البابا فرنسيس يترأس قداساً حاشداً في البحرين عشية اختتام زيارته

  • 11/5/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وتزامنت زيارة البابا مع انتقادات حقوقية لسياسة التمييز التي تتبعها السلطات وتطال معارضين وسجناء سياسيين، على خلفية اضطرابات شهدتها البلاد عقب تظاهرات مطالبة بتغيير نظام الحكم في 2011. في استاد البحرين الوطني في منطقة الرفاع، استقبل المؤمنون، غالبيتهم الساحقة من العمال المهاجرين، البابا فرنسيس بالدموع والتصفيق، بينما جال بينهم في السيارة البابوية قبل أن يترأس قداساً "من أجل العدل والسلام". وحضر المشاركون في القداس منذ ساعات الصباح الأولى وتوزعوا على المقاعد المخصصة لهم. وصافح البابا رجالاً ونساء وبارك أطفالاً هتفوا له. ولم يقو كثر على حبس دموعهم من شدة تأثرهم بعدما أصبح "الحلم حقيقة". وقالت أرنيدا كوينكال (38 عاماً) التي تعمل في السعودية منذ 13 عاما في مجال الرعاية الصحية "أنا سعيدة للغاية (...) لطالما أردت الذهاب إلى روما لزيارتها وحضور قداس يترأسه البابا. كنت أعلم ان ذلك بعيد المنال، لكنه تحقّق اليوم. إنها لحظة رائعة لنا". والقداس الذي حمل شعار "من أجل العدل والسلام" هو القداس الجماعي الثاني الذي يترأسه البابا في دولة خليجية بعد زيارته التاريخية الى الإمارات عام 2019 وتوقيعه وثيقة تاريخية حول الأخوة الإنسانية مع شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب. ويقطن البحرين، التي تحترم حرية العبادة وتقيم علاقات دبلوماسية مع الفاتيكان منذ العام 2000، نحو ثمانين ألف مسيحي كاثوليكي، هم عمال من الهند والفيليبين بشكل أساسي، من إجمالي 1,4 مليون نسمة. سجن "تعسفي" منذ وصوله الى البحرين حيث ألقى ستة خطابات، بسط البابا فرنسيس مجدداً يده للحوار مع الإسلام، داعياً الى تعزيز قيم التسامح واحترام الآخر. ولم تخل خطاباته من رسائل حقوقية أكد خلالها "الحق في الحياة" لكل شخص، في إشارة الى عقوبة الإعدام السارية في المملكة الخليجية والتي تندد بها منظمات حقوقية وعائلات المحكومين. وأعلن معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، ومقره لندن، أن عائلات عدد من المحكومين بالإعدام وسجناء سياسيين تجمعوا السبت أمام مدرسة القلب المقدس، قبل وقت قصير من وصول البابا إليها لعقد لقاء شبابي، مطالبين بلقائه. وفي شريط فيديو نُشر على تويتر، ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من مكان وتوقيت تصويره، ظهر قرابة عشرة أشخاص غالبيتهم نساء وأطفال، يحمل عدد منهم لافتات باللغة الانكليزية، بينما كان شرطي يحاول ثنيهم عن تحرّكهم. وحملت هاجر منصور، والدة الناشط نزار الوداعي لافتة جاء فيها "التسامح غير موجود بالنسبة إلينا في البحرين". واحتجزت الشرطة المتظاهرين لفترة وجيزة، قبل أن تفرج عنهم وتنقلهم سيارة تابعة لها الى مركز تسوق قريب، بعدما سجلت أسماءهم الكاملة وأرقام سجلاتهم، وفق ما أفاد مدير المناصرة في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية سيد أحمد الوداعي. وسأل الوداعي في بيان "لما لا يتم السماح للعائلات بلقاء البابا؟ إنه طلب بسيط. هم يودون مقابلة البابا والمطالبة بالإفراج عن أفراد عائلاتهم المسجونين بشكل تعسفي". ودعت تسع منظمات حقوقية بينها هيومن رايتس ووتش الثلاثاء البابا فرنسيس إلى الضغط على السلطات لـ"إلغاء عقوبة الإعدام، والتحقيق بجدية في مزاعم التعذيب وانتهاكات الحق في محاكمة عادلة". ووجّهت عائلات 12 محكوما بالاعدام الخميس إليه رسالة حثّته على طلب تخفيف الأحكام بحق أبنائها وإثارة انتهاكات حقوق الانسان مع السلطات البحرينية. وكان البابا شدّد في خطابه الأول الخميس أمام كبار المسؤولين ودبلوماسيين، على أهمية ألا يكون هناك "تمييز ولا تُنتهك حقوق الانسان الأساسية، بل يتم تعزيزها". وأضاف "أفكر قبل كل شيء في الحق في الحياة، ضرورة ضمانه دائماً، حتى عند فرض العقوبات على البعض، حتى هؤلاء لا يمكن القضاء على حياتهم"، في إشارة ضمنية الى عقوبة الإعدام. في 2017، نفّذت البحرين أول عملية إعدام بعد سبع سنوات من إعدام آخر شخص. ومنذ ذلك الحين، أعدمت ستة أشخاص، بعضهم على خلفية قضايا ترتبط بالاضطرابات التي شهدتها البلاد في 2011. وهناك 26 شخصا محكوم عليهم بالإعدام. قنوات "مساءلة" وتنفي السلطات البحرينية الانتقادات ذات الطابع الحقوقي التي تطالها. وقال وزير المالية والاقتصاد الوطني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة لوكالة فرانس برس الجمعة "لدى البحرين مبادرات هامة للغاية في ما يتعلق بإصلاح العدالة الجنائية وهناك قنوات واضحة للغاية يمكن لأي من المدعيين التقدم بتظلماتهم لديها، ثمة مؤسسات مسائلة راسخة في المملكة". وتعليقاً على تأكيد البابا على "الحق في الحياة"، قال المسؤول البحريني إن "إشارة قداسة البابا في خطابه كانت مرجعية عامة يمكن طرحها في بلدان تمثل ستين في المئة من سكان العالم". وتشيد السلطات البحرينية بمضامين خطابات البابا فرنسيس منذ وصوله. ويختتم الحبر الأعظم الذي يعاني من آلام مزمنة في الركبة، تجعله يعتمد على كرسي متحرك وعصا في تنقلاته، زيارته الأحد الى البحرين. ويلتقي صباحاً الأساقفة والكهنة والعمال الرعويين في كنيسة القلب المقدس، على أن تُختتم زيارته بمراسم وداع في قاعدة الصخير الجوية الملكية عند الساعة 12,30 بالتوقيت المحلي (9,30 ت غ)، يغادر بعدها الى روما. وزيارة البحرين هي الرابعة التي يجريها الحبر الأعظم الى الخارج هذا العام، والتاسعة والثلاثين منذ انتخابه على سدّة الكرسي الرسولي عام 2013.

مشاركة :