أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أمس، أن جماعة «الحوثي» الإرهابية ارتكبت جرائم حرب منذ انتهاء اتفاق السلام الشهر الماضي، مشيراً إلى هجمات لقناصة وعمليات قصف. وفشلت جهود الأمم المتحدة في تجديد اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، بسبب تعنت ميليشيات «الحوثي»، وهو ما بدد آمال بعض اليمنيين في إبرام اتفاق أوسع من شأنه تخفيف المشاكل الاقتصادية وإطالة أمد الهدوء النسبي بعد أكثر من سبع سنوات من القتال. ويقول مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان منذ انتهاء الهدنة قبل شهر، إنه تحقق من ثلاث وقائع قصف «حوثي» أسفرت عن مقتل صبي ورجل وإصابة آخرين، إضافة إلى ثلاث وقائع إطلاق نار من قناصة، محملاً ميليشيات «الحوثي» المسؤولية عن هذه الهجمات. وقال جيريمي لورانس، المتحدث باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك: «نشعر بقلق بالغ على سلامة المدنيين وأمنهم». وتابع: «الاستهداف المتعمد للمدنيين والمنشآت المدنية محظور بموجب القانون الدولي، ويشكل جريمة حرب». وقال متحدث باسم الأمم المتحدة في نفس الإفادة الصحفية بجنيف، أمس، إن الجهود مستمرة لإحياء اتفاق الهدنة الأممية في اليمن. كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الأول، أن المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، يزور منطقة الشرق الأوسط، الأسبوع الجاري «لدعم جهود تجديد وتوسيع الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن». وأكدت الوزارة أن العالم يراقب أفعال ميليشيات «الحوثي»، وحثتهم على «التعاون من أجل السلام». وقالت الوزارة، في بيان: «نذكر الحوثيين بأن العالم يراقب أفعالهم، ونحثهم على التعاون مع الأمم المتحدة، والاستماع إلى نداءات اليمنيين من أجل السلام». وأضافت: «السبيل الوحيد لإنهاء ثماني سنوات من الحرب المدمرة هو من خلال وقف دائم لإطلاق النار، وتسوية سياسية تسمح لليمنيين بتقرير مستقبل بلادهم». وفشلت الجهود الأممية السابقة في تجديد الهدنة منذ انتهائها، الشهر الماضي، رغم التحركات الدولية بقيادة المبعوثين الأميركي والأممي، جراء رفض ميليشيات «الحوثي» الإرهابية. يأتي ذلك، فيما قالت الأمم المتحدة، أمس، إن 343 مدنياً لاقوا حتفهم أو أصيبوا بسبب ألغام وذخائر لم تنفجر من مخلفات الحرب في عدد من محافظات اليمن خلال ستة أشهر من الهدنة الإنسانية التي رعتها المنظمة الدولية. ودأبت ميليشيات «الحوثي» الإرهابية على زراعة الألغام الأرضية بصورة عشوائية في مناطق مدنية، فيما تؤكد الحكومة اليمنية أنها بحاجة إلى 48 مليون دولار لتمويل عملية نزع الألغام التي زرعها «الحوثيون» منذ بداية الحرب. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باليمن في بيان، على «تويتر»: «الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة تسببت في مقتل وإصابة 343 مدنياً خلال الفترة بين أبريل وسبتمبر 2022، بواقع 95 قتيلاً و248 جريحاً». وأضاف أن «هذه الألغام والذخائر غير المنفجرة تواصل إلحاق خسائر فادحة بالمدنيين في اليمن، لاسيما الأطفال والنساء، ولا تزال تشكل الخطر الأكبر الذي يواجه المدنيين هناك»، دون مبالاة من الميليشيات الإرهابية. وتؤكد تقارير حقوقية وأممية سابقة أن عدد ضحايا الألغام «الحوثية» في اليمن تجاوز عشرة آلاف مدني، أغلبهم من النساء والأطفال، كما أن هناك أكثر من مليوني لغم أرضي زرعت في مختلف أنحاء البلاد خلال الحرب الدامية بالبلاد
مشاركة :