تراجع خام «برنت» أمس إلى مستوى منخفض جديد لم يسجل منذ 12 سنة مع اقتراب وصول معروض إضافي من النفط الإيراني، وسط مخاوف من تخمة عالمية وبواعث قلق في شأن الاقتصاد العالمي. ونزل «برنت» إلى 29.73 دولار مسجلاً أدنى مستوياته منذ شباط (فبراير) 2004 ومنخفضاً أكثر من 1.5 في المئة، لكنه عاد ليرتفع 13 سنتاً إلى 30.44 دولار للبرميل. وصعد «خام غرب تكساس الوسيط» 35 سنتاً إلى 30.83 دولار إثر تراجعه في وقت سابق. وهي المرة الثانية في يومين التي ينزل فيها «برنت» عن 30 دولاراً للبرميل بعدما انخفض الخام الأميركي عن ذلك المستوى الثلثاء. وأدى تراجع الأسعار وفقاً لـ «وود ماكنزي» لاستشارات الطاقة، إلى تأجيل مشاريع أو إلغائها في قطاع النفط والغاز بقيمة 380 بليون دولار منذ العام 2014 في وقت تخفض الشركات التكاليف لتجاوز أزمة الأسعار، وشمل ذلك مشاريع بقيمة 170 بليون دولار كان من المخطط تنفيذها بين 2016 و2020. وأشارت المؤسسة في تقرير نشر أمس إلى أن شركات النفط والغاز اضطرت إلى اختيار مسار النجاة. وقال محلل نشاطات المنبع لدى المؤسسة، أنغوس رودجر: «أثر تدني أسعار النفط في خطط الشركات كان قاسياً، وما بدأ في أواخر 2014 تهذيباً للإنفاق التقديري على التنقيب والمشاريع السابقة للتطوير، صار عملية جراحية مكتملة لإلغاء كل الإنفاق الرأسمالي والتشغيلي غير الضروري». وأشارت «وود ماكنزي» إلى أن 68 مشروعاً كبيراً تأجلت منذ العام 2014 باحتياطات مجمعة تبلغ نحو 27 بليون برميل من المكافئ النفطي وبما يشمل خفضاً يبلغ 170 بليون دولار من 2016 إلى 2020. وأضافت أن إنتاج 2.9 مليون برميل يومياً من السوائل سيتأجل إلى العقد التالي أي ما يزيد على حجم ما تنتجه فنزويلا عضو منظمة «أوبك». إلى ذلك، أفادت مصادر مطلعة بأن «اديسون»، ثاني أكبر شركات الطاقة الإيطالية والمملوكة لشركة «إي دي أف» الفرنسية تحاول بيع جزء من حقل أبو قير في مصر، وإنها فتحت دفاترها أمام المشترين المحـــتملين ومن بينهم «الشركة الكــــويتــيــة للاســـتــكــشافات البترولية الخارجية». وتملك «أديسون»، التي دفعت نحو 1.4 بليون دولار في مقابل حقل أبو قير في 2009، كل حقوق التنقيب والإنتاج في الحقل لكنها تديره من خلال مشروع مشترك مع «الهيئة المصرية العامة للبترول». وأشار مصدر إلى أن «الدفاتر فتحت والشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية واحدة من بين أربع شركات على الأقل أبدت اهتماماً». وأشار مصدر آخر إلى أن الشركة الكويتية وآخرين مهتمون لكنه لفت إلى أن هبوط أسعار النفط يبطئ وتيرة العملية. وصرّحت «اديسون» لوكالة «رويترز» بأنها قد تقلص حصتها في أبو قير بينما تظل الشركة المشغلة للامتياز. وقالت ناطقة باسم الشركة: «في إطار نشاطها في إدارة المحافظ تدرس اديسون تقليص حصتها في أبو قير لكن مع الاحتفاظ بحصة الغالبية والبقاء في مصر كمشغل على المدى الطويل». وينتج حقل أبو قير نحو 45 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً. وتضاعف إنتاجه من الغاز تقريباً من 140 مليون قدم مكعبة يومياً إلى 270 مليوناً.
مشاركة :