حظيت صورة مؤخرا بإعجاب كبير على مواقع التواصل الاجتماعي بالصين، وتظهر الصورة فلاحا يقود آلة زراعية لحصاد الأرز على الحقول الزراعية الشاسعة المكتسية باللون الأصفر، وعلى خلفيتها قرى وجبال، لتشكل مشهدا قرويا يتحلى بجمال بالغ في موسم الخريف بالبلاد. ورصد هذا المشهد مراسل صيني في ضاحية ولاية يانبيان التابعة لمقاطعة جيلين شمال شرقي الصين، وتُعتبر صورة مصغرة لمشاهد الحصاد على بقاع الصين خلال موسم الخريف. وحسب مسح أجرته وزارة الزراعة والشؤون الريفية الصينية بشأن الأوضاع الزراعية في الـ31 من أكتوبر الماضي فإن أعمال الحصاد قد أُنجزت في 1.191 مليار موه من الأراضي الزراعية في أنحاء الصين خلال موسم الخريف، ويشكل ذلك 91.2% من أعمال الحصاد. وفي الوقت نفسه، تبادر مختلف المناطق بانتهاز الوقت لإجراء أعمال الحصاد، وذلك بهدف ضمان سلاسة حصاد كل الحبوب. وإذا ترغب الصين في أن تكون قوية، فلا بد لها من تقوية قطاعها الزراعي. وأشار تقرير المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني بوضوح إلى ضرورة تسريع خطوات بناء دولة زراعية قوية. ويردد الناس أقوالهم دائما التي مفادها بأن الصين دولة زراعية كبيرة، ويشير ذلك بشكل رئيسي إلى حجم قطاعها الزراعي الكبير. ومازال حجم القطاع الزراعي الصيني الكبير وعدم قوته يشكل عنق زجاجة لتنمية زراعتها. وسواء كانت تلبية تطلعات الشعب إلى حياة جميلة، أو مواجهة التغيرات الكبيرة التي لم يشهدها العالم منذ قرن، فكلاهما يتطلب منا تسريع خطواتنا في بناء دولة زراعية قوية، وترسيخ أسس الأمن الغذائي على نحو شامل. ولا شك أن بناء دولة زراعية قوية هو قضية كبيرة تتطلب جهودا دؤوبة لإنجازها. وفي الوقت الراهن، تبدو المشاهد الجميلة التي تظهر مزارعين ترتسم البسمات على وجوههم ينشغلون بالحصاد هي أجمل لوحة في موسم الخريف، كما أنها دليل ورمز لجهود البلاد الرامية لتحوُّلها إلى دولة زراعية قوية.