ربطت مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة، في عددها الصادر الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني 2016، بين صورة الطفل السوري إيلان وبين لاجئين تحرشوا بنساء، ليلة رأس السنة، في مدينة كولونيا الألمانية، فيما لاقي الرسم انتقادات كبيرة عبر الشبكات الاجتماعية متهمين الصحيفة بنشر الكراهية ضد اللاجئين والعرب والمسلمين في أوروبا. القسم العلوي من الرسم الكاريكاتوري تضمن رسمًا للطفل إيلان، كما ظهر في الصورة التي انتشرت في أنحاء العالم، بعد أن قذفت الأمواج بجثته على الشواطئ التركية، وفي القسم السفلي، ظهر رسم يصور مجموعة من اللاجئين يتحرشون بالنساء، وحمل الرسم عبارة لو كبر إيلان، ماذا كان سيصبح؟. الصحيفة زعمت أنها تسخر فقط من أولئك المصابين بالإسلاموفوبيا وأولئك الذين يكرهون اللاجئين، لكن ما نشرته الصحيفة لقي إدانة على نطاق واسع واتُّهمت بالعنصرية السافرة وبنشر الكراهية. وقوبل الرسم بانتقادات واسعة على الشبكات الاجتماعية، حيث اتهم مستخدموا المواقع، المجلة بـ التعميم وتصوير جميع اللاجئين كمتحرشين. وصف مستخدمو تويتر الصورَ بأنها مقرفة وعديمة الذوق، كما قارنوها بمجلة Der Sturmer النازية، فكتب أحد مستخدمي تويتر، واسمه كريس إيريون، أن كل من يعمل في صحيفة تشارلي إيبدو هم من الأشخاص الأكثر تعصباً والأكثر عنصريةً في العالم. بينما كتب مستخدم آخر، اسمه كريس آبلغيت، ساخراً أن تشارلي إيبدو هي في الحقيقة صحيفةٌ يسارية، معادية للعنصرية وصادقة. من جهته، قال الرسام الذي رسم الكاريكاتور لوران سوريسو، في تصريحات صحفية، إنه رسم الكاريكاتور للتعبير عمّا لا يجرؤ الآخرون على قوله، مضيفًا أردت تناول الموضوع بشكل أكثر وضوحًا، ودفع الناس للتفكير وإلا سيظلون دائمًا في إطار تفكير واحد، وفق تعبيره. وسائل إعلام ألمانية كانت ذكرت أن الشرطة بمدينتي كولونيا وهامبورغ، تلقت العشرات من الشكاوى، حول تعرض نساء وفتيات لمضايقات وتحرش واعتداءات جنسية وسرقة من قبل لاجئين، ليلة 31 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أثناء الاحتفال برأس السنة الجديدة. الصحيفة سخرت مسبقاً من نبي الإسلام محمد ص، وأثارت رسومها المسيئة ردود فعل غاضبة في الدول العربية والإسلامية، وأثناء حزن العالم بعد انتشار صورة إيلان وهو غريق على السواحل التركية سخرت منه ومن مأساة اللاجئين برسم كاريكاتوري أثار غضب الجميع. جدير بالذكر أن الأخوان سعيد وشريف كواشي، شنوا هجومًا على مقر مجلة شارلي إيبدو في 7 يناير/ كانون الثاني 2015، وقتلوا 12 شخصًا، بينهم رسامين اثنين وكتاب مشهورين في المجلة، فيما قتل الأخوان في وقت لاحق، خلال عملية للشرطة الفرنسية.
مشاركة :