الشاهين الاخباري ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الاثنين، كلمة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 الذي تستضيفه مصر. وقال جلالته إن التغير المناخي ليس جديدا علينا، ونحن نواجه التهديدات المناخية ذاتها التي تواجه منطقتنا بأكملها، مبينا أن درجات الحرارة المرتفعة وندرة المياه في الأردن تسببت بالضغط الشديد على مواردنا المحدودة، وقد تفاقم بفعل الازدياد غير الطبيعي في النمو السكاني الناجم عن التدفق الهائل للاجئين. وأشار جلالته إلى أن الأمم المتحدة تقر بأن اللاجئين حول العالم والدول المستضيفة الأكثر عرضة لآثار التغير المناخي. ولمعالجة هذه الأزمة، تقدم الأردن بمبادرة تحت مسمى “مترابطة المناخ – اللاجئين”، بهدف إعطاء أولوية الدعم للدول المستضيفة التي تتحمل عبء التغير المناخي، ولدينا اليوم أكثر من أي وقت مضى وفرة في المعرفة المختصة، والأدوات العملية، والمقاربات الناجعة، وأمامنا فرص كبيرة إن أدركناها. وأكد جلالته أن برنامج الأردن للتعافي الأخضر يسير بالتوازي مع رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقتها المملكة، فنحن نعمل على الاستثمار في مواردنا الوفيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتمكنا من زيادة مساهمة المملكة في التقليل من الانبعاثات الكربونية بمضاعفة هدفنا للعام 2030، ونعمل على تشجيع الشراكات الاقتصادية الخضراء لتوفير فرص العمل الجديدة ومستقبل من الأمل. وقال جلالته إن الأردن، بسجله الحافل بالمشاريع الناجحة في مجال الاستجابة لآثار التغير المناخي، حريص على أن يكون مركزا إقليميا للتنمية الخضراء، ونعمل بالشراكة مع مصر، والعراق، والإمارات، والسعودية، والبحرين، ودول أخرى لزيادة منعة المنطقة بأكملها، ويوفر الأردن مجالا واسعا من الفرص للاستثمار في مبادرات تعنى بالمناخ. ولفت جلالته إلى قضية أخرى مهمة للأردن والأردنيين، وهي الدعوة الملحة لإنقاذ مواقع التراث العالمي المهددة بفعل التغير المناخي، فالبحر الميت ونهر #الأردن المقدس كنوز من الماضي وموروث للمستقبل، ويتحتم علينا أّلا نكون الحلقة التي تكسر هذا الرابط،. وأكد جلالته أن مناخ عالمنا، بخيره وبشرّه، غير قابل للتجزئة، ويتعين علينا أن نوحد صفوفنا للتعامل معه، ففي صراع الحياة على هذه الأرض، ليس هناك متفرجون، وكل فعل له أثره. ولفت جلالته إلى أننا نقف على بدايات تحول ملحّ وطويل، تشوبه التحديات، وقد نجد أمامنا عددا من الخيارات الصعبة، لكن علينا أن نختار قبل أن يفرض الواقع علينا ما لا نستطيع اختياره، لذا، فلنفعل ذلك معا إقليميا ودوليا، ونحقق العالم الأخضر العادل والمنيع الذي تستحقه شعوبنا.
مشاركة :