دعا مستشار تأسيس رواد الأعمال أحمد العمودي مؤسسي الشركات الناشئة على أهمية اختيار التوقيت المناسب للبحث عن مستثمر، مبينا بأن المستثمر يعد طرف مهم في نمو المشروع وتحويله من حيز متناهي الصغر إلى مشروع يستحوذ على حصة سوقية كبيرة. مشيرا إلى أن هناك علاقة استثمارية بين رائد الأعمال والمستثمر كون رائد الأعمال يستثمر الوقت والأفكار لتحقيق نمو مشروعه والمستثمر يحقق الربح من خلال الاستثمار في المشاريع الريادية سيما أن لديهم قدرة على التعامل مع المخاطر التمويلية المرتفعة. جاء ذلك خلال ورشة “كتابة وإعداد وعرض المشروع الريادي لجذب المستثمرين” ضمن فعاليات ملتقى الأحساء للشركات التقنية الناشئة “ستارت آب تك الأحساء 2022″، والذي نظّمته غرفة الأحساء ممثلة بمجلس ريادة الاعمال ومركز الأمير أحمد بن فهد بن سلمان لتطوير الأعمال والذي عقد تزامنا مع الأسبوع العالمي لريادة الأعمال. وأوضح المستشار أحمد بن علي العمودي خلال الورشة بأن المشاريع الريادية تكون جاهزة للاستثمار حينما تعمل في قطاع له فرص نمو عالية تتوافق مع رؤية المملكة 2030، إلى جانب امتلاك المشروع لنموذج عمل تجاري مبتكر ويتطلب التوسع والنمو السريع والبدء بتحقيق الأرباح في وقت مبكر، ومن المهم أن يكون المشروع الريادي قد انطلق أو جاهز للانطلاق إداريا وقانونيا فضلا عن جاهزية العقود والمستندات الرسمية، مع ضرورة وجود نظام وإدارة مالية موثقة وجاهزية الخطة التشغيلية، ووضوح الاستثمار المطلوب وتوفر تقييم للمشروع وتوزيع واضح لحصص المؤسسين، ووضوح الهدف من الحصول على استثمار وحجم الاستثمار المطلوب. وخلال الورشة أشار المستشار العمودي إلى أن المستثمر دائما ما يبحث عن مشروع ملموس وليس مجرد فكرة، ويحتاج لمعطيات تم التحقق من صحتها وأن المشروع في حالة التنفيذ مع توفر النموذج الأولى ونتائج التجارب الأولية للمشروع. كما يرغب المستثمر الاستثمار في فريق عمل متكامل ومتجانس لديه المقدرة على إدارة المشروع مع ضرورة امتلاكهم الشغف والجدية والإصرار والابداع إلى جانب الخبرة العملية وفهم السوق. مضيفا بأن المستثمرين يرغبون في مشاريع يصعب استنساخها من الأخرين، مع ضرورة مرونة نموذج العمل والقدرة لدى فريق العمل للوصول إلى شرائح العملاء، أهمية وضوح الاستثمار المطلوب وأوجه وتوقيت وألية الإنفاق والعوائد المتوقعة من الاستثمار، ومستقبل المشروع في مراحل النمو والدخول في الجولات الاستثمارية أو إدراج الشركة في السوق الموازية أو سوق الأسهم. وعدد العمودي خلال الورشة مكونات هام في ملف العرض الاستثماري ويشمل الغلاف وملخص الرؤية الاستراتيجية للمشروع، ومعلومات الفريق المؤسس والمهارات والخبرات والأدوار، وفريق العمل وعددهم وخبراتهم وأدوارهم، والقيمة المقدمة من المشروع مع توضيح المنتج / الخدمة وحاجة العميل ونوع النشاط ومصادر الإيرادات والميز التنافسية المقدمة واكتمال نموذج العمل التجاري ومرونته، إلى جانب توافر تصاريح وتراخيص المشروع، وحجم السوق والعملاء ونوعيتهم والنمو في السوق، والمنافسين وحجمهم ومعايير الاختلاف عنهم والتقدم عليهم، وحجم المبيعات وتكاليف التشغيل والربحية، والتمويل المطلوب وكيف سيتم صرفه والمدة لصرفه، وخطط التسويق والترويج واستقطاب المستهلكين وبناء ولاء العملاء، إضافة لرحلة العميل مع المشروع واستراتيجيات تطويرها وتحسينها، وخطط الانتشار والتوجهات المستقبلية، وتوسع ونمو المشروع من خلال الملكية الفكرية أو الامتياز التجاري، إلى جانب صور المشروع / واجهات التطبيق أو المنصة مثلا، والملاحق المهمة مثل أبحاث السوق والاستبيان الميداني للجمهور وتحليل البيانات، مع ضرورة الاختصار ووضوح المعلومات وإعداد العرض الاستثمار بشكل مميز وفق هوية الشركة مع تضمن وسائل التواصل مثل الموقع والبريد الإلكتروني والهاتف ومنصات التواصل الاجتماعي. وكانت الورشة قد استعرضت عدة محاور من أبرزها توضيح العلاقة بين رائد الأعمال والمستثمر، وكيف يمكن الحصول على مستثمر، ومتى تستطيع الشركة الناشئة التحليق نحو الاستثمار، وكيف يفكر المستثمر، وكيفية أعد ملف العرض الاستثماري للمشروع، وأليات حماية أسرار المشروع، وكيفية تقديم العرض الاستثماري، مع التطرق للجولات الاستثمارية، وأنواع المستثمرين، والفحص النافي للجهالة، وتقييم المشروع ماليا، وأخيرا أبرز التوصيات لجذب المستثمر، وذلك بهدف إعداد رواد الأعمال ليكونوا قادرين على كتابة وإعداد وعرض المشروع الريادي أمام المستثمرين لجذبهم. يذكر بأن ملتقى الأحساء للشركات التقنية الناشئة startuptech بتنظيم غرفة الأحساء ممثلة في مجلس ريادة الاعمال و مركز الأمير أحمد بن فهد بن سلمان لتطوير الأعمال، بشراكة معرفية من معهد ريادة الأعمال الوطني “ريادة”، وشراكة استشارية من مركز دلني للأعمال التابع لـ”بنك التنمية الاجتماعية”، وشراكة جامعة الملك فيصل و فاب لاب الأحساء والكلية التقنية الرقمية للبنات بالأحساء. واختتم شرف صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء، حيث شهد فعاليات جلسات وورش عمل متنوعة إضافة للمعرض المصاحب والمعسكر الريادي “هاكاثون ريادة الأعمال”.
مشاركة :