الشارقة - خاص شهد اليوم الخامس من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022 عقد ندوة ثقافيّة حملت عنوان "الحضارة الإسلاميّة في الغرب"، استضافت كلاً من الكاتب والشاعر العراقي الدكتور علي الشلاه، والإعلامي والكاتب أحمد الزين، وأستاذة اللغة العربيّة في جامعة لويس في روما، فرانشيسكا كوراو، حيث تناولوا تأثير الحضارة الإسلاميّة في الغرب وإسهاماتها المختلفة في العديد من المجالات كالعلوم والثقافة والعمران وغيرها. وخلال الجلسة التي أدارتها الإعلاميّة علياء المنصوري، أكّد الدكتور علي الشلاه أن الحضارة بمفهومها الشامل تشكل معطى لهوية المجتمع، وعندما يتم الإشارة إلى الحضارة الإسلاميّة فهي كل ما تركته من علوم وفنون وآداب في الرؤية المجتمعيّة. وأضاف: "المشكلة الرئيسة فيما نعانيه اليوم حول الاعتراف فيما قدمته الحضارة الإسلامية تكمن في أن جزءاً رئيسياً مرّ عبر الترجمة، حيث بدأ واضحاً الإصرار على تحويل وتغير نطق بعض أسماء الرموز في الثقافة العربية على سبيل المثال كلفظ ابن رشد أم أبيروس! وكأنها قادمة من اليونان أو لاتينية وليست إسلامية أو عربية؟ وهذا ليس خطأ إن كان في إطار التنافس الحضاري وكان موضوعياً، أما إن تحول لمحاولة لإنهاء الآخر فهنا تكمن المشكلة". بدورها أشارت فرانشيسكا كوراو إلى أن مفهوم الحضارة هو الإنسان، وهي خزانة تجد فيها كل القيم والأشياء الحسنة والسيئة عبر القرون، وممكن لهذه الخزانة أن ترسم جذوراً للتفاهم مع الآخرين عبر الأدوات والوسائل. وأوضح أن حضارة العرب والمسلمين أثرت كثيراً في البحر الأبيض المتوسط بصفة عامة وخاصة في صقلية والأندلس، مشيراً إلى أن الترجمة نقلت الكثير من الثقافة والأدب والفلسفة من الحضارة الإسلاميّة إلى الغرب، واليوم لازال هذا التأثير واضحاً، ويشهد عليه الارتفاع الكبير في أعداد الغربيين الذين يدرسون ويتعلمون اللغة العربيّة". من جهته تناول أحمد الزين مفهوم الحضارة عموماً قائلاً: "تعريف مفهوم الحضارة هو اختصاص تراكم المعرفة والإنجاز الإنساني. فالحضارة العربية والإسلاميّة أسست لمعرفة شاملة في العالم في شتى حقول المعرفة الإنسانية والعلمية والأدبية وغيرها. وإذا كان لا بدّ من عمل إعلامي مهم للمساهمة في نقل الحضارة الإسلاميّة إلى الغرب على حقيقتها، فلا بدّ من وجود مؤسسات تهتم بهذا الشأن وترعاه وتضع مخططاً وآلية عمل حول ماذا علينا أن نعمل أو نترجم للقارئ في الغرب أو الآخر بشكل عام، بحيث يكون نوع من التبادل المعرفي". وأضاف: "إنّ لكل زمن وسيلة تواصل وتفاعل، فالزمان كالنهر يسير باستمرار والتراكم المعرفي من الحضارات يتكامل، ونحن كعرب لسنا غرباء عن عالم التكنولوجيا بالرغم من أننا لم نساهم فيه بفاعلية في هذا الزمان، لكن المساهمة كانت موجودة في البداية وتم البناء عليها من قبل حضارات أخرى وصولاً إلى الكثير من الاكتشافات التي نستخدمها الآن".
مشاركة :