تفاجأت طالبات ومعلمات 4 مدارس في مدينة صفوى (محافظة القطيف)، بإغلاق بوابات مدارسهن صباح أمس، إثر غياب الحراس. إلا أن إغلاق الأبواب لم يستمر طويلاً، إذ فتحت المدارس أبوابها بعد نحو 20 دقيقة. فيما عزا الحراس غيابهم إلى عدم دفع رواتبهم من الشركة المُشغلة منذ نحو 4 أشهر. فيما لا يتجاوز الراتب 3 آلاف ريال. وقال المتحدث باسم الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية خالد الحماد، في تصريح إلى «الحياة»: «إن المدارس فتحت أبوابها في حينه. إذ تم تأمين حراس من الإدارة. واستقبلت المدارس الطالبات، وسار اليوم الدراسي بصورة طبيعية»، مضيفاً أن «إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية، تسعى لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية، بما يتوافق مع الإطار الذي يحقق التطوير». وشمل الإغلاق كل من: الابتدائية الأولى، والمتوسطة الأولى، والابتدائية الثانية، والمتوسطة الرابعة، وهي مدارس شيدتها شركة «أرامكو السعودية» التي تتولى أيضاً التعاقد مع شركة، توفر حراساً للمدارس. وأبلغ الحراس، سائقي الحافلات التي تقل الطالبات حين اتصلوا بهم ، أن سبب عدم حضورهم، «تعليق الدراسة بسبب الأحوال الجوية»، إلا أنه اتضح لاحقاً أن سبب غياب حراس المدارس الأربع، «لعدم استلام رواتبهم لأربعة أشهر». وأعلن الأهالي تضامنهم مع الحراس. وقالت منى حسن، وهي أم طالبتين، في مدرستين تعرضتا إلى الإغلاق: «لا دخل لنا كأُسر طالبات بالنواحي الإدارية، بين الحراس والشركة المشغلة لهم، إذ إن الحراس بنظام التعاقد بين شركة أمن، و»أرامكو»، لأن المباني تتبع لها، وما يهمّنا في الأمر هو الجوانب الإنسانية، إذ إن الحراس لم يستلموا رواتبهم منذ 4 أشهر، وهي تقل عن 3 آلاف ريال، وهم متزوجون،. ولديهم عوائل، لها حاجاتها، فقمنا كأولياء أمور بالاتصال بالمدارس للاستفهام عن الأمر. وأكدت الإداريات أنهن خاطبن الشركة المشغلة من طريق «أرامكو»، إلا أنهم لم يستجيبوا لهم. ونحن نؤيد الحراس فيما قاموا به». وذكر يوسف ناصر (ولي أمر طالبة) أنه «لم يكن همنا وقوف بناتنا في الشارع أمام بوابة المدرسة، فذلك الحارس براتبه البسيط يعيل أسرته. كما بلغنا أن الحراس أبلغوا إدارات المدارس بقرارهم، بالامتناع عن العمل منذ يوم الأربعاء الماضي، لأن كل الخطابات والمطالبات لم تجدِ نفعاً، فكان همهم، أن يصل صوتهم، ونحن معهم في ذلك. فمن يحتمل تأخير راتبه أشهر، ولديه التزامات واجبة السداد». وقالت إحدى المعلمات في مدرسة تعرضت إلى الإغلاق أمس: «أعمل في المدرسة منذ سنوات، لم يمر يوم واحد تأخر الحارس عن عمله، ولم يقصروا في عملهم. كما لم نفكر يوماً في تقديم الشكر لهم، فهم يخدموننا بكل جد واجتهاد. فيما لا نتذكرهم، وقد لا نعرف حتى أسمائهم، وهذا اليوم لم تدخل المدرسة طالبة أو معلمة من دون أن تعلم أن هذا الحارس يخدمها في شكل يومي، وأن هذا الحارس البسيط، إضافة إلى عمله في حماية بناتنا، علمنا درساً مهماً، أن كل منّا موقعه مهم وفاعل، وعلينا أن نضم صوتنا إلى أصواتهم، فلم يمتنعوا عن العمل إلا بعد أن ضاق بهم الحال، ولم يجدوا من ينصفهم، ويطالب بحقوقهم».
مشاركة :