يقع بئر "غرس" جنوب المسجد النبوي الشريف في حي العوالي, ويبعد نحو 1500 متر شمال شرق مسجد قباء, ويستقطب العديد من الزائرين للاطلاع على هذا المكان الذي تم إعادة تأهيله وتطويره إذ يعدّ أحد المعالم التاريخية والأثرية المرتبطة بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة. وحظي "بئر غرس" بالعناية بوصفه معلماً تاريخياً بارزاً تم حفره قبل نحو 15 قرناً, وقد دشّن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة, مؤخراً, اكتمال أعمال تطوير البئر, ضمن 8 مساجد ومواقع أثرية جرى صيانتها بعناية, وإعادة تأهيلها والمحافظة على طابعها المعماري, وجودة بنائها. ويتشكّل بناء البئر من الحجار البازلتية المطوية على جنبات البئر وسوره الخارجي التي تشتهر بها المدينة المنورة, وقد حفر البئر مالك بن النحاط, وهو جدّ الصحابي الجليل سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك النحاط الذي نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بداره عند قدومه إلى المدينة مهاجراً من مكة, وكان سعد بن خيثمة – رضي الله عنه - هو مالك البئر في ذلك الزمن. ونُسِبَ إلى بئر غرس روايات تتّصل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - منها أنه عليه الصلاة والسلام شرب منها, ودعا لها بالبركة, ورؤيته أنه أصبح على بئر من آبار الجنة, ووصيته لعلي بن أبي طالب – رضي الله عنه – بأن يغسله بسبع قربٍ من بئر غرس حين وفاته عليه الصلاة والسلام. ويستقبل موقع البئر اليوم العديد من الزائرين والأهالي بعد اكتمال عمليات تطوير وترميم البئر, وإعادة إحيائها, إذ تم إحاطة سقف البئر بساتر حديدي مرتفع لحماية البئر ومرتادي المكان الذي يتضمّن مصلّى أثرياً محاذياً لموقع البئر, كما تحيط بالبئر ساحة مكسوة بالصخور الطبيعية, وسور بارتفاع مترين, كما أعيد ضخّ المياه من البئر, وتوفير مصادر مياه من ماء البئر لسقيا الأشخاص الذين يتوافدون إلى موقع البئر لمشاهدة معالمه كأحد المواقع التي ارتبطت بحياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المدينة المنورة, واستذكار جوانب من سيرته العطرة.
مشاركة :