دعا استشاري الأطفال والغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، أولياء الأمور بعدم تجاهل خط السواد الذي قد يظهر على رقبة الأطفال أو في منطقة الإبط والذين يعانون أساساً من زيادة الوزن أو السمنة. وقال "الأغا": هذا السواد يعرف بـ"الشواك الأسود" وهو اضطراب يصيب الجلد، إذ تظهر بقع باللون الغامق في عدة أماكن في الجسم منها تحت الإبطين وفي الفخذين وفي الجزء الخلفي من الرقبة وتكون سميكة الملمس. وأضاف: من أسباب الإصابة بالشواك الأسود مقاومة الأنسولين الذي قد يتعرض له الأطفال أو الكبار، وقد يكون ذلك مؤشرًا وتمهيداً للإصابة بداء السكري النوع الثاني. وأردف: تعتبر مرحلة مقاومة الأنسولين فرصة ذهبية للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة في تصحيح نمط الحياة من خلال تعديل السلوكيات الغذائية الخاطئة بجانب ممارسة الرياضة التي تعتبر أولى مراحل مواجهة "مقاومة الأنسولين" حتى يكتسب الجسم عافيته ويصبح الوزن مناسباً وغير مؤثر أو مكتسب للأمراض، وهناك مسببات أخرى للشواك الأسود مثل حدوث خلل واضطرابات في الهرمونات، تكيسات المبايض، أو قصور الغدة الدرقية أو مشكلات في الغدد الكظريّة. وتابع: فقدان الوزن الزائد هو عامل أساسي إذا كان الطفل أو الكبير يعاني من السمنة، حيث يمكن للأشخاص الذين يعانون من الشواك الأسود نتيجة السمنة أو مقاومة الأنسولين، أن تتحسن بشرتهم بمجرد فقدان الوزن، إذ يؤدي فقدان الوزن إلى تحسين ملمس الجلد المصاب بالشواك الأسود، والأهم في الأمر هو عدم وصول الفرد لمرحلة السكري النمط الثاني غير المعتمد على الأنسولين، أما الأشخاص المصابون بالشواك الأسود، ويعانون من اضطرابات هرمونية، فيمكن علاج حالتهم باستخدام الأدوية التي تعمل على علاج الهرمونات، وبشكل عام فأن التشخيص الطبي يحدد أسباب ظهور "الشواك الأسود" في ثنايا الجلد. وقال "الأغا": مقاومة الأنسولين، هي حالة يقاوم فيها الجسم تأثيرات الأنسولين، ويحاول البنكرياس التعويض عن طريق إفراز المزيد من الأنسولين، وقد تؤدي مقاومة الأنسولين في نهاية المطاف إلى الإصابة بالسكري من النمط الثاني، كما يساهم النظام الغذائي غير الصحي ونمط الحياة الخامل بشكل كبير في هذه المشكلة، وهذه المرحلة تعرف بمقدمات السكري إذ إن مستويات الجلوكوز في الدم لدى الفرد أعلى من المعتاد، ولكنها ليست عالية بما يكفي لتشخيص مرض السكري. وأضاف: تحدث مقدمات السكري عادة عند الأشخاص الذين لديهم بالفعل بعض مقاومة الأنسولين، أو الذين لا تنتج لديهم خلايا بيتا في البنكرياس ما يكفي من الأنسولين للحفاظ على مستوى السكر في الدم في المعدل الطبيعي، ومن دون كمية كافية من الأنسولين، يبقى الجلوكوز الإضافي في مجرى الدم بدلا من دخوله إلى الخلايا بمرور الوقت، وقد يصاب الفرد بداء السكري من النوع الثاني. وجدد البروفيسور "الأغا" تأكيده على أهمية الرياضة وفقدان الوزن لمساعدة الجسم على الاستجابة بشكل أفضل للأنسولين، كما أن اتباع النمط الغذائي الصحي يسهم في عكس مقاومة الأنسولين، ومنع أو تأخير مرض السكري من النوع الثاني لدى الأشخاص المصابين بمقدمات السكري، فخلاصة القول إن تعديل نمط الحياة يجنب الفرد العديد من الأمراض والمشاكل المرتبطة بالصحة.
مشاركة :