كرة القدم النسائية في الشرق تعاني من التمويل والتقاليد

  • 11/5/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من التطور الذي شهدته المرأة العربية في جميع المجالات حتى الرياضية منها، فإن فرق كرة القدم للسيدات ما زالت تعاني من عراقيل عديدة أهمها نقص التمويل وقلته إن وجد مقارنة بالفرق الرجالية، إضافة إلى نظرة المجتمع الدونية التي ترى أن الفتيات لا يصلحن لكرة القدم. عمان - لطالما كانت كرة قدم السيدات في منطقة الشرق الأوسط في نهاية قائمة الأولويات الرياضية، رغم الهوس باللعبة بنسختها الرجالية. ويُرجع البعض تعثر اللعبة بالنسبة إلى السيدات إلى نقص التمويل والتقاليد المحافظة التي ترى أن الفتيات لم يخلقن لممارسة الرياضة ولبس الأزياء الرياضية التي تخالف قواعد الاحتشام. ورغم هذه العوائق، هناك بعض الدول في المنطقة التي باتت تشهد زخما فيما يتعلق بهذه الرياضة، حيث يعتمد ذلك بشكل أساسي على مدى نشاط الترويج الحكومي للرياضة النسائية. ويعتبر الأردن رائداً في المجال مع احتضانه أحد أكثر الفرق نجاحاً في المنطقة، وإقامته شبكة من البطولات الشابة والمدرسية للفتيات. سارة أسيمرين لاعبة كرة قدم تبلغ من العمر 13 عاماً، تتلقى دعما كبيرا من أسرتها هي وأختها الصغرى التي تلعب كرة القدم أيضا، رغم اعتراض بعض أعمامها. يعمل والد سارة مدرب كرة قدم في أكاديمية خاصة في العاصمة الأردنية عمان. الاتحادات الآسيوية والاتحادات الأصغر في غرب آسيا أقامت بطولاتها للأندية النسائية لأول مرة في عام 2019 أما مسار العثامنة، البالغة من العمر 20 عاما والتي تلعب ضمن فريق السيدات في نادي عمان الأرثوذكسي، فتمارس لعبة كرة القدم منذ أن كانت في سن 12عاما. وقد اعتادت أن تلعب مع شقيقها والأولاد في الملاعب في حيّها وتشاهد البطولات الأوروبية على الشاشة، حتى أنها تعتبر البرتغالي كريستيانو رونالدو مثلها الأعلى. وتأمل مسار في أن تلعب يوما ما مع منتخب بلادها في المباريات الدولية، وتقر بوجود بعض الصعوبات مثل اعتبار كرة القدم للذكور فقط أو الاعتراضات على ارتداء السراويل القصيرة، لكنها ترى أن الوضع يتحسن تدريجياً مع مرور الوقت. يقول المحلل الرياضي عوني فريج، إن الاتحاد الأردني لكرة القدم يقدم الدعم المالي للأندية لتشكيل فرق سيدات، مما دفع حتى بعض الأندية المحافظة إلى اتخاذ الخطوة نفسها. ويلفت فريج إلى أن التمويل هو المشكلة الأكبر، فالأندية تتعامل مع الفرق النسائية التي لا تدرّ دخلاً “كنوع من الرفاهية”. وباتت دول أخرى تقوم بمحاولات جديدة، إذ أقيمت الشهر الماضي المباريات الأولى من الدوري الإنجليزي الممتاز الجديد للسيدات في السعودية، حيث لم يكن يُسمح للسيدات فيها بحضور مباريات كرة القدم قبل عام 2017. ولعب المنتخب السعودي للسيدات ضد فرق دولية لأول مرة هذا العام. كذلك أتاحت البطولات التي أطلقت حديثاً للفرق النسائية فرصاً للتنافس دولياً. ويأمل مؤيدو هذه المبادرات في أن تشجع على إنشاء المزيد من الفرق. وأقامت كل من الاتحادات الآسيوية والاتحادات الأصغر في غرب آسيا بطولاتها الأولى للأندية النسائية في عام 2019. وافتتح الاتحاد الأفريقي بطولة الأندية النسائية العام الماضي في القاهرة، في حين تقام مباريات بطولة هذا العام في المغرب، حيث ستحصل الفرقة الفائزة على جائزة قدرها 400 ألف دولار. وتبقى هذه الجائزة أقل بكثير من جائزة الـ2.5 مليون دولار التي يحصل عليها منتخب الرجال الفائز. وفي مصر يظهر التباين الصارخ بين الرياضة الرجالية والنسائية، فالفرق الرجالية الكبرى هي الفرق الثرية والتي تفوز بالبطولات الإقليمية بانتظام، بينما تتدهور كرة القدم النسائية على الرغم من الجهود المتكررة لإحيائها. هناك فريق واحد، يفوز بمعظم مسابقات السيدات، هو وادي دجلة. مواهب صاعدة بتمويلات قليلة مواهب صاعدة بتمويلات قليلة وتواجه المرأة المصرية ردود فعل شعبية عنيفة، ففي عام 2020، قوبل فوز منتخب السيدات تحت 20 عاماً على لبنان بوابل من عبارات التحرش الجنسي على وسائل التواصل الاجتماعي، مع تعليقات فاضحة وسخرية من الفتيات اللاتي، وفق التعليقات، لا يجب أن يلعبن كرة القدم. لكن ما كان مقلقاً أكثر هو رد فعل المسؤولين في البلاد؛ علقوا المباريات القادمة وطردوا الجهاز الفني للفريق، ما أثار مخاوف من حل الفريق بأكمله، لكن ظهرت اللاعبات في برامج حوارية تلفزيونية وتحدثن من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فنجا الفريق من الحل. في ظل كل هذه الصعوبات يعول البعض على الضغط الخارجي الذي قد يعطي المرأة المصرية دفعة في الرياضة. فمثلاً سيطلب دوري أبطال أفريقيا من الأندية المشاركة في بطولة الرجال أن يكون لديها أيضا فرق نسائية. وتلعب السياسة، إضافة إلى المعارضة الاجتماعية دورا كبيرا في اللعبة النسائية، ويظهر هذا جليا في مناطق مختلفة. على سبيل المثال، تنشط كرة القدم النسائية نسبياً في الضفة الغربية، إلا أنها غير موجودة فعليا في قطاع غزة. سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة محافظون بشكل عام. ولا تمنح حركة حماس المسيطرة على القطاع مساحة كبيرة لحريات المرأة، كما أن اقتصاد القطاع مصاب بالشلل بسبب الحصار الإسرائيلي، لذلك، فليس هناك سوى القليل لإنفاقه على ما يعتبر أنشطة ترفيهية. وأحد الفرق الرياضية النسائية القليلة في غزة هو فريق بيت حانون الأهلي للشباب، حيث تلعب 20 فتاة كرة القدم وكرة السلة. يرتدين القمصان طويلة الأكمام والسراويل الطويلة عوضا عن القصيرة. تقول مها شبات، مديرة الفريق، إن البنات بمجرد بلوغهن 17 عاماً، يتوقفن عن اللعب للزواج غالباً، وتضيف أن لا دعم للرياضة النسائية في قطاع غزة. أما راما عاشور، وهي لاعبة في فريق كرة القدم تبلغ من العمر 14 عاما، فتأمل في أن تستمر في اللعب بل وحتى اللعب في فريق وطني، وتحاول التفكير بإيجابية في القيود المجتمعية والنظر إلى النقد كدافع للمضي قدماً وتحدي الجميع. في حين ترى هالة قاسم أن حلمها بأن تصبح لاعبة محترفة في هذا المجتمع مستحيل.

مشاركة :