برز مجسم لدائرة شوكية مجسدة في عمل فني حمل عنوان “مناجاة” للفنانة زهرة الغامدي داخل معرض نور الرياض بعنوان (الشعاع إلى الشغف) وظهرت تجليات هذا العمل لتلفت الانتباه لمحتوى يدعو إلى تأمل وتفكر، في الممارسات البشرية على هذا الكوكب الذي يئن تحت وطأة ظروف التدهور البيئي، والحروب، بجانب المجاعات. تشكلات المجسم وتشكّل المجسم من مواد كريستالية مشابهة لقطرات الماء والمطر ملتصقة في الشوك، إلى جانب توظيف تفاصيل الإضاءة على هذا العمل، في تعبير من الفنانة عن أن الضوء صورة حقيقية للأمل الذي يغسل الألم الكامن في جوف هذه الأرض؛ لتعود كما كانت. وفي حديثها للعربية.نت قالت إن اللوحة هي مناجاة وهو تعبير مجازي يوجه فيه المتحدث حديثه إلى شخص غير مادي، وعادة ما تبدأ المناجاة بـ(نداء) أو عملية استحضار لهذا الشخص. وفي هذا العمل الذي أسميته “مناجاة”، هناك نداء توجهه الأرض إلى البشر. نداء يتدفق بصورة شاعرية شجية تناجي فيها الأرض البشر للالتفات لها. كما نعلم أننا نرى الأرض هي المكان الذي يجمع الحي والميت، والغابات والأشجار، والبساتين والحقول، والمحيطات والخلجان والأودية، والسهول والصحاري، والأنهار والبحيرات، وكل الألوان الزاهية والساحرة والأخاذة من الحدائق والبساتين والغابات، وذلك ما يؤكد أن هذا الكوكب هو بحق هبة كبيرة. تقدير الكوكب ولكن هذا الكوكب الرائع يحتاج منا نحن البشر التقدير، فالغابات تُقطع، والأنهار تُلوث، والآلاف من الكائنات الحية على وشك الانقراض بسبب الصيد الجائر، ناهيك عن المخلفات والملوثات التي تُرمى بملايين الأطنان، وأدخنة المصانع وعوادم من السيارات والقطارات والطائرات، والحرائق والتصحر. هذا النشاط البشري لا يتوقف عن الهدم ولا ينفك عن تهديد الأرض. وذكرت أن العمل الذي استطاعت صوغ رؤيته، مستوحى من الطبيعة، وبخاصة الشوك، أو ما يسمى بشجر الطلح. إذ جرى تنفيذه عبر أشواك تلك الأشجار؛ ليصبح مجسم كوكب الأرض على شكل دائرة شوكية. عمل متواصل ولفتت الغامدي إلى أن هذا العمل استغرق تنفيذه نحو شهرين، مستخدمة خامات طبيعية مثل أشواك الطلح، وأغصانها الميتة، وتقول: كلما كنت أسافر إلى منطقة الباحة، أحاول جمع عددٍ لا بأس به من تلك الأشجار، وخلال خمسة أعوام نجحت في جمع عدد كافٍ من أشواك الطلح، واستطعت الاستفادة منها في الخروج بصيغة هذا العمل. الفن الأرضي وأشارت أن أعمالها تتمحور حول الذاكرة والتاريخ وتستكشف ذلك من خلال الهندسة المعمارية التقليدية وما يتعلق بها من وسائط وطرق التجميع والتركيب، حيث تُوصف أعمالها بالفن الأرضي و مراحل صناعة أعمالها التركيبية يمكن وصفها بالشاقة والدقيقة، حيث تقوم بتجميع جزيئات من الأرض والطين والأحجار والجلد والماء التي ترتكز على الوسائط المستخدمة ومراحل صناعة أعمالها على فكرة “الذاكرة المجسدة” لترجمة وتحديد مواضيع تتعلق بالهوية الثقافية والذاكرة والفقدان. مبينة أنها تأثرت بالمحيط الذي نشأت فيه في المنطقة الجنوبية الغربية من السعودية المليئة بالعمارة العسيرية التقليدية والذي ظهر واضحاً في طرق ممارستها للفن. المصدر: العربية نت. فنانة سعودية تجسد المناجاة على شكل دائرة شوكية بمعرض نور الرياض -صور مزمز
مشاركة :