موسكو – أعلنت روسيا الأربعاء أنها ستستأنف مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا التي تمزقها الحرب، بعد تعليقها في مطلع الأسبوع، في خطوة هددت بتفاقم الجوع على مستوى العالم. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها تلقت ضمانات مكتوبة من كييف بعدم استخدام ممر الحبوب بالبحر الأسود في العمليات العسكرية ضد روسيا. وجاء في بيان الوزارة "الاتحاد الروسي يرى أن الضمانات التي تلقاها في الوقت الحالي كافية على ما يبدو وسيستأنف تنفيذ الاتفاق". ورأت المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس - جرينفيلد الأربعاء أن الإعلان الروسي بمثابة إقرار من موسكو بأنها لا يمكنها أن تقف في وجه إنتاج الغذاء العالمي. وقالت توماس - جرينفيلد لشبكة سي.أن.أن "لا يمكنهم الوقوف في وجه إطعام العالم بأسره"، مضيفة أنها شعرت بالسعادة لعودة روسيا إلى الاتفاق، وأن موسكو "اقتنعت" فيما يبدو بالحاجة إلى استئناف مشاركتها فيه. وذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيتم إعطاء أولوية للدول الفقيرة في أفريقيا، في ما يتعلق بشحنات الحبوب الجديدة من أوكرانيا. وقال أردوغان لأعضاء حزبه في البرلمان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد اقترح إعطاء أولوية لدول مثل الصومال وجيبوتي والسودان، مضيفا أنه يوافق على الفكرة. وأضاف الرئيس التركي أن الجهود الدبلوماسية لأنقرة ساعدت في إقناع موسكو بالعودة إلى اتفاق الحبوب. وتابع "وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أبلغ نظيره التركي خلوصي أكار بأن الاتفاق الذي أبرم في الثاني والعشرين من يوليو بوساطة تركيا والأمم المتحدة، سيستأنف اعتبارا من منتصف الأربعاء وسيستمر حسب المتفق". وعلّقت روسيا مشاركتها في الاتفاق مطلع الأسبوع، قائلة إنها لا تستطيع ضمان سلامة السفن المدنية التي تعبر البحر الأسود بسبب هجوم على أسطولها هناك. وقالت مصادر معنية بصادرات الحبوب إن السفن واصلت نقل الحبوب الأوكرانية عبر الممر على الرغم من التعليق، لكن ليس من المرجح أن يستمر ذلك لفترة طويلة، لأن شركات التأمين لم تصدر عقودا جديدة بسبب قرار روسيا. والثلاثاء، قال الرئيس الروسي إنّ روسيا لم تعلن أو تنه وقف المشاركة في اتفاق تصدير الحبوب، "بل تم تعليق الاتفاقية" بسبب المخاطر على الأسطول الروسي بالبحر الأسود و"استخدام أوكرانيا ممر مبادرة الحبوب لخوض أعمال قتالية". وأظهرت بيانات لوزارة الزراعة الأوكرانية الأربعاء أنّ صادرات البلاد من الحبوب تراجعت على أساس سنوي منذ بداية موسم 2022 - 2023 وحتى الآن إلى ما يقرب من 13.4 مليون طن، مقابل 19.7 مليونا في الفترة المقابلة من الموسم السابق. وانخفضت صادرات البلاد من الحبوب منذ انطلاق الغزو الروسي في فبراير، وأدى إغلاق موانئها على البحر الأسود إلى ارتفاع أسعار الغذاء حول العالم، وأثار مخاوف من حدوث شح في الإمدادات في أفريقيا والشرق الأوسط. وفُتحت ثلاثة موانئ على البحر الأسود في نهاية يوليو، بموجب اتفاق بين موسكو وكييف بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا. وتظهر بيانات الوزارة الأوكرانية أن الصادرات منذ بداية الموسم الحالي، الذي بدأ في يوليو 2022 وينتهي في يونيو 2023، تضمنت 5.1 مليون طن من القمح، و7.1 مليون طن من الذرة، و1.1 مليون طن من الشعير. وتقول الحكومة إنّ أوكرانيا يمكن أن تحصد ما بين 50 و52 مليون طن من الحبوب هذا العام، انخفاضا من 86 مليونا في 2021، بسبب سيطرة القوات الروسية على أجزاء من الأراضي وتراجع إنتاجية المحاصيل. وفاقم الحصار الروسي أزمة نقص الغذاء وارتفاع تكلفة المعيشة في الكثير من البلدان، نظرا لأن أوكرانيا أحد أكبر موردي الحبوب والبذور التي تستخرج منها الزيوت في العالم. ويهدف اتفاق الحبوب إلى المساعدة في تجنب المجاعة في البلدان الأشد فقرا، عبر ضخ المزيد من القمح وزيت دوار الشمس والأسمدة في الأسواق العالمية، وتخفيف حدة ارتفاع الأسعار. ويستهدف الاتفاق العودة إلى مستوى ما قبل الحرب، بتصدير خمسة ملايين طن متري من أوكرانيا كل شهر.
مشاركة :