القدس – استحوذ التصعيد الفلسطيني-الإسرائيلي، على الاتصال الأميركي الأول بقيادتي البلدين، وسط مخاوف من تزايد وتيرة العنف بعد فوز معسكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بانتخابات الكنيست، وشروعه في مفاوضات لتشكيل حكومته. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تحدث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الجمعة، في أول اتصال هاتفي بعد أن قاد الزعيم الإسرائيلي المخضرم بنيامين نتنياهو تحالفا يمينيا متطرفا للفوز في الانتخابات العامة. ووفقا لتقرير "وفا" فقد "أكد وزير الخارجية الأميركي أن إدارته تبذل الجهود وتجري الاتصالات لتهدئة التصعيد الجاري حاليا". في إشارة إلى الضفة الغربية. وأضافت أنه "تم الاتفاق خلال الاتصال على استمرار الاتصالات في الفترة المقبلة". وخلال الاتصال أطلع الرئيس عباس، بلينكن على الاعتداءات التي يتعرض لها الفلسطينيون في المدن والقرى والمخيمات، ومدينة القدس. وأشارت الوكالة إلى أن عباس جدد مطالبته للإدارة الأميركية بـ"إلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلية بالتوقف عن هذه الجرائم بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا"، فيما "تم الاتفاق على استمرار الاتصالات في الفترة المقبلة. وقال مسؤول فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه، إن عباس ومساعديه حذروا واشنطن من احتمال تفجير شامل للأوضاع في الضفة الغربية لاسيما بعد فوز معسكر اليمين بزعامة نتنياهو في انتخابات الكنيست الإسرائيلي التي جرت قبل ثلاثة أيام. وذكر المسؤول أن بلينكن أكد ضرورة ضبط الأوضاع في الضفة الغربية وأن واشنطن تتابع تطورات المشهد بقلق وستعمل على تقديم اقتراحات للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للتهدئة. وأبدى بلينكن في اتصال هاتفي آخر برئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته يائير لابيد الخميس، قلقه إزاء "تصاعد العنف بالضفة الغربية"، وأكد ضرورة قيام جميع الأطراف بوقف تصعيد الموقف بشكل عاجل"، بحسب بيان صدر الجمعة، عن نيد برايس متحدث الخارجية الأميركية. وقتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 100 فلسطيني في الضفة الغربية هذا العام فيما وصفته الأمم المتحدة بأنه من المتوقع أن يكون أكثر الأعوام دموية للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 2005 عندما بدأت المنظمة في رصد القتلى. وأسفرت سلسلة من الهجمات الدامية التي شنها فلسطينيون في شوارع إسرائيل والمستوطنات الإسرائيلية عن مقتل 20 شخصا، كما قُتل أربعة من قوات الأمن الإسرائيلية هذا العام. وقال بيان المتحدث إن بلينكن أشاد أيضا بإسرائيل لانتخاباتها الحرة والنزيهة و"أكد قوة العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل". وأكدت الانتخابات الإسرائيلية الخامسة في أقل من أربع سنوات عودة نتنياهو المدعوم الآن بأحزاب قومية متطرفة ودينية أصغر. وتضم كتلته الفائزة النائب إيتمار بن غفير، وهو مستوطن يعيش في الضفة الغربية وعضو سابق في كاخ المدرجة على قائمتي مراقبة الإرهاب في كل من إسرائيل والولايات المتحدة. وبينما تحفظت واشنطن على الإبداء العلني لأي تقييم بانتظار تشكيل الائتلاف الجديد في إسرائيل، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأربعاء على "القيم المشتركة" بين البلدين. ويأتي هذا في وقت تحدثت تقارير إسرائيلية، عن قلق لدى قيادة السلطة الفلسطينية بسبب انتصار اليمين في الانتخابات الإسرائيلية، وتوقعات بازدياد وتيرة التصعيد. ووفق موقع "نيوز1" العبري، يطالب كبار المسؤولين رئيس السلطة الفلسطينية عباس، بصياغة استراتيجية جديدة ضد إسرائيل والمصالحة مع حركة حماس. وعاد رئيس السلطة الفلسطينية إلى رام الله من مؤتمر القمة العربية في الجزائر، حيث طالب الدول العربية بالعمل على عقد مؤتمر دولي للسلام، والحصول على الحماية الدولية للفلسطينيين من الهجمات الإسرائيلية. وأوضح الموقع العبري، أن السلطة الفلسطينية لم تتفاجأ بهزيمة حكومة لابيد- بينيت في انتخابات الكنيست، حيث تتابع قيادة السلطة الفلسطينية بدقة المزاج في إسرائيل، ومن منظورها كان تغيير الحكومة في إسرائيل متوقعًا. وأضاف الموقع "يكتنف التشاؤم الآن رئيس السلطة الفلسطينية عباس، ورفاقه حسين الشيخ وماجد فرج، وبالنسبة لهم، فإن الحكومة اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو والقائدين الدينيين إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، هي كابوس مستمر للسنوات الأربع المقبلة". وأشار الموقع إلى أن السلطة الفلسطينية ستحاول الضغط على الليكود، وتقديم الحكومة الإسرائيلية الجديدة للعالم كحكومة فاشية متطرفة وعنصرية لا مجال معها للتفاوض والتوصل إلى اتفاق سياسي. ولفت إلى أن التقييم الوضع من قبل القيادة الفلسطينية بأن نتائج الانتخابات في إسرائيل ستؤدي إلى دفن اتفاقيات أوسلو، ولهذا السبب تخطط السلطة الفلسطينية لشن حملة دولية شرسة ضد الحكومة اليمينية الجديدة بقيادة نتنياهو.
مشاركة :