موسكو - الوكالات: قالت وزارة الخارجية الروسية أمس إن «الأولوية القصوى» هي تجنب الحرب بين القوى النووية التي ستكون لها «عواقب كارثية»، وسط وضع متوتر بين موسكو والغرب حول أوكرانيا. وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان صحفي «نحن على قناعة راسخة بأنه في ظل الوضع الحالي الصعب والمضطرب - نتيجة لأعمال غير مسؤولة ووقحة تهدف إلى تقويض أمننا القومي - فإن الأولوية القصوى هي منع أي صدام عسكري بين القوى النووية». ودعت موسكو القوى النووية الأخرى إلى «التخلي عن المحاولات الخطيرة لانتهاك المصالح الحيوية للآخرين». جاء بيان وزارة الخارجية وسط مخاوف متزايدة من استخدام السلاح النووي في النزاع في أوكرانيا. وجاء في البيان أن «روسيا تسترشد بشكل صارم وثابت بمبدأ أن الحرب النووية لا يمكن كسبها ولا ينبغي خوضها على الإطلاق». وقالت إن العقيدة النووية لموسكو «ذات طبيعة دفاعية بحتة»، ولا تسمح للكرملين باستخدام مثل هذه الأسلحة إلا في حالة حدوث عدوان نووي أو «عندما يكون وجود دولتنا في حد ذاته مهددًا». قالت روسيا مرارًا إن الأراضي الأوكرانية التي ضمتها محمية بموجب عقيدتها النووية. ودعا البيان أمس القوى النووية الأخرى في العالم - الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين - إلى «العمل معا لحل هذه المهمة ذات الأولوية». أتى هذا البيان التحذيري بعدما كشف مسؤولون أمريكيون عن أن قادة في الجيش الروسي بحثوا استخدام أسلحة نووية تكتيكية في أوكرانيا، ما يثير قلق واشنطن والحلفاء الغربيين، وفق ما نقلت نيويورك تايمز. وأشارت الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يشارك في النقاشات، ولم يظهر أي مؤشر على أن الجيش الروسي قرر استخدام مثل تلك الأسلحة وهو أمر من شأنه تصعيد الحرب بدرجة كبيرة. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن ليس لديه تعليق على المعلومات التي نشرت في التقرير. لكن في بيان أرسل إلى وكالة فرانس برس، قال إن أي تعليقات على استخدام روسيا أسلحة نووية «مقلقة للغاية» وبأن الولايات المتحدة تأخذها على محمل الجدّ. وأضاف أن في نفس الوقت فإن الولايات المتحدة «لا ترى مؤشرات على أن روسيا تجري استعدادات لمثل ذلك الاستخدام». وتحذر الولايات المتحدة موسكو منذ أسابيع بشأن تصريحات لمسؤولين روس كبار عن إمكانية استخدام أسلحة نووية في أوكرانيا في حالات معينة، وخصوصا إذا شعروا بوجود خطر على وحدة الأراضي الروسية. وجاء التهديد الأخير على لسان الرئيس الروسي السابق المسؤول البارز في مجلس الأمن القومي دميتري مدفيديف. وقال مدفيديف الثلاثاء إن هدف أوكرانيا المتمثل باستعادة كل أراضيها التي تسيطر عليها روسيا، بما فيها منطقة دونباس وشبه جزيرة القرم سيكون «تهديدا لوجود دولتنا». وحذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في 13 أكتوبر من أنه سيتم «القضاء» على القوات الروسية في رد عسكري غربي في حال استخدم بوتين أسلحة نووية ضد أوكرانيا.
مشاركة :