كتبه محمد جلال الريسي مدير عام وكالة أنباء الإمارات.. أبوظبي في 3 نوفمبر/ وام / يمثل ملتقى البحرين للحوار.."الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني" واحدا من أهم الفعاليات الهادفة لمد جـسـور الحوار بين قادة الأديان والمذاهب ورموز الفكر والثقافة كونه تحضره شخصيات ورموز دينية في طليعتها شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكيـة ومؤسسات دولية معنية بالحوار والتعايش الإنساني والتسامح.وهذه هي المرة الثانية التي يحضر فيها رأس الكنيسة الكاثوليكية إلى المنطقة منذ زيارته لأبوظبي في 2019 التي كانت حدثاً تاريخياً إذ تعد زيارة البابا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الأولى من نوعها إلى شبه الجزيرة العربية.ووصفها حينها ،صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بأنها " تجسد إيماننا العميق بقيم المحبة والتسامح والإنسانية والجهود الرامية إلى السلام والأمن والاستقرار والتقارب بين مختلف الشعوب والثقافات ".لقد أثمرت الزيارة توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين الرمزين الدينيين الكبيرين شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكيـة. وفي ملتقى البحرين يلتقي البابا وشيخ الأزهر مجددا بعد 3 سنوات على لقاء أبوظبي للبناء على ما تحقق.الملتقى البحريني هدفه تسليط الضوء على مبادىء عامة وجوهرية باتت الإنسانية في أشد الحاجة إليها بعد سلسلة من الأزمات الضخمة ألقت بظلالها على العالم سواء بجائحة كورونا مرورا بالحروب وتنامي التطرف والإرهاب والشعوبية والازمات الاقتصادية التي تئن منها ملايين الأسر حول العالم. إن توقيت عقد هذا الحدث وحجم ونوعية المشاركة فيه.. يعد استثنائيا كونه يأتي بعد سلسلة الإغلاقات الدولية بسبب كورونا.ولهذا فالآمال المعقودة عليه كبيرة وعلى رجال الدين في معالجة تحديات العصر، ودعم حوار الأديان وتحقيق السلم العالمي خاصة مع حضور رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر على رأس المشاركين. الحوار الذي تستضيفه مملكة البحرين الشقيقة يؤكد دورها الإيجابي في ترسيخ خريطة الحوار العالمي بين الأديان يتجلى بشكل لافت في استقبال رأس الكنيسة الكاثوليكية. وتستضيف البحرين عشرات الآلاف من المسيحيين المقيمين في البلاد، من مختلف الطوائف وتؤكد زيارة البابا على حسن العلاقة مع العالم الإسلامي وعلى القيم التي رسختها وثيقة الأخوة الإنسانية مع شيخ الأزهر في الإمارات عام 2019.مؤتمر المنامة يؤكد المسؤولية المشتركة التي تقع على عاتق رجال الدين للعمل باتجاه السلام، والعدالة وهو يبني على ما تحقق في لقاء أبوظبي التاريخي.ولهذا فالآمال المعقودة عليه كبيرة في أن يخرج بتوصيات تعمق الحوار والتعايش وعلى القيم العليا للإنسانية.
مشاركة :