انطلقت فعاليات معرض ديترويت يوم الاثنين الماضي وسط مشاركة واسعة من شركات صناعة السيارات وحضور جماهيري لافت. وتعتزم شركات صناعة السيارات والمكوّنات والتكنولوجيا الكشف عن ابتكارات جديدة في هذا المجال وطرح طرز جديدة ونماذج اختبارية في هذا المعرض الذي يشهد أيضاً الإعلان عن جائزة سيارة العام وشاحنة العام الخفيفة. وفي حين سجلت شركات صناعة السيارات الأمريكية وبعض الشركات اليابانية المنافسة لها زيادة كبيرة في المبيعات في السوق الأمريكية العام الماضي، تراجعت حصة شركة السيارات الألمانية فولكس فاجن في السوق على خلفية فضيحة تلاعبها في نتائج اختبارات قيم العوادم في سياراتها التي تعمل بمحرّكات الديزل (السولار). ويسعى قطاع صناعة السيارات الألماني خلال المشاركة في معرض ديترويت إلى تحسين صورة تكنولوجيا الديزل التي اهتزّت بفعل فضيحة عوادم سيارات الديزل. وقال ماتياس فيسمان رئيس اتحاد شركات صناعة السيارات (في دي ايه):" بطبيعة الحال نشعر في الوقت الراهن في موضوع الديزل برياح عكسية حادّة والمسألة تتعلق باستعادة الثقة الضائعة للعملاء في أمريكا الشمالية". يُذكر أن تكنولوجيا الديزل أصبحت محل تشكيك منذ الإعلان عن فضيحة تلاعب شركة فولكس فاجن في قيم عوادم السيارات التي تعمل بالديزل في الولايات المتحدة. يذكر أن المناخ الاقتصادي ملائم لأعمال مؤتمر ديترويت في تلك الفترة التي تشهد انخفاضاً في أسعار الوقود، حالة اقتصادية جيدة بالإضافة إلى تدني أسعار الفائدة، وكل هذه العوامل تعزّز الوضع في الولايات المتحدة التي تعتبر ثاني أهم سوق سيارات في العالم بعد الصين. وتمتلك السيارات الألمانية الفارهة أودي ومرسيدس وبورش فرصاً جيّدة للنجاح في الولايات المتحدة، بعد أن فقدت السيارات الألمانية في الفترة الأخيرة من حصصها في السوق الأمريكية المتنامية ويرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى التأثر بضعف نتائج أعمال شركة فولكس فاجن. وتعهد هربرت ديس رئيس مجموعة فولكس فاجن الألمانية للسيارات لعملاء الشركة في الولايات المتحدة بتقديم حلول سريعة لتداعيات فضيحة عوادم الشركة. وقال ديس على هامش معرض السيارات الأمريكي في مدينة ديترويت: "نحن متفائلون بأننا سنحصل بسرعة على حلول". وكرّر ديس اعتذاره للعملاء الأمريكيين خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمه على هامش المعرض وقال: "نعتزم إحياء حب العملاء الأمريكيين لعلامات فولكس فاجن من جديد". وأكد رئيس مجموعة فولكس فاجن أن عام 2016 سيكون "أحد أهم الأعوام في تاريخ فولكس فاجن". من جانبه قال ميشائيل هورن رئيس فرع الشركة في أمريكا إن عام 2016 سيكون عام تحدٍ للشركة، مضيفاً: "لن نضطر عام 2016 لمجرد العثور على حلول وتنسيق هذه الحلول مع السلطات المعنية ولكننا سنضطر أيضاً لتطبيق هذه الحلول". وفي السياق نفسه أكد رئيس شركة أودي الألمانية للسيارات أن فضيحة عوادم سيارات شركة فولكس فاجن المالكة لأودي يمكن أن تنطوي على جانب إيجابي يمكن الاستفادة منه. ورأى روبرت شتادلر على هامش المعرض الأمريكي للسيارات في مدينة ديترويت أن "الأحداث في مجملها يمكن أن تكون فرصة فريدة لتغيير الشركة نحو الأفضل". ووعد شتادلر عملاء الشركة ببذل كل الجهود الممكنة للسيطرة على مشكلة العوادم. وكانت فولكس فاجن، ثاني أكبر شركة سيارات العالم والأولى أوروبياً، قد تلاعبت في قيم عوادم سياراتها العاملة بالديزل وهو ما تسبب في أزمة حادّة للشركة. وتعهد رئيس الشركة الجديد ماتياس مولر ببداية جديدة للشركة تتجاوز فيها تداعيات هذه الأزمة.
مشاركة :