روائيون ينسجون آراءهم حول علاقة القارئ بالمؤلف

  • 11/7/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في ندوة نوعية شهدت حضوراً مكثفاً بمعرض الشارقة للكتاب، عكس موضوعها وضيوفها أطيافاً إبداعية متباينة، وجغرافيات ذهنية متنوعة اشتبكت فيها النتاجات الروائية الحديثة في الخليج والوطن العربي وأوروبا، مع القراءات والتأويلات الواعية لطبيعة العلاقة بين القارئ والمؤلف. وميّز الندوة مشاركة ثلاثة مبدعين أثارت رواياتهم الأخيرة أصداءً ملموسة وتفاعلات كبيرة في أوساطهم الثقافية، وخارج هذه الأوساط أيضاً من خلال الترجمة من جهة، ومن خلال تداول مواضيع رواياتهم في شبكات التواصل الاجتماعي من جهة أخرى. والروائيون المشاركون في الندوة هم: خالد النصر الله (من الكويت) مؤلف رواية: «الخط الأبيض من الليل»، ومحمد النعّاس (من ليبيا) صاحب رواية: «خبز على طاولة الخال ميلاد» الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر 2022)، وفيولا أردونيه (من إيطاليا) مؤلفة رواية: «قطار الأطفال» المترجمة إلى 34 لغة حول العالم، وأدار الندوة الإعلامية: راما مهنّا. أشارت الروائية الإيطالية فيولا إلى أن هناك عقداً غير مكتوب بين القارئ والمؤلف، وفقاً لنوعية الكتابة، واستناداً لقيمة الحساسية المتبادلة والمشاركة العاطفية بين الطرفين، مضيفة أن المسافة بين الكاتب والمتلقي محوطة بحدود معينة، ولكن رغم هذا يجب ألا يشعر القارئة بخيبة الأمل في النهاية، ولذلك يجب على المؤلفين والروائيين اختيار مواضيعهم بدقة قبل الشروع في تنفيذ مشاريعهم الإبداعية، مؤكدة على ضرورة الاعتناء باللغة واستيفاء شروط التوازن عندما يتعلق الأمر بآليات السرد وتشكيل الحبكة وتأليف الشخصيات الرئيسية في العمل الأدبي، وقالت إن الروايات الخالية من السحر ومن الحميمية الخفيّة لا يمكن لها أن تجذب القارئ، ولا تضمن للرواية النجاح والانتشار والتأثير، واستدركت قائلة إن إثارة خيال القارئ من العناصر المهمة لنجاح الحوار الإنساني بين المؤلف وجمهوره، ولا يهم ما إن كان هذا الخيال صادراً عن كذبة بيضاء يدسها المؤلف في ثنايا السرد، لأنها ستكون كذبة مشروعة من أجل تطوير الحبكة وخلق متاهة نصّية تفضي إلى مسارات ذهنية شيّقة أشبه بالحلم داخل الحلم، وبذلك يتقاسم هذه اللعبة السردية كلّ من الكاتب والمتلقّي في آن واحد، ونوّهت فيولا أن كل قارئ له تفسيره الخاص والمختلف وقد يكون متحكّما في مجريات الحدث الروائي، لذلك على الكاتب مراعاة هذه النقطة المهمة، ويقدم نصاً كوزموبوليتياً حتى لو أتى من داخل بيئة ثقافية معيّنة، فالمشاركة الإنسانية وسط المعاناة وأثناء الأزمات والآلام تنطلق من مشاعر متشابهة بيولوجيا حتى لو اختلفت البيئات وتنوعت الثقافات. أخبار ذات صلة أحمد العامري يلتقي رئيس «لقاء ريميني» الإيطالية رائد برقاوي يوقع «من يجرؤ على الحلم» مسافات متباينة بدوره أشار الروائي الليبي محمد النعّاس صاحب الرواية الإشكالية (خبز على طاولة الخال ميلاد) إلى أن العلاقة بين القارئ والمؤلف تنطوي على مسافات متباينة، وقال إن الكاتب يجب ألا يضع في ذهنه قارئاً بعينه قبل شروعه في الكتابة، بل العكس هو الذي يحدث فالقارئ هو الذي يتجه لنوعية خاصة من الأعمال الأدبية التي تلبّي احتياجاته المعرفية والتذوّقية، وبالتالي يلاحق النتاجات الجديدة لكتّاب ألِف أعمالهم وتفاعل معها إيجابيا في تجربة القراءة السابقة لهم. منطقة مشتركة الروائي الكويتي خالد النصر الله الذي وصلت روايته (الخط الأبيض من الليل) إلى ترشيحات القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، يرى أن ما يستفزّ القارئ هو ما يستفز الكاتب، فهناك قضايا في المجتمع تستقطب اهتماماً مشتركاً بين النخبة والعموم، وبين المثقف والإنسان البسيط، وبالتالي عندما يعالج كاتب ما هذه القضايا في إطار روائي فإنه يجذب القارئ إلى هذه المنطقة المشتركة، رغم اختلاف التناول وطريقة التوظيف واستثمار اللغة الأدبية للدخول في عوالم الشخصيات وتطور الأحداث المتعلقة بالقضية والمنبثقة منها.

مشاركة :