إعلان إنشاء جائــزة المـــلـك حمـــــــــد الدولية للحوار والتعايش السلمي

  • 11/3/2022
  • 23:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

نيابة عن الملك.. محمد بن مبارك يفتتح أعمال ملتقى البحرين للحوار نيابة‭ ‬عن‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬افتتح‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الممثل‭ ‬الخاص‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬أمس‭ ‬بمركز‭ ‬عيسى‭ ‬الثقافي،‭ ‬أعمال‭ ‬ملتقى‭ ‬البحرين‭ ‬للحوار‭ (‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬يقام‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬يومين،‭ ‬بتنظيم‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬ومجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الشخصيات‭ ‬الفكرية‭ ‬البارزة‭ ‬وممثلي‭ ‬الأديان‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬ وانطلقت‭ ‬أعمال‭ ‬الملتقى‭ ‬بعزف‭ ‬السلام‭ ‬الملكي،‭ ‬ثم‭ ‬تلاوة‭ ‬آيات‭ ‬بينات‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬ثم‭ ‬ألقى‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬كلمة‭ ‬نقل‭ ‬خلالها‭ ‬تحيات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬إلى‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الملتقى،‭ ‬وتمنياتهما‭ ‬لهم‭ ‬التوفيق‭ ‬والنجاح‭.‬ وتقدم‭ ‬بالنيابة‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬المشاركين‭ ‬بعظيم‭ ‬الشكر‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الكريمة،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تدعم‭ ‬قيم‭ ‬الخير‭ ‬والتعايش‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬وسلام‭ ‬ومحبة‭ ‬ووئام‭.‬   رئيس الأعلى للشؤون الإسلامية: البحرين تتمتع بحريات دينية واسعة    رئيس تتارستان: الملتقى فرصة للاستماع إلى الآراء حول التعايش والوئام الاجتماعي    وأعلن‭ ‬تفضل‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬بإنشاء‭ ‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬الدولية‭ ‬للحوار‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬تأكيداً‭ ‬لأهمية‭ ‬الحوار‭ ‬والتفاهم‭ ‬والتعاون‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬ودعماً‭ ‬من‭ ‬جلالته‭ ‬لكل‭ ‬جهود‭ ‬الخير‭ ‬والسلام‭ ‬والتقارب‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تمييز،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دعت‭ ‬إليه‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭ ‬وتنظمه‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رفعة‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭.‬ ‭ ‬وأعرب‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عن‭ ‬ترحيبه‭ ‬بمشاركة‭ ‬فضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬أ‭. ‬د‭. ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬وقداسة‭ ‬البابا‭ ‬فرانسيس‭ ‬رئيس‭ ‬الكنيسة‭ ‬الكاثوليكية،‭ ‬مقدرًا‭ ‬عاليًا‭ ‬جهود‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬والفاتيكان‭ ‬ومشاركتهما‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬الكبير،‭ ‬سائلا‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬بأيدي‭ ‬الجميع‭ ‬للإسهام‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حوارات‭ ‬رصينة‭ ‬تكرس‭ ‬التعايش‭ ‬وثقافته‭ ‬وأسسه‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وتجعله‭ ‬رسالة‭ ‬حقيقية‭ ‬تتبناها‭ ‬الحكومات‭ ‬والمنظمات‭ ‬والشعوب‭.‬ وأكد‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حظيت‭ ‬بجغرافيا‭ ‬متميزة‭ ‬وموقع‭ ‬استراتيجي‭ ‬مهم،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬عبر‭ ‬العصور‭ ‬ملتقى‭ ‬حضاريًا‭ ‬لمختلف‭ ‬الحضارات‭ ‬القديمة‭ ‬ومركزًا‭ ‬حيويا‭ ‬لخطوط‭ ‬التجارة‭ ‬والملاحة،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬أهلها‭ ‬منفتحين‭ ‬على‭ ‬التعاطي‭ ‬البناء‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الأديان‭ ‬والمذاهب‭ ‬والمعتقدات‭ ‬والأفكار‭ ‬والثقافات‭ ‬والحضارات‭.‬ وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشواهد‭ ‬الحضارية‭ ‬تبرز‭ ‬كشاهد‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الصورة‭ ‬الناصعة،‭ ‬التي‭ ‬يتجاور‭ ‬فيها‭ ‬المسجد‭ ‬والمأتم‭ ‬والكنيسة‭ ‬والكنيس‭ ‬والمعبد،‭ ‬ويمارس‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬أو‭ ‬جماعة‭ ‬عباداتهم‭ ‬وطقوسهم‭ ‬العبادية‭ ‬بكل‭ ‬حرية‭ ‬وأمان،‭ ‬وبذلك‭ ‬تجذَّرت‭ ‬قيمة‭ ‬التعايش‭ ‬باعتبارها‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬الثوابت‭ ‬الأصيلة‭ ‬للإنسان‭ ‬البحريني،‭ ‬ومرتكزًا‭ ‬رئيسيًّا‭ ‬للتعاطي‭ ‬العام‭ ‬والعمل‭ ‬الوطني‭ ‬والاجتماعي‭.‬ وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬العمق‭ ‬الحضاري‭ ‬للبحرين،‭ ‬والتاريخ‭ ‬الإنساني‭ ‬فيها،‭ ‬هما‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مقومات‭ ‬التعايش‭ ‬فيها،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬عاملين‭ ‬أساسيين‭ ‬لإشاعة‭ ‬التعايش‭ ‬وديمومته‭ ‬ورسوخه‭ ‬في‭ ‬المجتمعات،‭ ‬أولهما‭ ‬احترام‭ ‬الخصوصيات‭ ‬الدينية‭ ‬والمذهبية؛‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬احترامها‭ ‬يجعل‭ ‬البلدان‭ ‬والدول‭ ‬مستوعبةً‭ ‬للتعددية‭ ‬فيها،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬التعددية‭ ‬عاملًا‭ ‬حضاريًّا‭ ‬للبناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬ترسيخه‭ ‬بلادنا‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد‭.‬ ونوه‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬ودستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وقوانيننا‭ ‬الوطنية‭ ‬تصون‭ ‬هذه‭ ‬الخصوصية،‭ ‬وتؤكدها،‭ ‬وقد‭ ‬حرصت‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬جعل‭ ‬تشريعاتها‭ ‬وأنظمتها‭ ‬متوائمة‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬التنوع،‭ ‬ففي‭ ‬قضايا‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬الأحكام‭ ‬الأسرية‭ ‬مثلاً؛‭ ‬يتحاكم‭ ‬كلُّ‭ ‬فردٍ‭ ‬بحسب‭ ‬دينه‭ ‬ومذهبه،‭ ‬وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأوقاف‭ ‬الإسلامية‭.‬ وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العامل‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬الحرية‭ ‬الدينية،‭ ‬وتتمتع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بحريات‭ ‬دينية‭ ‬واسعة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬منحها‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬تتعداه‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬تلك‭ ‬الحريات‭ ‬والشعائر،‭ ‬وكفالتها‭ ‬ومساندتها‭ ‬وترسيخها،‭ ‬باعتبارها‭ ‬وجهًا‭ ‬حضاريًّا‭ ‬للبلاد‭ ‬وأهلها،‭ ‬فصارت‭ ‬البحرين‭ ‬نموذجًا‭ ‬عالميًّا‭ ‬يُحتذى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬ وأوضح‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬عالميًّا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬نسبة‭ ‬عدد‭ ‬المساجد‭ ‬والجوامع‭ ‬ودور‭ ‬العبادة‭ ‬قياسًا‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬ومساحتها‭ ‬حيث‭ ‬يمارس‭ ‬الجميع‭ ‬شعائرهم‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬التعايش‭ ‬البناء‭.‬ وقال‭ ‬إنه‭ ‬مع‭ ‬إطلالة‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬موعدٍ‭ ‬مع‭ ‬التاريخ‭ ‬بقيادةٍ‭ ‬استثنائيةٍ‭ ‬حكيمةٍ‭ ‬من‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬الذي‭ ‬دشَّن‭ ‬عهده‭ ‬الزاهر‭ ‬بإطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬إصلاحي‭ ‬تنموي‭ ‬شامل؛‭ ‬يبني‭ ‬على‭ ‬ثوابت‭ ‬البلاد‭ ‬وقيمها‭ ‬وهويتها‭ ‬وعاداتها‭ ‬وتقاليدها،‭ ‬صاغه‭ ‬جلالته‭ ‬برؤية‭ ‬ثاقبة،‭ ‬وأسس‭ ‬صلبة‭ ‬متماسكة‭.‬ ‭ ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حملت‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالته‭ ‬رسالة‭ ‬التعددية‭ ‬والتعايش‭ ‬والسلام‭ ‬لتبثها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬مصافحةً‭ ‬بذلك‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضمار؛‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬إيمانها‭ ‬الراسخ‭ ‬بأهمية‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬ليعم‭ ‬الخير‭ ‬أرجاء‭ ‬المعمورة‭.‬ وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جلالته‭ ‬أطلق‭ ‬سلسلةً‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬السامية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال؛‭ ‬ومن‭ ‬أهمها‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬وتدشين‭ ‬كرسي‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بجامعة‭ ‬سابينزا‭ ‬الإيطالية‭ ‬العريقة،‭ ‬وتوقيع‭ ‬إعلان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وإطلاق‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس‭ ‬الأمريكية‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دعوة‭ ‬جلالته‭ ‬لفضيلة‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬وقداسة‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬المبارك‭.‬ وأكد‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬الحكيمة‭ ‬حملت‭ ‬رسالة‭ ‬التعايش‭ ‬والسلام‭ ‬بكل‭ ‬حرصٍ‭ ‬وإيمانٍ‭ ‬ووفاءٍ،‭ ‬لتكون‭ ‬منارةً‭ ‬لبث‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬النبيلة،‭ ‬ومركزًا‭ ‬لمبادراتٍ‭ ‬عالميةٍ‭ ‬استباقيةٍ‭ ‬نوعيةٍ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال؛‭ ‬إيمانًا‭ ‬بما‭ ‬لهذه‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬السامية‭ ‬من‭ ‬دورٍ‭ ‬وإسهامٍ‭ ‬فعَّالٍ‭ ‬في‭ ‬خير‭ ‬العالم‭ ‬وأمنه‭ ‬ونهضته،‭ ‬وستبقى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬مليكها‭ ‬المعظم‭ ‬وفيةً‭ ‬ومخلصةً‭ ‬لهذه‭ ‬الرسالة‭ ‬السامية‭ ‬والنبيلة،‭ ‬رائدةً‭ ‬معطاءةً‭ ‬فيها،‭ ‬يشهد‭ ‬لها‭ ‬التاريخ‭ ‬فيها‭ ‬برسوخ‭ ‬القدم‭ ‬وصدق‭ ‬النية‭ ‬والعزيمة،‭ ‬نحو‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬سلمًا‭ ‬وسلامًا‭ ‬وأمانًا‭.‬ وفي‭ ‬ختام‭ ‬الكلمة،‭ ‬دعا‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الجميع‭ ‬إلى‭ ‬التكاتف‭ ‬والتعاون‭ ‬لدعم‭ ‬قيم‭ ‬الخير‭ ‬والتعايش‭ ‬والسلام،‭ ‬والتصدي‭ ‬بكل‭ ‬مسؤولية‭ ‬لدعاة‭ ‬الفتنة‭ ‬والتحريض‭ ‬والكراهية‭.‬ بعدها،‭ ‬ألقى‭ ‬فخامة‭ ‬رستم‭ ‬مينيخانوف‭ ‬رئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬تتارستان‭ ‬كلمة‭ ‬أعرب‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬خالص‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬الملتقى،‭ ‬ولاسيما‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات‭ ‬تعد‭ ‬أمرًا‭ ‬مهمًا‭ ‬جدًا‭ ‬للعالم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬فيها‭ ‬بأوضاع‭ ‬صعبة‭ ‬ومعقدة‭.‬ وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الملتقى‭ ‬يمثل‭ ‬فرصة‭ ‬للاستماع‭ ‬إلى‭ ‬مختلف‭ ‬الآراء‭ ‬القيمة‭ ‬حول‭ ‬سبل‭ ‬التعايش‭ ‬والوئام‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬والديانات‭ ‬المختلفة‭.‬ واستعرض‭ ‬تجربة‭ ‬بلاده‭ ‬تتارستان‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعايش‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الأطياف‭ ‬والمكونات‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬على‭ ‬أرضها،‭ ‬وما‭ ‬تمتلكه‭ ‬من‭ ‬إرث‭ ‬حضاري‭ ‬وتاريخي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬التنوع‭ ‬والتعدد‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬والجهود‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬لدعم‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬والنماء‭ ‬للشعوب‭.‬ ثم‭ ‬ألقى‭ ‬الشيخ‭ ‬نهيان‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬وزير‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬بدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬عبر‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬عظيم‭ ‬الشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬لراعي‭ ‬الملتقى‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬وذلك‭ ‬تقديراً‭ ‬صادقاً‭ ‬لحرص‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬وتأكيد‭ ‬مبادئ‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬الجميع‭.‬ وأعرب‭ ‬عن‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لاستضافتها‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى،‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬ما‭ ‬تتسم‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬ريادة‭ ‬وتميز‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬بعث‭ ‬الأمل‭ ‬والثقة،‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬العالم‭.‬ وقال‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬النخبة‭ ‬المتميزة‭ ‬من‭ ‬المفكرين‭ ‬ورموز‭ ‬وممثلي‭ ‬الأديان‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬يعبرون‭ ‬بوجودهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬عن‭ ‬أننا‭ ‬جميعاً‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬إنساني‭ ‬واحد‭ ‬نعمل‭ ‬سوياً‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬حياة‭ ‬حرة‭ ‬وكريمة‭ ‬للجميع‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.‬ وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬يؤكد‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الطابع‭ ‬الروحي‭ ‬للأديان،‭ ‬والقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬يشترك‭ ‬فيها‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬أساساً‭ ‬لإحداث‭ ‬تغييرات‭ ‬قانونية،‭ ‬وأدبية،‭ ‬وأخلاقية،‭ ‬وسلوكية،‭ ‬واقتصادية،‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الناس،‭ ‬تحقق‭ ‬التعارف‭ ‬والحوار‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬الجميع،‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬مصلحة‭ ‬الجميع‭.‬ وتطرق‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الشقيقة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭.‬ بعدها،‭ ‬ألقى‭ ‬قداسة‭ ‬برثلماوس‭ ‬الأول‭ ‬البطريرك‭ ‬المسكوني‭ ‬رئيس‭ ‬أساقفة‭ ‬القسطنطينية‭ ‬بالجمهورية‭ ‬التركية‭ ‬كلمة‭ ‬شدد‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الحوار‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحيز‭ ‬والتعصب‭ ‬وسوء‭ ‬فهم‭ ‬الآخر‭ ‬وما‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬السلام،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬بذل‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الإنسانية‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬الحوار‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬التعايش‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬الأزمات‭.‬ ثم‭ ‬ألقى‭ ‬السفير‭ ‬حسين‭ ‬إبراهيم‭ ‬طه‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬كلمة‭ ‬أعرب‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬شكره‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬ولمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى،‭ ‬والمبادرة‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬خدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والقيم‭ ‬البناءة‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والتسامح‭ ‬بين‭ ‬الجميع‭.‬ وأكد‭ ‬أن‭ ‬الملتقى‭ ‬يكتسب‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬تساند‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬تنادي‭ ‬باحترام‭ ‬الاختلاف‭ ‬العرقي‭ ‬والديني‭ ‬والتعدد‭ ‬الثقافي،‭ ‬مستعرضًا‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬مبادئ‭ ‬الحوار‭ ‬وما‭ ‬توليه‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬السلام‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬ورفعة‭ ‬قيم‭ ‬المحبة‭ ‬والتسامح‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭.‬ بعدها،‭ ‬ألقى‭ ‬ميغيل‭ ‬أنخيل‭ ‬موراتينوس‭ ‬وكيل‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والممثل‭ ‬السامي‭ ‬لتحالف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للحضارات‭ ‬كلمة‭ ‬أعرب‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬سعادته‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬والتي‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬رؤى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬واحترامها‭ ‬للتنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬والتعددية‭ ‬الدينية‭ ‬وما‭ ‬تشكله‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬من‭ ‬أولويات‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬ وأشاد‭ ‬بالجهود‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬دعم‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬نبذ‭ ‬التطرف‭ ‬والعنف‭ ‬والكراهية،‭ ‬منوهًا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬وحاضر‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬الحريات‭ ‬والتعددية‭ ‬الثقافية‭ ‬والدينية‭.‬ وتطرق‭ ‬إلى‭ ‬احترام‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬لقيم‭ ‬التعايش‭ ‬واحترام‭ ‬الآخر‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يخدم‭ ‬الإنسانية‭ ‬ويدفعها‭ ‬إلى‭ ‬التقدم‭.‬ ثم‭ ‬تم‭ ‬عرض‭ ‬فيلم‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وقيمها‭ ‬الحضارية‭ ‬التي‭ ‬تميزت‭ ‬بها‭ ‬عبر‭ ‬العصور‭ ‬من‭ ‬تعايش‭ ‬وسلام‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬قبلة‭ ‬حاضنة‭ ‬لكل‭ ‬الثقافات،‭ ‬وما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭.‬   المتحدثون يؤكدون الدور الرائد للبحرين في نشر دعائم السلام العالمي اتفق‭ ‬المتحدثون‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الرئيسية‭ ‬من‭ ‬ملتقى‭ ‬البحرين‭ ‬للحوار‭ ‬‮«‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يقام‭ ‬برعاية‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬زيارة‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬فرنسيس‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان،‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬أمس‭ ‬الخميس،‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬عيسى‭ ‬الثقافي،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تبني‭ ‬الممارسات‭ ‬الصحيحة‭ ‬والمسؤولة‭ ‬لمبدأ‭ ‬الأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬كأسلوب‭ ‬حياة‭ ‬مستدام،‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬والتصدي‭ ‬للتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض‭.‬ وأكد‭ ‬المتحدثون‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬التي‭ ‬حملت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬تجارب‭ ‬تعزيز‭ ‬التعايش‭ ‬العالمي‭ ‬والأخوة‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬الدور‭ ‬الرائد‭ ‬والكبير‭ ‬الذي‭ ‬تضطلع‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬نشر‭ ‬دعائم‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭ ‬وتعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬واحترام‭ ‬الأديان،‭ ‬مثمنين‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬التقدير‭ ‬الجهود‭ ‬والمبادرات‭ ‬القيّمة‭ ‬والمتميزة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬البحرين‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬النماذج‭ ‬والتجارب‭ ‬الإنسانية‭ ‬العالمية‭ ‬لترجمة‭ ‬محور‭ ‬هذه‭ ‬الجلسة‭ ‬والتعبير‭ ‬عنها‭ ‬بشكل‭ ‬واقعي‭.‬ وفي‭ ‬مستهل‭ ‬الجلسة‭ ‬أوضح‭ ‬السيد‭ ‬محمدو‭ ‬إيسوفو،‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬لجمهورية‭ ‬النيجر‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يمر‭ ‬به‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬صراعات‭ ‬وأزمات‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وأمنية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قضايا‭ ‬الفقر‭ ‬والجوع‭ ‬والمناخ،‭ ‬وضعت‭ ‬الشعوب‭ ‬تحت‭ ‬ضغوط‭ ‬هائلة‭ ‬تستوجب‭ ‬التعاون‭ ‬والتقارب‭ ‬والالتقاء‭ ‬عبر‭ ‬حوارات‭ ‬الأديان‭ ‬للعبور‭ ‬بسفينة‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬السلام‭ ‬والأمان‭ ‬المنشود‭.‬ وأضاف‭ ‬إيسوفو‭ ‬في‭ ‬استعراض‭ ‬تجربة‭ ‬النيجر‭ ‬للتعايش،‭ ‬إن‭ ‬مرجعية‮ ‬‭ ‬جميع‭ ‬البشر‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هي‭ ‬الأخوة‭ ‬في‭ ‬الإنسانية‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬التقارب‭ ‬الفئوي‭ ‬أو‭ ‬التصنيفات‭ ‬البغيضة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬المذهب‭ ‬أو‭ ‬العرق‭ ‬واللون‭ ‬والهوية،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬الهوية‭ ‬الإنسانية‭ ‬أشمل‭ ‬وأكثر‭ ‬شمولية‭.‬ من‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬نيافة‭ ‬الكاردينال‭ ‬مار‭ ‬بشارة‭ ‬بطرس‭ ‬الراعي،‭ ‬بطريرك‭ ‬الكنيسة‭ ‬المارونية‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬إن‭ ‬ملتقى‭ ‬البحرين‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعايش،‭ ‬همزة‭ ‬وصل‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬وثيقة‭ ‬الأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬وقعها‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان‭ ‬وفضيلة‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬في‭ ‬أبوظبي‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬والرسالة‭ ‬العامة‭ ‬للسلام‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان‭ ‬في‭ ‬2020‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬كلنا‭ ‬جميعاً‭ ‬أخوة‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬البشر‭ ‬جميعاً‭ ‬متساوون‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬والكرامة‭.‬ وأوضح‭ ‬نيافة‭ ‬الكاردينال‭ ‬أن‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني‭ ‬يتطلب‭ ‬التزاماً‭ ‬محلياً‭ ‬وإقليمياً‭ ‬ودولياً‭ ‬لنبذ‭ ‬التطرف‭ ‬الديني‭ ‬واللعب‭ ‬على‭ ‬عامل‭ ‬الأديان‭ ‬والمعتقدات‭ ‬لتكريس‭ ‬الانقسام‭ ‬والتباعد‭ ‬والكراهية‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الوحدة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الواحد‭ ‬وجميع‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض‭.‬ وخلال‭ ‬استعراضه‭ ‬لتجربة‭ ‬بلاده‭ ‬مع‭ ‬التعايش،‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬المختلفة‭ ‬لا‭ ‬يتحقق‭ ‬بالدبلوماسية‭ ‬والسياسة‭ ‬بل‭ ‬بالصداقة‭ ‬والتعاون‭ ‬وتقاسم‭ ‬القيم‭ ‬الروحية‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الأجناس،‭ ‬والانفتاح‭ ‬الحقيقي‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬تحقيقاً‭ ‬للأهداف‭ ‬المنشودة‭ ‬من‭ ‬هكذا‭ ‬ملتقيات‭ ‬وحوارات‭.‬ إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬حذر‭ ‬نيافة‭ ‬هيرومونك‭ ‬جريجوري‭ ‬ماتروسوف،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬البطريركي‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬من‭ ‬تفاقم‭ ‬خطر‭ ‬النزاعات‭ ‬والحروب‭ ‬لأسباب‭ ‬مختلفة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تطور‭ ‬العصر‭ ‬ومتطلبات‭ ‬العولمة‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬الحاجة‭ ‬أكثر‭ ‬إلحاحاً‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬جوهر‭ ‬الأديان‭ ‬طلباً‭ ‬للسكينة‭ ‬والاطمئنان‭ ‬والتدبر‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬يتقبل‭ ‬وجود‭ ‬الآخر‭ ‬مع‭ ‬الاختلاف‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬خلاف‭.‬ ولفت‭ ‬نيافة‭ ‬ماتروسوف،‭ ‬إلى‭ ‬وجوب‭ ‬التكاتف‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬والمدنية‭ ‬والحكومية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصدي‭ ‬للمؤامرات‭ ‬الخبيثة‭ ‬التي‭ ‬تُحاك‭ ‬لضرب‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬وتشويه‭ ‬صورتها‭ ‬عبر‭ ‬الجرائم‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬يقترفها‭ ‬بعض‭ ‬المتطرفين‭ ‬باسم‭ ‬الأديان‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬هم‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬أنهم‭ ‬يسيؤون‭ ‬لدياناتهم‭ ‬وللبشرية‭ ‬التي‭ ‬تتأثر‭ ‬بفعل‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭.‬ وفي‭ ‬معرض‭ ‬استعراضه‭ ‬لجهود‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬التعايش‭ ‬والسلام،‭ ‬أشاد‭ ‬الحاخام‭ ‬مارك‭ ‬شناير،‭ ‬رئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬التفاهم‭ ‬العرقي‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بما‭ ‬تبذله‭ ‬المملكة‭ ‬عالمياً‭ ‬عبر‭ ‬مد‭ ‬جسور‭ ‬التواصل‭ ‬والتقارب‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬عبر‭ ‬مبادرات‭ ‬وممارسات‭ ‬أثبتت‭ ‬نجاحها‭ ‬واكتسبت‭ ‬ثقة‭ ‬كبيرة‭ ‬أهلتها‭ ‬للريادة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وجعلت‭ ‬منها‭ ‬المحطة‭ ‬الثانية‭ ‬خليجياً‭ ‬في‭ ‬زيارات‭ ‬قداسة‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان‭ ‬الخارجية‭.‬ وأكد‭ ‬الحاخام،‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ليست‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تخصيص‭ ‬عام‭ ‬للتسامح‭ ‬لأنها‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬تمارس‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬وبالتالي‭ ‬فجميع‭ ‬الأعوام‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أعواماً‭ ‬للتسامح‭.‬ واستعرض‭ ‬السيد‭ ‬إيوان‭ ‬سوكا‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬الكنائس‭ ‬العالمي‭ ‬ومقره‭ ‬سويسرا،‭ ‬عدة‭ ‬تجارب‭ ‬إنسانية‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬التنوع‭ ‬والاختلاف‭ ‬والذي‭ ‬هو‭ ‬جوهر‭ ‬الأديان‭ ‬والأصل‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الأديان‭ ‬الإبراهيمية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬ وأكد‭ ‬السيد‭ ‬سوكا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬الإتيان‭ ‬بقيم‭ ‬مشتركة‭ ‬لمعالجة‭ ‬القضايا‭ ‬والمشكلات‭ ‬والالتزام‭ ‬ببناء‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬رغم‭ ‬الاختلافات‭ ‬الكثيرة‭ ‬بينها،‭ ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬التجارب‭ ‬في‭ ‬التعايش‭ ‬والتي‭ ‬تواجه‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬هي‭ ‬قضايا‭ ‬المناخ‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬الوحدة‭ ‬والتعاون‭ ‬والعزم‭ ‬الحقيقي‭ ‬لتغيير‭ ‬السلوك‭ ‬البشري‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭.‬ وفي‭ ‬ختام‭ ‬الجلسة،‭ ‬قال‭ ‬المستشار‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬عبدالسلام،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬إن‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬المحبة‮»‬‭ ‬هي‭ ‬الكلمة‭ ‬الجامعة‭ ‬التي‭ ‬تردد‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬جميع‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬جلسات‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬الذي‭ ‬يلتئم‭ ‬فوق‭ ‬أرض‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬نموذجاً‭ ‬حياً‭ ‬وراقياً‭ ‬في‭ ‬تكريس‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬أروع‭ ‬صورها‭.‬ وأضاف‭ ‬د‭. ‬عبد‭ ‬السلام،‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬يزخر‭ ‬بعدد‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬المدنية‭ ‬والدينية‭ ‬المستقلة‭ ‬والحكومية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬سوياً‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هدف‭ ‬انساني‭ ‬واحد‭ ‬مشترك‭ ‬وهو‭ ‬إرساء‭ ‬السلام‭ ‬ونبذ‭ ‬الخلافات‭ ‬والتعايش‭ ‬مع‭ ‬الاختلافات‭ ‬بين‭ ‬الأسرة‭ ‬البشرية‭ ‬الواحدة‭.‬ وأكد‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬الآن‭ ‬أصبح‭ ‬لديه‭ ‬وثيقتان‭ ‬ومرجعيتان‭ ‬إنسانيتان‭ ‬مهمتان‭ ‬هما‭: ‬إعلان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬ووثيقة‭ ‬الأخوة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المواثيق‭ ‬العالمية‭ ‬والأممية‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬الحريات‭ ‬وتدعو‭ ‬إلى‭ ‬السلام والاحترام‭ ‬المتبادل‭.‬     د. مفيد شهاب: المجتمع الدولي مازال يعاني من ويلات التعصب الديني والعرقي والطائفي بسبب فرض القوى الكبرى لرؤيتها وتوجهاتها أكد‭ ‬د‭. ‬مفيد‭ ‬شهاب‭ ‬أستاذ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬المعاصرة‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬هي‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الاختلاف‭ ‬والتنوع‭ ‬الديني‭ ‬والمذهبي،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬وتيرة‭ ‬التحريض‭ ‬على‭ ‬العنف‭ ‬وارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬تحت‭ ‬مبررات‭ ‬دينية‭ ‬وعرقية،‭ ‬أصبح‭ ‬موضوع‭ ‬إدارة‭ ‬التنوع‭ ‬عبر‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني‭ ‬من‭ ‬الموضوعات‭ ‬المهمة‭.‬ وقال‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬السياسي،‭ ‬ولكن‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجتمعات،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني‭ ‬بات‭ ‬محورا‭ ‬أساسيا‭ ‬لحسن‭ ‬إدارة‭ ‬التنوع‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬وقوة‭ ‬دفع‭ ‬لتعزيز‭ ‬التماسك‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وتحقيق‭ ‬السلام،‭ ‬وهو‭ ‬أولوية‭ ‬تنطلق‭ ‬مع‭ ‬الثقة‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والرغبة‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬تعاون‭ ‬مثمر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النهوض‭ ‬بالمجتمعات،‭ ‬وبديله‭ ‬هو‭ ‬الإقصاء‭ ‬والإلغاء‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يترتب‭ ‬عليهما‭ ‬من‭ ‬كراهية‭ ‬وعنف‭.‬ وتطرق‭ ‬إلى‭ ‬وثيقة‭ ‬الأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تدشينها‭ ‬في‭ ‬أبو‭ ‬ظبي‭ ‬في‭ ‬2019،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬ونشر‭ ‬ثقافة‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬أن‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬على‭ ‬جرف‭ ‬واحد‭ ‬بمسار‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالقيم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬يكمل‭ ‬بعضهما‭ ‬بعضا‭. ‬وأوضح‭ ‬د‭. ‬شهاب‭ ‬أن‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬الفطرة،‭ ‬أما‭ ‬التعصب‭ ‬والكراهية‭ ‬والبغضاء‭ ‬فهي‭ ‬أمور‭ ‬عارضة‭ ‬لا‭ ‬تستقيم‭ ‬مع‭ ‬النهج‭ ‬القويم،‭ ‬ومن‭ ‬حق‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬يختلف‭ ‬مع‭ ‬غيره،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬الاختلاف‭ ‬زريعة‭ ‬للكراهية‭ ‬والبغضاء،‭ ‬لأن‭ ‬إشاعة‭ ‬الكراهية‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬تمزق‭ ‬وحدة‭ ‬مجتمعاتهم‭ ‬وتقتل‭ ‬فيهم‭ ‬الإحساس‭ ‬بهويتهم‭ ‬الإنسانية‭.‬ وتساءل‭ ‬أستاذ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬استطاعة‭ ‬المنظمات‭ ‬الحكومية‭ ‬وغير‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬الإنساني،‭ ‬وهل‭ ‬نجح‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬نصوص‭ ‬الإعلانات‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬المعنية‭ ‬بنشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬ملموس‭ ‬يخدم‭ ‬البشرية،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬لقيم‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني‭ ‬والتسامح‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬طريقها‭ ‬في‭ ‬مجتمعات‭ ‬متنوعة‭ ‬الميول‭ ‬والنزعات‭ ‬وخصوصا‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬يعيش‭ ‬وجها‭ ‬لوجه‭ ‬بفعل‭ ‬العولمة؟ واختتم‭ ‬د‭. ‬مفيد‭ ‬شهاب‭ ‬حديثه‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬النصوص‭ ‬الصريحة‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬والتي‭ ‬سعت‭ ‬المنظمات‭ ‬إلى‭ ‬تفعيلها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬وبكل‭ ‬أسف،‭ ‬مازال‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬ويلات‭ ‬التعصب‭ ‬الديني‭ ‬والعرقي‭ ‬والطائفي‭ ‬بسبب‭ ‬فرض‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬لرؤيتها‭ ‬وتوجهاتها،‭ ‬دون‭ ‬فهم‭ ‬أو‭ ‬استيعاب‭ ‬لغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬نظر‭ ‬لاحتياجات‭ ‬الشعوب‭ ‬الفقيرة،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬إلا‭ ‬نفسها،‭ ‬وقد‭ ‬تناست‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للحياة،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬السلام‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تنمية‭.‬   العلامة علي الأمين يدعو إلى تدريس التعايش الإنساني  دعا‭ ‬المرجع‭ ‬الشيعي‭ ‬اللبناني،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬سماحة‭ ‬العلامة‭ ‬السيد‭ ‬علي‭ ‬الأمين،‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬فعاليات‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني‭ ‬والتي‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الأطياف‭ ‬والفئات،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬كتاب‭ ‬مدرسي‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‮»‬‭ ‬يتضمن‭ ‬دورسا‭ ‬وثيقة‭ ‬الأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التاريخية،‭ ‬ويتم‭ ‬تدريسه‭ ‬إلزاميا‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات،‭ ‬كما‭ ‬اقترح‭ ‬على‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬إنشاء‭ ‬معهد‭ ‬جامعي‭ ‬للدراسات‭ ‬الحوارية‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تخريج‭ ‬جيل‭ ‬من‭ ‬الدعاة‭ ‬المبشرين‭ ‬بثقافة‭ ‬التسامح‭ ‬والحوار‭ ‬ينشرونها‭ ‬في‭ ‬أوطانهم‭ ‬وبين‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭.‬     د. خالد بن خليفة: أهمية كبيرة لجائزة الملك حمد الدولية للتعايش أكد‭ ‬د‭. ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬أمناء‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬أهمية‭ ‬جائزة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬الدولية‭ ‬للحوار‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تدشينها‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬أعمال‭ ‬الجلسة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬لـ‮«‬ملتقى‭ ‬البحرين‭ ‬للحوار‭.. ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني‮»‬،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬نقل‭ ‬تجربة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬إلى‭ ‬العالمية،‭ ‬منوها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬احتضنت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والملتقيات‭ ‬والمنتديات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بملف‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العشرين‭ ‬عاما‭ ‬الماضية‭.‬ وقال‭ ‬إن‭ ‬ملتقى‭ ‬البحرين‭ ‬للحوار‭ ‬يضم‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬والمفكرين‭ ‬والقادة‭ ‬الدينيين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬إعلان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الذي‭ ‬خطه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬بنفسه‭ ‬فكرا‭ ‬ورؤيته‭ ‬للتعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬الديني‭.‬     قاضي قضاة فلسطين: الملك يمثل رمزية عربية وإنسانية  أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬محمود‭ ‬الهباش،‭ ‬قاضي‭ ‬قضاة‭ ‬فلسطين‭ ‬ومستشار‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬للشؤون‭ ‬الدينية‭ ‬والعلاقات‭ ‬الإسلامية،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يمثله‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم،‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬ورمزية‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬العربية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬بما‭ ‬يعكسه‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬من‭ ‬رؤى‭ ‬إنسانية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬قيم‭ ‬السلام‭ ‬والعدل‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬قاطبة‭.‬ جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬لوكالة‭ ‬أنباء‭ ‬البحرين‭ (‬بنا‭)‬،‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬انعقاد‭ ‬‮«‬ملتقى‭ ‬البحرين‭ ‬للحوار‭: ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعايش‭ ‬الإنسان‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬انطلقت‭ ‬أعماله‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬الخميس،‭ ‬بمشاركة‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬والعلماء‭ ‬والمثقفين‭ ‬والإعلاميين‭.‬ وأشار‭ ‬الدكتور‭ ‬الهباش‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬قديم‭ ‬الزمن‭ ‬من‭ ‬مساحات‭ ‬كبيرة‭ ‬للتعايش‭ ‬والحوار‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر،‭ ‬وما‭ ‬جعلها‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الدول‭ ‬تميزاً‭ ‬وانفتاحاً،‭ ‬مشيدا‭ ‬بجهود‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية،‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬وإدارة‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬الإنساني‭ ‬العالمي‭.‬ وعن‭ ‬أهمية‭ ‬انعقاد‭ ‬ملتقى‭ ‬البحرين‭ ‬للحوار؛‭ ‬قال‭ ‬قاضي‭ ‬قضاة‭ ‬فلسطين‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يشهده‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬مظالم‭ ‬وحروب‭ ‬واختلافات،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬لقاءات‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬إنساني‭ ‬عالمي،‭ ‬لأن‭ ‬المشترك‭ ‬الإنساني‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬القضايا‭ ‬الخلافية،‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬القواسم‭ ‬المشتركة‭ ‬لتحقيق‭ ‬العدل‭ ‬والسلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬للجميع،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬الإنسانية‭ ‬لإنهاء‭ ‬كل‭ ‬الصراعات‭ ‬والمظالم‭ ‬الإنسانية‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬وإقرار‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعوب،‭ ‬ومنها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬زال‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭.‬ وأضاف‭ ‬الدكتور‭ ‬الهباش‭ ‬أننا‭ ‬كمسلمين‭ ‬نؤمن‭ ‬بأهمية‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني،‭ ‬لأننا‭ ‬كلنا‭ ‬من‭ ‬آدم،‭ ‬ومن‭ ‬أصول‭ ‬واحدة،‭ ‬لذلك‭ ‬فما‭ ‬يجمعنا‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يفرقنا‭.‬ وأشار‭ ‬قاضي‭ ‬قضاة‭ ‬فلسطين‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬والإيجابي‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬في‭ ‬تعظيم‭ ‬القواسم‭ ‬الإنسانية‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬البشر،‭ ‬إذ‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬حل‭ ‬الخلافات‭ ‬والإشكاليات‭ ‬القائمة،‭ ‬لأن‭ ‬الدين‭ ‬في‭ ‬جوهره‭ ‬سلام‭ ‬وأمن‭ ‬ومحبة،‭ ‬لذلك‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬تضافر‭ ‬جهود‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬بما‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬وتأثير‭ ‬روحي‭ ‬وإنساني‭ ‬لنشر‭ ‬قيم‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬البشر،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬جزءًا‭ ‬أساسياً‭ ‬من‭ ‬حل‭ ‬الخلافات‭ ‬وليس‭ ‬سبباً‭ ‬لها‭.‬

مشاركة :