بطراز قروسطي.. مهندس تركي يحوّل حظيرة إلى مطعم

  • 11/8/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

المطعم يثير بتصميمه إعجاب السياح وينقلهم برحلة تاريخية عبر الزمن إلى القرون الوسطى - المهندس أرينال: استعنت بصناعة المعدّات بأصحاب المهن والبحث المكثف في الوثائق لتقارب شكلها الحقيقي - سائح روسي: لا ينبغي تقييم هذا المكان بأنه مكان تجاري، المكان يلامس قلب وروح الإنسان في منطقة كبادوكيا التاريخية وسط تركيا، أبدع المهندس معمّر أرينال في تحويل بناء كان يستخدم حظيرة للحيوانات في العهد العثماني إلى مطعم ينقل زبائنه إلى القرون الوسطى بتصميمه الفريد. حكاية أرينال مع مطعمه المميز بدأت قبل 20 عامًا، عندما اشترى المبنى التاريخي في ولاية نوشهير (وسط)، عقب تخرّجه من كلية العمارة في جامعة يلديز التقنية عام 1987. في العهد العثماني، كان البناء التاريخي يُستخدم حظيرةً للحيوانات، ثم تحوّل لمكتب بريد في بداية تأسيس الجمهورية التركية. وبعد استصدار الأذونات اللازمة، بدأ المهندس المعماري التركي بعمليات ترميم المبنى، واتخذه مسكنًا له لمدة 15 عامًا. وبدأ أرينال المغرم بالطراز المعماري القروسطي، بتأثيث المبنى بتجهيزات تعود لروح تلك الحقبة، بالتواصل مع أصحاب الحرف في عدة ولايات. ** مطعم بملامح قروسطية بعد 15 عامًا من الإقامة فيه، قرّر أرينال تحويل المبنى إلى مطعم بطابع قروسطي، مستفيدًا من الشهرة العالمية والإقبال الكبير الذي حظيت به كبادوكيا كونها معلما سياحيا. والحقبة القروسطية الدافئة أو الفترة الأمثل من المناخ القروسطي، هي تسميات للمناخ الحار في منطقة شمال الأطلسي التي قد تترافق أيضاً بأحداث مناخية أخرى في جميع أنحاء العالم خلال تلك الفترة بما في ذلك الصين ونيوزيلندا وغيرها من البلدان، واستمرت بين حوالي 950 - 1250م. بأزياء قروسطية، يستقبل العاملون في المطعم الزبائن والسياح، الذين يظهرون انبهارًا بأثاث المطعم وأجوائه الخاصة حيث ينقلهم من خلالها إلى القرون الوسطى. ويضم المطعم كما كافة الأبنية التاريخية في كبادوكيا، غرفًا حُفرت في الجبال، إضافة إلى نفق. ** شغف بالعصور الوسطى في حديثه للأناضول، أكد أرينال حرصه الدائم في جولاته داخل البلاد وخارجها، على زيارة المتاحف والأماكن التاريخية والقلاع والمدن الأثرية تحت الأرض. وقال: "أنا مهتم جدًا بتاريخ القرون الوسطى، وأحرص على قراءة الكتب ومشاهدة الوثائقيات، إنها الحقبة الزمنية المفضلة لدي، وأشعر أنني عشت فيها، وخاصة عند ركوبي الخيل، هذا الشعور فريد بالنسبة لي". وأوضح أنه في فترة وباء كورونا، قام بصنع السيوف والأعلام وغيرها من المعدّات والرموز التي تعود للقرون الوسطى من أجل مطعمه. وقال: "استعنت بصناعة بعض المعدّات بأصحاب المهن، إلى جانب بحثي المكثف في الوثائق والكتالوجات، من أجل أن تكون قريبة من الشكل الحقيقي قدر الإمكان". ** "يلامس قلب وروح الإنسان" السائح الروسي أندريه كوركين، أشار في حديثه للأناضول إلى أنه وأصدقاءه أُعجبهم المطعم كثيرًا وأنهم تجوّلوا في كافة غرفه. وقال: "أعجبت كثيرًا بالاهتمام الكبير بالتفاصيل الدقيقة للمطعم، لا ينبغي تقييم هذا المكان بأنه مكان تجاري، المكان يلامس قلب وروح الإنسان". أما السائحة الأذربيجانية ليلى أحمدوفا، فقالت إن المكان ينقلها إلى قرون غابرة، وأردفت: "أعجبني المطعم كثيرًا، كنت أشاهد هذه الأماكن في الأفلام فقط، أما الآن فأشعر أنني داخل مشهد من هذه الأفلام". تجدر الإشارة إلى أن صخور كبادوكيا الكلسية سهلة الحفر، وقد تشكلت من رماد وحمم نفثتها البراكين المحيطة بها. أما مداخن الجنّيات أو ما يطلق عليها في الصحاري العربية "موائد الشيطان"، فتشكلت بعوامل النحت والتعرية لترسم لها أشكالا غريبة ومدهشة. واستغل البشر ما صنعته عوامل الطبيعة، ليتخذوا من صخور كبادوكيا مساكن لهم، وملاجئ في أوقات الحروب. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :