كشفت مصادر داخل المقاومة الشعبية في إقليم آزال أن قيادة التمرد الحوثي أقدمت على تصفية أحد قيادييها البارزين في محافظة صنعاء، في ظروف غامضة، مشيرة إلى أن الجماعة أعلنت مقتل عبدالخالق المداني، لأسباب غير معلومة، وأن جثته أودعت ثلاجة المستشفى الجمهوري في صنعاء. وأشارت المصادر إلى أن المداني كان قد عاد لتوه، أول من أمس، من محافظة الحديدة، بعد تنفيذ مهمة أوكلتها إليه قيادة التمرد، لإقناع قبائل الزرانيق التهامية بإرسال عدد من أبنائها للقتال في صفوف المتمردين بمحافظتي تعز وصنعاء. وأن المداني الذي لم يحالفه النجاح في مساعيه أُعلنت وفاته بطريقة مبهمة، لم تحدد ما إذا كانت الوفاة طبيعية أو غير ذلك. ضغوط نفسية مكثفة نقلت المصادر عن نافذين في الجماعة المتمردة أن بعض القادة العسكريين اتهموا المداني بالتقاعس عن أداء المهمة الموكلة إليه، ووجهوا إليه توبيخا شديدا، مما تسبب في نشوب مشاجرة بينه وبين بعض القادة، وبعد ساعات قليلة من انتهاء الاجتماع، أُعلنت وفاة المداني، ورفضت الجماعة الانقلابية السماح لعائلته بمعاينة الجثة. كما رفضت طلبا آخر لتشريح جثته وتحديد أسباب الوفاة. كما أن المداني الذي يتولى مسؤولية الإشراف المباشر على قوات التمرد الحوثي وفلول المخلوع صالح، في جبهة نهم، تعرض خلال الفترة الماضية لضغوط عنيفة بسبب الضربات العنيفة التي وجهتها قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الوطني للانقلابيين في تلك الجبهة، واتهمه بعض القادة بعدم المقدرة العسكرية. واضطر المداني إلى تقديم استقالته أكثر من مرة بسبب تلك الضغوط، إلا أنها قوبلت بالرفض، وأشارت مصادر إلى أنه أسرّ لبعض معاونيه بأن سقوط المديرية بصورة كاملة هي مسألة وقت، ليس إلا. صراع الأجنحة مضت المصادر بالقول إن هناك أنباء قوية تؤكد أن المداني تعرض للتسميم، حيث اشتكى بعد مغادرته مكان الاجتماع مع عناصر القيادة الحوثية من آلام هائلة في بطنه، وتلكأ الانقلابيون في إسعافه، وتم نقله إلى المستشفى بعد أكثر من ساعتين، حيث توفي في الطريق. وقال المصدر "المداني توفي نتيجة صراع أجنحة داخل الجماعة الانقلابية، حيث يتنافس عدد من القادة للوصول إلى مناصب عسكرية عليا، ويستخدم كل من أولئك القادة عددا من الكوادر. وأضاف أن الصراع اتخذ في الفترة الأخيرة شكلا يشبه الحرب الرسمية بين الأجنحة المختلفة، حيث لا يتورع أي من تلك الأطراف عن استخدام أي أسلوب يوصله إلى تحقيق هدفه. وتوقعت المصادر أن تشهد قضية وفاة المداني تطورات كبيرة خلال الأيام المقبلة، وأن بعض القادة الميدانيين يضغطون باتجاه كشف حقيقة وفاته، وهدّدوا بالانسلاخ عن الجماعة الانقلابية، إذا تم إقفال الملف دون إعلان الحقائق.
مشاركة :