تربية الصقور.. تقليد تاريخي متوارث

  • 11/8/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

جدة -; البلاد تعتبر هواية “الصقارة” وتربية الصقور والصيد بها تقليدًا تاريخيًا في المملكة، فهي هواية وهوية تحملها الثقافة العربية العريقة، حيث يكمن الشغف والمتعة لأبناء المملكة بصيدها وطرحها، بل إنهم سمّوا أبناءهم بأسمائها إعجاباً بها وبقوتها، مما يؤكد أن التعامل مع الصقور بخصوصية لم يكن جديدا على المجتمع السعودي، بينما يعد مركز العرادي لإنتاج وحماية الصقور في قرية العظيم الواقعة جنوب شرق مدينة حائل ب 160 كلم أحد المراكز المهتمة بحفظ سلالات الصقور بالمنطقة، من خلال عملية الإنتاج والحصول على العديد من الأرقام على مستوى الشرق الأوسط، وذلك بعد الإسهام في المحافظة على الصقور النادرة والحفاظ عليها من الانقراض. وبيّن مالك المركز بدر العرادي، أن المزرعة -التي يمتد عمرها إلى أكثر من 27 عامًا- تعد من المزارع المميزة المهتمة بإنتاج الصقور من جميع الفصائل، حيث يتراوح إنتاج الصقر من ٣ إلى ٥ بيضات على حسب النوع من خلال التلقيح الطبيعي والصناعي، مشيراً إلى أنه يتم التعرف على البيض الملقح من خلال جهاز تحديد النبض أو عن طريق الكشاف، ويوضع البيض داخل جهاز “الحضانة” لمدة ٣٢ يوما وبعدها يفقس الفرخ ويحتاج 45 يوما حتى يبدأ بالطيران التدريجي. وتحتوي المزرعة على صالة المقيض (القرنسة) التي تمتد لأكثر من سبعة أشهر، وهي المدة التي يقوم خلالها الصقر باستبدال ريشه القديم لينمو محله ريش جديد، وتشتمل الصالة على مواصفات معينة من حيث درجة الحرارة والتهوية والتجهيزات اللازمة، وكذلك برج ( للهك ) الخارجي، تعيش خلاله الصقور عيشتها الطبيعية، وتطير لمدة أكثر من شهر بكل حرية في الطبيعة، كما تضم المزرعة أقساما تعتني بإنتاج الصقور من خلال الغرف المخصصة للإنتاج، وغرفة حضانة لرعاية فروخ الصقور، وبرج الإطلاق الخارجي، وشبك الإطلاق الداخلي، منوهاً بأهمية مزارع الإنتاج السعودية للمحافظة على نوادر الصقور، والاستفادة من السوق الضخم للصقور في المملكة، وإيجاد فرص عمل للسعوديين. وتضم المزرعة العديد من أنواع الصقور، منها “الجير” و”الحر” و”الشاهين و”الوكري”، وقد أنتج المركز حرّاً نادراً، تم بيعه بمبلغ 270 ألفا، ويعدّ أغلى حرّ من إنتاج مزرعة يباع بهذا السعر. اهتمام كبيرة ونتج عن الاهتمام بتربية الصقور أرقام بيع كبيرة، إذ شهدت الليلة الـ28 من مزاد نادي الصقور السعودي الذي ينظمه النادي بمقره بملهم شمال مدينة الرياض، بيع صقرين بمبلغ 225 ألف ريال، ليصل إجمالي المبيعات 6 ملايين و511 ألف ريال. وانطلق المزاد بالصقر الأول شاهين فرخ، طرح الدبدبة، للطاروح رواف العنزي، وتم بيعه بمبلغ 89 ألف ريال. وجاء ختام الليلة مع الصقر الثاني شاهين فرخ طرح الجبيل للطواريح حمد خالد الهاجري وراشد الهاجري ومحمد الهاجري وفهد الهاجري وسعود زايد الهاجري، وتم بيعه بمبلغ 136 ألف ريال. وتجري الاستعدادات على قدم وساق في نادي الصقور السعودي، تأهباً لانطلاق الحدث الأضخم في عالم الصقور وهو مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور 2022، وذلك ضمن جهود النادي لدعم الصقَّارين وتعزيز هواية الصقارة في المملكة، ويضم مسابقتين رئيستين تتمثلان في مسابقة الملواح (الدعو) 400 متر، ومسابقة مزاين الصقور، حيث أعلن نادي الصقور السعودي، عن انطلاق المهرجان يوم الاثنين 28 نوفمبر المقبل، وذلك في مقر النادي بمَلهم شمال الرياض. تعزيز هواية الصقارة وأكد المتحدث الرسمي لنادي الصقور السعودي، وليد الطويل أن مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور يأتي ضمن جهود النادي لدعم الصقَّارين وتعزيز هواية الصقارة في المملكة، موضحاً أن المهرجان بنسخته الخامسة، يضمَّ مسابقتين رئيسيتين تتمثل في مسابقة الملواح (الدعو) 400 متر، ومسابقة مزاين الصقور. وأوضحَ أن مسابقة الملواح تضم أشواطاً تأهيلية ونهائية للملاك والمحترفين السعوديين، وأشواطاً نهائية للملاك والمحترفين الدوليين؛ مشيرًا إلى أن النسخة الخامسة من المهرجان تشهد تقسيم فئة الملاك السعوديين إلى فئتين؛ بهدف رفع مستوى التنافسية بين الصقارين، ودعم الصقارين الملاك والملاك المفتوح، ويكمن الفرق بين الفئتين بأن فئة الملاك يتنافس فيها الصقارون السعوديون الذين يرغبون بالمشاركة بـ 6 صقور فأقل، ويشترط أن يقوم المشارك بتدريب الصقور بصفته الشخصية ولا يشارك في التدريب أو الجوائز شخص آخر، وتضم أشواطاً تأهيلية ونهائية، أما شوط الملاك السعوديين المفتوح فيتنافس فيها الذين يرغبون بالمشاركة بحد أقصى 36 صقراً و3 صقور في الشوط، بحيث يحق للمشارك أن يوكل شخصاً آخر بتدريب الصقور والمشاركة فيها، بشرط ألا يكون مسجلاً ضمن فئة المحترفين أو الملاك أو الدوليين، وتضم أشواطاً تأهيلية ونهائية. وأضاف المتحدث الرسمي لنادي الصقور السعودي، أن أشواط الدوليين في مسابقة الملواح بالمهرجان ستكون عبارة عن 12 شوطاً نهائياً للملاك الدوليين، و12 شوطاً للمحترفين الدوليين. ويعد مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور، الحدث الأكبر من نوعه على مستوى العالم، ويتنافس فيه الصقَّارون السعوديون والدوليون على جوائز كبيرة تعكس حجم الاهتمام الذي توليه المملكة في تعزيز الاهتمام بموروث الصقارة محلياً ودولياً. محافظة على الموروث وللحفاظ على الموروث، وقعت هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية مذكرة تعاون في وقت سابق، مع نادي الصقور السعودي بهدف تبادل الخبرات وتنسيق الجهود لحماية الحياة الفطرية وتنميتها، بما يحقق الأهداف الاستراتيجية للطرفين من خلال عدد من البرامج والحملات التوعوية المشتركة. واشتملت المذكرة التي وقع عليها الرئيس التنفيذي المكلف للهيئة ناصر بن راشد الناصر، والرئيس التنفيذي لنادي الصقور السعودي حسام بن عبدالمحسن الحزيمي، على التعاون والمحافظة على الموروث الثقافي والتراثي للصيد والصقور، وضمان استدامة التوازن البيئي، والمساهمة في حماية الحياة الفطرية والكائنات المهددة بالانقراض، ورفع الوعي المجتمعي تجاه حمايتها، بالإضافة إلى مشاركة البيانات والدراسات والأبحاث ذات العلاقة بالصيد والصقور، وتعزيز المشاركة في الفعاليات ذات العلاقة والتي ينظمها كل طرف. ويأتي ذلك في إطار الجهود المستمرة من قبل هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية، لحماية الحياة الفطرية وإنمائها عبر توقيع العديد من الاتفاقيات والشراكات مع الجهات ذات العلاقة للمساهمة في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمحمية.

مشاركة :