أكد عدد من الاقتصاديين والمختصين على تميز الجهود التي تبذلها المملكة على المستوى المحلي والدولي في مواجهة تحديات المناخ التي تعد التهديد الأخطر الذي يواجه كوكب الأرض ومن عليها، بدءا بالتزامها المستمر بالوفاء بتعهداتها التمويلية لمواجهة الآثار الضارة للتغيرات المناخية ودعم جهود التكيف مع المناخ، وعملها المتواصل لمواجهة هذه المشكلة ومعالجتها عبر العديد من المبادرات والمشاريع الهادفة للوصول إلى أشكال من الطاقة تكون شاملة ومستدامة ونظيفة، وأشاروا إلى أن الإعلان عن عزم المملكة على إطلاق النسخة الثانية من قمة مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" ومنتدى مبادرة "السعودية الخضراء"، من قبل سمو ولي العهد، في مدينة شرم الشيخ على هامش مؤتمر المناخ 2022، الذي يعد جزءا من اتفاقية الأمم المتحدة بخصوص التغير المناخي، يعكس تلك الجهود الكبيرة المبذولة في هذا الجانب ويوضح مدى اهتمام المملكة وسعيها للتعاون البناء مع مختلف الشركاء الدوليين والإقليميين لمكافحة التغير المناخي والإسهام في تحقيق المستهدفات العالمية لإيجاد بيئة أفضل للجميع تنعم بها الأجيال القادمة. وقال الاقتصادي، أسامة بن حريب، تميزت المملكة بعملها المشترك مع المجتمع الدولي والمنفرد لمواجهة تحديات المناخ التي تعد التهديد الأخطر الذي يواجه كوكب الأرض ومن عليها، وتظهر تلك الجهود بشكل واضح في إعلان سمو ولي العهد، عن مبادرة "السعودية الخضراء" في نهاية العام الماضي، لتحقيق الاستدامة البيئية، إضافة إلى تعهدات المملكة المستمرة بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060م، وزيادة حصة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء إلى 50 % بحلول عام 2030م، وخفض انبعاثات الميثان بنسبة 30 % بحلول العام نفسه، تماشياً مع التعهد العالمي بشأن الميثان، كما يظهر أيضا في دعمها المتوالي للدول الأقل نمواً لمواجهة الآثار السلبية الناجمة عن السياسات المتعلقة بالتغير المناخي، دون تعطيل تنميتها المستدامة. وأشار، أسامة بن حريب، إلى أن إعلان المملكة العزم على إطلاق النسخة الثانية من قمة مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر"، ومنتدى مبادرة "السعودية الخضراء"، على هامش مؤتمر المناخ 2022 المنعقد بمدينة شرم الشيخ، يظهر للجميع بعضا من جهود المملكة الرائدة في تنمية الاقتصاد الدائري للكربون، وجهودها المبذولة في أعمال التشجير الذي له دور أساسي في مقاومة زيادة الكربون وتغير المناخ وحماية البيئة الطبيعية. بدوره قال الاقتصادي، محمد عبدالحميد آل ذاكر بخاري: إن جهود المملكة المبذولة لمواجهة تحديات تغيرات المناخ وسلبياتها على البشرية جمعاء واضحة للعموم ومنها على سبيل المثال لا الحصر تعهد المملكة بإنشاء منصة تعاونية لتسريع تنفيذ الاقتصاد الدائري للكربون، ومركز إقليمي لتغير المناخ، ومراكز إقليمية لاستخدام، تخزين الكربون، والإنذار المُبكر بالعواصف، كما أنها تتبنى أكثر من 53 مبادرة يفوق حجم الاستثمارات فيها 185 مليار دولار، يختص البعض منها الوصول بالطاقة المتجددة لحصة 50 في المئة من الطاقة الإنتاجية لمزيج الكهرباء، ناهيك عن البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة،الذي ظهرت إيجابيته المؤثرة في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة في قطاعات الصناعة والنقل البري والمباني، حيث قدّر الوفر المحقق في سنة 2020 بـ 357 ألف برميل نفط مكافئ يومياً. وأشار، محمد بخاري، إلى أن مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" التي بادرت بها المملكة تعد عاملاً محفزاً للتأثير العالمي، ونموذجا ناجحا للتعاون الدولي في العمل المناخي على نطاق واسع، إذ تستهدف زراعة 50 مليار شجرة، واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، ودعم الحد من الانبعاثات، في المنطقة، التي تعادل 670 مليون طن سنوياً. بدوره قال، المستشار الدكتور عبدالله كريشان، لقد سخرت المملكة خبراتها وريادتها التي تمتد لعقود في مجال الطاقة، لمواجهة تحديات المناخ والتصدي لسلبيات التغير المناخي، فبادرت إلى تبني الاقتصاد الدائري للكربون ليكون نظاماً مترابطاً متكاملاً ومستداماً لإدارة الكربون من خلال أربعة محاور هي تخفيض الكربون، وإعادة استخدامه، وإعادة تدويره، والتخلص منه، كما شجعت مبدأ الشمولية في استخدام التقنيات النظيفة بما فيها الطاقة المتجددة وتقنيات المواد الهيدروكربونية النظيفة، وباشرت بإشراك غيرها من دول العالم في ذلك الجانب، من خلال مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" التي تعمل على إعادة استخدام الانبعاثات الكربونية وإعادة تدويرها، عبر تحويلها إلى وقود صناعي، ومواد أولية صناعية، ومغذيات زراعية، ومواد كيميائية، وغير ذلك. وأشار د. عبدالله كريشان، إلى عدد من الأمثلة التي تظهر نجاح المملكة في مساعيها تلك كتمكنها من تصدير أول شحنة تجارية من الهيدروجين إلى اليابان في 2020م، على شكل أمونيا زرقاء، دعمًا لبرنامجها للطاقة النظيفة، وكذلك محطة تحلية مياه الخفجي التي تعد من أبرز التطبيقات العملية والنجاحات في المملكة بقطاع البحث والتطوير والابتكار، وأهم المشروعات القائمة بالمملكة التي تحقق مبدأ التحول إلى الطاقة المستدامة، وهي الأولى عالمياً في استخدام الطاقة الشمسية لتحلية المياه، كما أنه تُسهم بإزالة 10 آلاف برميل من البترول، و12 ألف طن من انبعاثات الكربون سنوياً. بدوره أشاد، رجل الأعمال، محمد الهضبان، بالجهود التي تبذلها المملكة على المستوى المحلي والدولي في مواجهة تحديات المناخ، مشيرا إلى تأكيد المملكة الدائم في مختلف المحافل الدولية على أهمية الالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي واتفاقية باريس، وضرورة تطوير وتنفيذ الاتفاقيات المناخية بالتركيز على الانبعاثات دون المصادر، من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون، كإطار متكامل وشامل لمعالجة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتعاون المشترك في مجال الإسهامات الوطنية لتحقيق ذلك. وقال، محمد الهضبان: جهود المملكة وبذلها السخي في هذا الجانب تظهر بوضح في مبادرة "السعودية الخضراء" التي تتضمن ثلاثة أهداف وطنية طموحة، هي: زيادة المناطق المحمية البرية والبحرية لتعزيز التنوع الأحيائي، وتقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030م، وتشجير المملكة من خلال زراعة 10 مليارات شجرة، وتقدّر تكلفة الحزمة الأولى من المبادرات، التي تزيد على 60 مبادرة فرعية ضمن مبادرة "السعودية الخضراء"، بنحو 700 مليار ريال، لتُسهم بذلك في نمو الاقتصاد الأخضر، وطنياً وإقليمياً وعالمياً، كما يظهر اهتمامها الكبير وطموحها الإيجابي في سعيها لتكون أكبر مزود للهيدروجين في العالم بإنتاجها 4 ملايين طن سنوياً بحلول 2030 إضافة إلى توجهها لأكبر شبكة كهربائية في الشرق الأوسط نحو زيادة إسهام مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء بنسبة تصل إلى 50 % بحلول 2030م. الدكتور عبدالله كريشان محمد آل ذاكر البخاري محمد الهضبان
مشاركة :