الأزمة الاقتصادية تدفع اللبنانيين إلى شراء السلع المستعملة .. خطط السفر تتزايد

  • 11/6/2022
  • 21:55
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في إحدى الأسواق الشعبية في بيروت، لجأ سكان العاصمة اللبنانية إلى شراء السلع المستعملة، خلال الأزمة الاقتصادية الحادة التي عصفت بالبلاد، على مدى الأعوام الثلاثة الماضية. ففي سوق صبرا المزدحمة، يدير حسين أحمد متجرا يعرض كل شيء من الملابس المستعملة والأحذية وجميع أنواع الإلكترونيات وأدوات المطبخ والأدوات المنزلية وحتى الميداليات الرياضية التي يبيعها أصحابها. وقال أحمد "هذا المحل فيه كل شيء، من (الملعقة للبراد)، أي شيء يحتاج إليه العميل متوافر، كثيرون يخططون للسفر ويبيعون ممتلكاتهم، من ألعاب الأولاد إلى عدة المطبخ والصالون والأطعمة وكل شيء". وجاء أحمد، الذي كان طالب هندسة يوما ما، من مدينة حلب السورية إلى لبنان أملا في حياة أفضل، وبدأ العمل في لبنان في مجال البناء والترميم ثم بيع الملابس الأوروبية المستعملة، حتى قرر بسبب الأزمة الاقتصادية تعلم أعمال التطريز وإصلاح الملابس والأحذية والحقائب المدرسية. ودفعت الأزمة الاقتصادية وتراجع القوة الشرائية عند عديد من المواطنين وانهيار العملة، كثيرين إلى بيع أثاثهم أو أجهزتهم الكهربائية، وفقا لـ"رويترز". وعندما يبيع الناس هذه الأشياء في متجره، يقوم أحمد بإصلاح ما يحتاج إلى الإصلاح وبيع الأغراض المستعملة بأسعار أقل من نظيرتها الموجودة في مراكز التسوق. ودخلت امرأة متجر أحمد لتبيع ثلاجتها وغسالة ملابسها، ووافقت على التحدث بشرط عدم تصويرها، وقالت "إنها باعت بالفعل جهاز التلفزيون الخاص بها وأدوات منزلية أخرى لتتمكن من دفع الرسوم المدرسية لأطفالها". وأضاف أحمد "الناس بشكل عام في بداية الأحداث كانوا يعتمدون على تصليح أغراضهم، والأن وصلوا إلى مرحلة بيع تلك الأغراض الأساسية، وتأتي لكي تصلح ما يمكن إصلاحه مثل الشنط المدرسية للأطفال، وذلك، بسبب أن وضعهم المادي صار مأساويا"، وتابع "وصل الجميع هنا إلى مرحلة تصليح ألعاب الأولاد". ويعمل أحمد - الذي كان يحلم بأن يكون رجل أعمال - سبعة أيام في الأسبوع الآن بدون أي يوم عطلة. وهو في عامه الثالث حاليا، وقد تسبب الانهيار المالي في لبنان في خفض قيمة العملة بأكثر من 90 في المائة ونشر الفقر وإصابة النظام المالي بالشلل، وهذه أكبر أزمة تزعزع استقرار لبنان منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه فراس الأبيض وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، تفشي وباء الكوليرا وتزايد الأعداد. وقال الوزير الأبيض في تصريحات "نعتبر أنه لا تزال هناك فرصة ذهبية في حال تحركنا بسرعة للحد من هذا التفشي، لكي لا ننتقل إلى مرحلة ترتفع فيها الكوليرا بأعداد عالية في كل المناطق اللبنانية، أو أن ينتقل الوباء إلى مرحلة الاستيطان". وأشار إلى "التركيز من الجميع على إجراءات الوقاية إضافة إلى إعداد قطاعنا الصحي والاستشفائي في حال ازدادت الحالات". وأعلن أن الحديث - خلال اجتماع ترأسه نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال مع ممثلي الدول والهيئات المانحة من أجل مكافحة الوباء - تمحور "حول الواقع الميداني، من وضع محطات المياه ومحطات تكرير المياه والوضع الميداني في المستشفيات والجهود التي تبذل بالتعاون مع البلديات والمنظمات الدولية والجمعيات الأهلية للحد من الانتشار".

مشاركة :