حينما ينادي بعض المختصين في علم الإدارة بأن يبدأ القائد الجديد من حيث انتهى غيره فإنهم يسطحون مشهد العمل الى درجة توحي بأن قيادة المنظمة تشبه قيادة سيارة أو تشغيل جهاز خلاط أو ربما وقوف أحد المشغلين بجانب جهاز ما ومراقبة مخزون الوقود داخله لكي يستمر في الدوران. هذه النصيحة أن تواصل من حيث انتهى سلفك تفترض ميكانيكية العمل وأتوماتيكيته بحيث أن مشهد العمل لا يحتاج سوى لمجهود بدني بعيدًا عن الأطر الأساسية للفكر الإداري المبني على التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة والتي تمثل في مجملها جهدًا فكريًا يفوق الجهد العضلي وتعجل بصنع الفارق بين منظمة وأختها وقائد واخيه. المشهد الرتيب الذي اجتاح كثيراً من قطاعات الأعمال اليوم على مستوى الاداء والمنتج مرده في الغالب لتوارث أفكار الأسلاف والتعامل معها كوصايا منزوعة من محددات الزمان والمكان والايديولوجيات والتغيرات العالمية لمشهد العمل والذي أفرز نسخا متطابقة جعلت المستفيد أكثر ملاحظة للخلل وأقل رضًا بالخدمة. أن تتسنم قيادة منظمة يعني أن يكون عقلك في كامل جاهزيته للنهوض بمستوى العمل واحداث الفرق وصنع المختلف الايجابي والمبهر، ولا يعني بحال أن تعيد جلب أفكار من سبقك لمجرد ” فضل السبق ” أو ” ميراث العمل ” فالزمان ما زال يشهد أن أمهات النجاحات المنظمية هي تلك التي رزقت بقيادات متمردة على القديم غير المجدي بل إنها تلك التي جاءت بيقين التحديث والتغيير والإبداع والتغريد بلحن طروب مختلف، صنع الفرق وأعاد ترتيب الأوراق ومضى بالمنظمة نحو آفاق جديدة من النجاح. [email protected]
مشاركة :