اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اليوم (الأربعاء) أن القيادة والشعب الفلسطيني لم تكن لديهم أية أوهام بإمكانية إفراز صناديق الاقتراع في الانتخابات العامة الإسرائيلية شريكا للسلام. وقال اشتية في بيان صدر عنه في أول تعقيب فلسطيني على النتائج الأولية للانتخابات إن "النتائج أكدت ما كان يقينا لنا من أنه لا شريك لنا في إسرائيل للسلام وفي ضوء ما يعانيه شعبنا من سياسات وممارسات عدوانية، لا تقيم وزنا للقرارات والقوانين الدولية". ودعا اشتية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني من "السياسات العدوانية الإسرائيلية بعد صعود الأحزاب العنصرية لسدة الحكم في إسرائيل". واعتبر أن صعود الأحزاب اليمينية الدينية المتطرفة في الانتخابات الإسرائيلية نتيجة طبيعية "لتنامي مظاهر التطرف والعنصرية في المجتمع الإسرائيلي والتي يعاني منها الشعب الفلسطيني منذ سنوات تقتيلا واعتقالا وتغولا واستيطانيا، واستباحة للمدن والقرى والبلدات". وتابع أن ذلك يترافق مع إطلاق العنان للمستوطنين وجنود الجيش "لارتكاب جرائمهم وتقويض حل الدولتين، مستفيدين من سياسة المعايير المزدوجة التي تسمح للجناة بالإفلات من العقاب وهي السياسة التي تبدت بوضوح مع نشوب الأزمة الأوكرانية". وأكد اشتية أن الشعب الفلسطيني "لن يتوقف عن نضاله المشروع لإنهاء الاحتلال ونيل حريته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، أيا كانت هوية الفائزين في الانتخابات الإسرائيلية، واصفا الفرق بين الأحزاب الإسرائيلية كما بين الببسي كولا والكوكاكولا". وأظهرت نتائج العينات التليفزيونية (نتائج أولية غير رسمية) الليلة الماضية فوز محتمل لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في سباق الانتخابات البرلمانية (الكنيست) بعد ما يقارب من 4 سنوات من الشلل السياسي الذي عاشته إسرائيل. وأغلقت مراكز الاقتراع في الانتخابات الإسرائيلية البرلمانية (الكنيست) بنسبة تصويت قياسية تخطت 70 %، وهي أعلى نسبة منذ عام 1999، وفقا للجنة الانتخابات المركزية. وأظهرت نتائج العينات التليفزيونية حصول كتلة اليمين التي يقودها رئيس حزب الليكود نتنياهو والتي تتكون من أحزاب الليكود وشاس ويهدوت هتوراة والصهيونية الدينية على أغلبية بأكثر من 60 مقعدا. وبهذه النتائج سيكون نتنياهو الذي يعتبر أطول رئيس وزراء حكما في تاريخ إسرائيل والذي يواجه محاكم بالفساد قادرا على العودة للسلطة وتشكيل حكومة يمين ضيقة. وهذه هي خامس انتخابات تخوضها إسرائيل في غضون أربع سنوات، ودخلت إسرائيل في دوامة من الانتخابات منذ عام 2019 أسفرت عن حالة من الجمود والشلل السياسي. وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس العام 2014، ويطالب الفلسطينيون بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل العام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
مشاركة :