عند تصفحي النشرات الدورية والمواقع الطبية هذا الأسبوع أكثر ما جذب انتباهي هو المناعة وكيف أنها تحتاج إلى تعزيز وتقوية لمواجهة شتاء قد يكون شديدا مع تحور الفيروسات الجديد. جهاز المناعة عبارة عن شبكة من الخلايا والانسجة والاعضاء التي تساعد الجسم على صد العدو الخارجي مثل الفيروسات والبكتيريا والسموم. ومن المعروف أنه نظام بيولوجي شديد التكيف ويتطلب التوازن بين جميع الأجزاء ليعمل بشكل صحيح. وهذا يعني أن الصحة المناعية المثلى تعتمد على نهج متعدد الأوجه يركز على اتخاذ خيارات نمط حياة صحي تشمل التغذية السليمة والنوم الجيد وممارسة الرياضة بانتظام. وهناك أصناف غذائية محددة علينا التركيز عليها والإكثار منها لتعمل على تقوية جهاز المناعة. أولها الحمضيات، يستخدم معظم المصابين بنزلات البرد فيتامين C مباشرة عند الإصابة، وذلك لقدرته على تعزيز جهاز المناعة، إذ يُعتقد أنه يزيد من إنتاج كريات الدم البيضاء التي تؤدي دورًا أساسيًا في مكافحة العدوى، لأن الجسم لا يُنتج فيتامين C ولا يخزنه، فنحتاج إلى تناوله يوميًا. البروتينات عامل أساسي في عملية التوازن الغذائي، لما تحتويه من عناصر مهمة للجسم لا نستطيع الاستغناء عنها، الدواجن غنية بفيتامين (ب 6) عامل مهم يساعد على تشكيل كريات الدم الحمراء الجديدة. كما يحتوي المرق المصنوع من عظام الدجاج المغلية على الجيلاتين والكوندروتين وعناصر غذائية مفيدة للأمعاء ومعززة للمناعة. والمحار والمأكولات البحرية يحتويان على كمية كبيرة من الزنك وجسم الإنسان يحتاج إلى الزنك لتتمكن خلاياه من العمل. وبالتأكيد كلما زاد تنوع الفواكه والخضراوات التي نستهلكها يوميا، زادت العناصر الغذائية التي تعزز جهاز المناعة. يبقي شيء آخر بجانب التغذية هو النوم الجيد وإدارة التوتر، فهو يرتبط بشكل مباشر بضعف جهاز المناعة، ويتسبب الإجهاد في إفراز عدد من الهرمونات، مثل الأدرينالين والدوبامين والكورتيزول، وهي هرمونات تقلل من قدرة الجسم على تكوين الخلايا الليمفاوية التي تساعد في محاربة الفيروسات والبكتيريا الضارة. فإذا أجبنا عن سؤال المقال، فالتأكيد نحتاج إلى تقوية الجهاز المناعي بالطرق الطبيعية، وباستطاعتنا من دون أي مكملات غذائية خارجية.
مشاركة :