عمون - قال السفير الأذربيجاني لدى الأردن إيلدار سليموف، الأحد، إن جذور قضية إقليم قرة باغ تعود إلى بداية التسعينات من القرن الماضي، باحتلال أرمينيا تلك الأراضي خلال عامين من الحرب، ورغم صدور 4 قرارات عن مجلس الأمن عام 1993 تطالب بالانسحاب الفوري والكامل للقوات الأرمينية من الأراضي الأذربيجانية المحتلة دون شروط، إلا ان أرمينيا لم تستجب ولم يتمكن المجتمع الدولي من إلزامها بذلك، ما أكد أن على الأذربيجانيين تولي تحرير أرضهم بأنفسهم. وأكد السفير الأذربيجاني خلال فعالية نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط في عمان بعنوان "أذربيجان وتحرير إقليم قرة باغ، النتائج والتداعيات"، بحضور شخصيات أكاديمية وسياسية من أذربيجان والأردن، أن حكومة بلاده تنشط في إقامة مشاريع داخل إقليم قرة باغ الذي تحرر قبل عامين، لما يحظى به من أهمية تاريخية ودينية وثقافية لدى أذربيجان. وأوضح رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد، أن أذربيجان قدمت نموذجا في استعادة الدول لأراضيها المحتلة بقوة سواعدها وجيشها، طارحا مقاربة بين الاحتلال الأرميني لأذربيجان الذي انتهى بقوة السلاح، والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، الذي ما يزال الرهان العربي الرسمي على إنهائه عبر الأمم المتحدة، رغم فشل المجتمع الدولي في ذلك لقرابة ثمانية عقود. وذكر أن توقيع أذربيجان اتفاق سلام عقب تحرير أراضيها، يعكس نهجها السلمي في بناء علاقاتها الخارجية، إلا في حالة تعرضها للاعتداء أو الاحتلال من الغير. بدوره، أشار المدير التنفيذي للمركز بيان العمري إلى أن التحوّل الذي حصل في إقليم قرة باغ قبل عامين، يعكس أهمية الإرادة الوطنية الرسمية والشعبية في الحفاظ على مقدرات الوطن، وارتباط الشعوب والأمم بجغرافيتها المكانية ومدنها، وأن إقام هذه الفعالية تأتي ضمن دراسة التحوّلات الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الشرق الأوسط والقضايا العربية، مع السعي دوماً لتعزيز علاقات الأردن مع العالم العربي ودول العالم الإسلامي، وبما يخدم مصالحه ويعزز دوره الحيوي. فيما قال الأمين العام للجنة الوطنية في وزارة الخارجية الأذربيجانية للتعاون مع اليونسكو سيمور فاتالييف، إن "العلاقات الأردنية-الأذربيجانية، تتمتع بنمو على مستوى عالٍ في سياق الصداقة والتعاون، الذي يشهد تطوراً في المجالات كافة". وشهدت الفعالية إشهار النسخة العربية من كتاب "شوشا عاصمة أذربيجان ذات الأهمية التاريخية والاستراتيجية"، لمؤلفه الاكاديمي الأذربيجاني إيلتشين أحمدوف، والذي تناول الأهمية الثقافية والاستراتيجية لإقليم قرة باغ بشكل عام، ولمدينة شوشا التي تقع داخل الإقليم بشكل خاص، حيث تشهد المدينة مشاريع لإعادة بنائها بالصورة التاريخية الأصلية. واستعرض أحمدوف في كلمته سياسة بناء المعالم التاريخية، والتي تعرضت لعمية هدم وتشويه واعتداءات خلال الاحتلال الأرميني له، وخاصة المعالم الإسلامية والثقافية. وتناول المتحدثون تاريخ أذربيجان وارتباطاته مع العالم العربي والإسلامي منذ فجر الإسلام، ودور علماء أذربيجان في التراث العلمي الإسلامي، وأشار عدد من المتحدثين إلى ما شاهدوه أثناء زياراتهم مؤخراً لإقليم قرة باغ من ممارسات وآثار الاحتلال الأرميني ومحاولاته طمس معالم التاريخ الإسلامي في المدن الأذربيجانية التي احتلها، والتي شبهوها بممارسات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ومدنها المحتلة.
مشاركة :