بن راشد، قبل أن ينالها السعودي عثمان السعد الأمين العام السابق لاتحاد اللجان الأولمبية العربية في 2012، وفي الدورة الخامسة للجائزة توج البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي، فيما حصل الجزائري محمد روراوة على الجائزة في نسختها الأخيرة. الأمير نواف بن فيصل قضى سنوات طويلة في مجال العمل الإداري الرياضي بجميع مستوياته المحلية والخليجية والعربية والإسلامية، من خلال ترؤسه لكثير من الاتحادات واللجان الرياضية قبل أن يفض علاقته بها في يونيو (حزيران) 2014. الرئيس الأسبق لرعاية الشباب ولد في الرياض في اليوم الأول من شهر أبريل (نيسان) لعام 1978 وهو الابن الأكبر للأمير الراحل فيصل بن فهد الرئيس السابق لرعاية الشباب، وهو ما انعكس على شخصيته وخبرته في مجال الإدارة الرياضية التي اكتسبها من خلال مرافقته الدائمة لوالده الراحل إبان فترة رئاسته الطويلة للمنظومة الرياضية في السعودية، التي يطلق عليها الفترة الذهبية. بدأت علاقة الأمير نواف بن فيصل بمجال الرياضة السعودية مبكرا من خلال مرافقته الدائمة لوالده الراحل الأمير فيصل بن فهد الذي كان يشغل حينها رئاسة الاتحاد السعودي، إضافة لكونه الرئيس العام لرعاية الشباب، إلا أن علاقته الرسمية بالعمل الإداري كانت في 1999 بعد صدور الأمر الملكي بتعيينه نائبًا للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد الذي تولى المنصب بعد وفاة الأمير فيصل بن فهد. ومنذ تسلمه رسميًا منصب نائب الرئيس العام لرعاية الشباب ونائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، أسهم الأمير نواف بن فيصل في تطوير الحركة الرياضية لبلاده من خلال ترؤسه لكثير من المناصب واللجان كان أبرزها رئاسته للمكتب التنفيذي بالاتحاد السعودي لكرة القدم، إضافة لرئاسته للجنة المنتخبات منذ مطلع الألفية الجديدة، التي تمكن خلالها الأخضر السعودي من بلوغ المونديال العالمي مرتين، وذلك في 2002 و2006 في ألمانيا، وهي المشاركة الأخيرة التي عجز بعدها المنتخب السعودي عن التأهل. كما ترأس الأمير نواف بن فيصل اللجنة الأولمبية السعودية منذ وقت مبكر الأمر الذي قاده لنيل عضوية اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 2003 التي خسرت السعودية مقعدها بعد رحيله واستقالته في يونيو 2014 حيث لا يزال المنصب شاغرا بعد حضور الأمير نواف بن فيصل فيه لأكثر من عشر سنوات. في السنوات الأخيرة التي قضاها الأمير نواف بن فيصل في العمل الرياضي زادت وتيرة التقدم نحو الأفضل، ومواكبة التطور للرياضة السعودية ولكرة القدم على وجه التحديد، حيث اهتم الرئيس الأسبق لرعاية الشباب بتفاصيل دقيقة من شأنها أن تسهم في تطور الإدارة الرياضية لكرة القدم، ومن أبرزها إنشاء هيئة دوري المحترفين السعودي خلال عام 2008 باسمها القديم قبل أن تتحول لرابطة لدوري المحترفين التي ترأسها ومنح محمد النويصر إدارتها التنفيذية. وعلى صعيد العمل الأولمبي، فقد اهتم الأمير نواف بن فيصل بتطوير الرياضيين السعوديين في كل المجالات، من خلال إطلاقه لبرنامج الصقر الأولمبي في 2009 الذي استهدف أولمبياد لندن 2012، إضافة إلى ترؤسه لوفد السعودية في أولمبياد سيدني 2000 وحصول بلاده على أول إنجاز بعد فوز العداء هادي صوعان بالميدالية الفضية والفارس السعودي خالد العيد على الميدالية البرونزية في مسابقات القفز، إضافة للميدالية البرونزية التي حققها الفرسان السعوديون في أولمبياد لندن 2012 تحت رئاسة الأمير نواف بن فيصل. وفي يناير (كانون الثاني) 2011 صدر أمر ملكي بإعفاء الأمير سلطان بن فهد من منصبه كرئيس عام لرعاية الشباب بناء على طلبه، وشمل الأمر الملكي تعيين الأمير نواف بن فيصل رئيسًا لرعاية الشباب بعد أكثر من عشر سنوات قضاها في العمل الإداري كرجل ثانٍ في المنظومة الرياضية السعودية. وبعد عام من وجوده كرئيس لاتحاد كرة القدم السعودي، قدم الأمير نواف بن فيصل استقالته من منصبه، بعد فشل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم ببلوغ مونديال 2014 مقدمًا في الوقت ذاته اعتذاره للشارع الرياضي عن هذا الفشل، وذلك كخطوة غير مسبوقة من مسؤول حكومي، ليتمّ تكليف أحمد عيد لمدة عام بتسيير أعمال الاتحاد بصورة مؤقتة. وضاعف الأمير نواف بن فيصل ميزانية اتحاد الكرة رغم استقالته من منصب الرئيس ليرفع الدعم المخصص لاتحاد الكرة إلى 32 مليون ريال في العام الواحد بدلاً من 18 مليون ريال، وهي خطوة تحسب له كرئيس عام لرعاية الشباب.
مشاركة :